أولاً: لماذا يُعدّ «اتفاق غزة» مفصليّاً؟
في زيارة إلى إسرائيل، نوّابٌ أميركيون رفيعو المستوى أكّدوا أن جي دي فانِس، نائب الرئيس الأميركي، يرى أن اتفاق غزة ما زال «صامدًا رغم بعض العقبات».
الواقع: بعد حرب استمرّت عامين بين حماس وقطاع غزة. دخلت خطة التهدئة التي طرحها دونالد ترامب حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.
وتكمن أهميّة هذا الاتفاق في كونه يمثّل نقطة تحوّل: من «حرب مفتوحة» إلى «وقف مؤقّت + إعادة إعمار + إشراك دولي». لكن… يُصرّ الأميركيّون على أن الضغوط مستمرّة لتثبيت التهدئة، وليس فقط إعلانها.
ثانياً: العقبات التي تواجه الاتفاق
1. التنفيذ الميداني ما زال هشّاً
رغم التأكيدات، وردت أنباء عن إطلاق نارٍ وغارات ليليّة في مناطق من غزة، ما يُشير إلى أن التهدئة ليست مطبقة بالكامل.
2. مشروع ضمّ الضفة الغربية: عامل تفجير محتمل
في نفس اللحظة التي يُحتفل فيها باتفاق غزة، يُصرّ البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على مقترحات لضمّ الضفة الغربية، ما دفع فانِس إلى وصفه بـ «إهانة» و«حركة سياسية غبية».
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر كذلك أن الضمّ قد يُقوض اتفاق غزة.
3. إعادة الإعمار ومشاركة دولية… لكن بحذر
فانِس أوضح أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض في غزة، لكنها ستبدأ إعمار المناطق التي لا وجود لحماس فيها. وتُركّز على مدينة رفح جنوب القطاع خلال عامين أو ثلاثة.
إحصائياً، أكثر من 15,000 مريضاً ما يزالون بانتظار الإجلاء من غزة بعد اتفاق التهدئة.
ثالثاً: لماذا هذا التوازن هش؟
هذا الاتفاق يُعدّ «قابل للحياة» لكنه ليس «مستداماً» حتى الآن. الأسباب:
- المصالح الأميركية والإسرائيلية تتقاطع وتختلف: واشنطن تريد سلاماً يُعيد الاستقرار، وإسرائيل تريد ضمانات أمنية، لكن الضمّ يهدف لتثبيت سيطرة أطول أمداً.
- حماس لا تزال محورية: أيّ إعادة إعمار أو سلطة فلسطينية جديدة في غزة تحتاج إما تحييد حماس أو دمجها، وهو أمر معقّد.
- الضفة الغربية تبدو كبند احتياطي أدى لرد فعل كبير: تحرّك الضمّ يُهدد ليس فقط الفلسطينيين بل أيضاً شركاء واشنطن الإقليميين الذين يُجري الولايات المتحدة مفاوضات معهم.
إذاً، الاتفاق جيد كفرضية، لكن التنفيذ يحتاج إلى «مقومات استقرار» أكثر من مجرد توقيع على اتفاقية.
رابعاً: ماذا يعني ذلك لمستقبل المنطقة؟
- غزة: إذا استمرّ الهدوء، فسيبدأ طريق إعادة الإعمار، ربما ظهور قوة دولية – عربية – إسلامية لأمن غزة، كما مطروح في خطة ترامب.
- الضفة: الضمّ المقترح قد يُطيح بسرعة بمبادرة الدولتين، ويعيد إشعال التوترات مع إسرائيل.
- المشهد الدولي: إذا فشل الاتفاق في غزة، فقد تنعكس تداعياته على تحالفات الشرق الأوسط. خصوصاً مع الدول العربية التي تشترط السلام واستقراراً قبل التطبيع الكامل.
- للمواطن الفلسطيني: فإن إعادة الإعمار خطوة مهمة، لكن الضمّ وخطر العودة للنزاع أو استمرار الاحتلال قد يعيدان صورة «الحرب غير المعلَنة».
خامساً: ماذا يقول الناس؟
“أنا من غزة، وطفلي سألني: هل ستنتهي الحرب؟” – مزارع من خان يونس.
هذه العبارة تلخّص البعد الإنساني: ليس فقط اتفاقات وكلمات، بل حياة يومية معلقة بين أمل وقلق. من جهة أخرى، مسؤول إسرائيلي كبير قال إن استمرار التعاون مع الأميركيّين وتثبيت الاتفاق أساسيان لتحقيق «السلام غير التقليدي».
