النقاط الرئيسية
- سام ألتمان يريد نموذج إعلانات شفاف وعادل داخل ChatGPT.
- OpenAI تبتعد عن فكرة “ادفع لتظهر أولاً”.
- الإعلانات ستعتمد على الثقة وليس الخداع.
إعلانات تتحدث… لا تصرخ
لطالما كانت الإعلانات الرقمية مزعجة لبعض المستخدمين ومربكة لآخرين. لكن اليوم، تفكر شركة OpenAI بصوتٍ عالٍ: هل يمكن أن تصبح الإعلانات جزءًا من الحوار، لا تشويشًا عليه؟
الرئيس التنفيذي سام ألتمان كشف أن فريقه يخطط لتجربة إعلانات داخل ChatGPT بطريقة مختلفة تمامًا — بعيدة عن الضوضاء التي اعتدناها في منصات مثل Google. الهدف؟ إعلانات أقرب إلى الاقتراح الذكي منها إلى البيع المباشر.
المشكلة في النموذج الحالي
يقول ألتمان بصراحة: “إعلانات Google تكسب عندما تفشل نتائجها”. أي أنّ النظام الذي من المفترض أن يقدّم أفضل إجابة، يستفيد مالياً حين يُخفي تلك الإجابة خلف إعلانات مدفوعة.
أما ChatGPT، فيريد أن يعكس المعادلة: يكسب فقط عندما يقدّم أفضل نتيجة فعلاً. لهذا السبب يؤكد ألتمان أن أي دفع لتفضيل نتيجة أسوأ سيُدمّر الثقة بين المستخدم والنظام.
إنها فكرة جريئة: الإعلانات يجب أن تكافئ الجودة لا الميزانية.
كيف قد تبدو إعلانات ChatGPT؟
ألتمان يتحدث عن سيناريو بسيط:
تسأل ChatGPT عن أفضل فندق في إسطنبول. يحصل النظام على البيانات، يقترح الخيار الأمثل، ثم يعرض زرًّا للحجز بنقرة واحدة. إذا تم الحجز فعلاً، تحصل OpenAI على عمولة صغيرة من المنصة الفندقية — دون أن يؤثر المال على ترتيب النتائج.
نفس الفكرة يمكن تطبيقها على مجالات أخرى: التسوق، الرحلات، الدورات التدريبية، أو حتى الخدمات الاستشارية. أي اقتراح مدعوم سيُعرض بوضوح وبشكل شفاف.
التحدّي: كيف تحافظ OpenAI على الثقة؟
إدخال الإعلانات في منصة تقوم على الثقة ليس أمراً سهلاً. فالمستخدم لن يغفر للذكاء الاصطناعي إذا شعر أنه يُوجّه نحو منتج معيّن بسبب المال.
لهذا ستحتاج OpenAI إلى:
- توضيح الفارق بين التوصيات المدعومة والعضوية.
- ضمان أن جودة الإجابات تبقى أولوية مطلقة.
- بناء نظام شفاف يتيح للمستخدم معرفة سبب اختيار كل اقتراح.
قد يكون هذا أصعب اختبار للذكاء الاصطناعي في عصر الربح الرقمي.
للمعلنين: عصر “كن الأفضل لتُعرض”
المستقبل لن يكون “ادفع لتظهر”، بل “قدّم الأفضل ليُوصى بك”.
هذا سيجبر الشركات على تحسين جودة منتجاتها وخبرة عملائها، بدلاً من زيادة الميزانية الإعلانية فقط.
وبالنسبة للمستخدمين، قد يكون النتيجة تجربة أكثر هدوءًا ونزاهة — حوار ذكي بدون صرخات ترويجية.
هل نحن على أعتاب نظام إعلاني أخلاقي؟
ما تفعله OpenAI هو محاولة لإعادة تعريف العلاقة بين الإعلان والمعرفة. ليس الإعلان عدواً للمحتوى بعد اليوم، بل شريكاً مشروطاً بالصدق.
لكن الطريق طويل: من ضمان الشفافية إلى حماية البيانات، مروراً بإقناع المعلنين أنّ الثقة تساوي الربح على المدى الطويل.
إذا نجحت OpenAI، قد نشهد أول جيل من “الإعلانات الذكية” التي تحترم عقل المستخدم بدلاً من استغلاله.
في السنوات القادمة، قد تصبح الإعلانات جزءاً طبيعياً من المحادثات مع الذكاء الاصطناعي، لكن بأسلوب أكثر لُطفًا ومعنى.
بدلاً من أن تُقاطعك، ستفهمك. بدلاً من أن تفرض عليك، ستقترح عليك.
وهذا قد يكون أجمل تحوّل يشهده عالم الإعلانات منذ اختراع الإنترنت.
المصدر:
مقابلات سام ألتمان مع مواقع Search Engine Land و Search Engine Journal
