منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم تهدأ أصوات القصف ولا أنين المدنيين. عامان من الدمار، وآلاف الأرواح التي أُزهقت، وأزمة إنسانية توصف بأنها الأكبر في القرن الحادي والعشرين. تُظهر الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة حجم الكارثة التي لم تترك جانبًا من حياة الغزيين إلا وأصابته بالجراح.
حصيلة القتلى: أرقام تفوق الخيال
بحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، ثلثهم من الأطفال دون الثامنة عشرة. ولا تفرّق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين، فيما تزعم إسرائيل أن نحو 20 ألفًا من القتلى هم من عناصر حماس. لكن الأرقام الأممية تشير إلى نمط قتل واسع النطاق دفع لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى وصف ما يجري بأنه “إبادة جماعية”، بينما وصفت إسرائيل هذا الاتهام بأنه “متحيز ومخزٍ”.

في المقابل، قُتل 1665 إسرائيليًا وأجنبيًا منذ اندلاع الحرب، بينهم 1200 في هجوم السابع من أكتوبر، و466 جنديًا في العمليات البرية داخل غزة.
مدن بلا ملامح: حجم الدمار بالأرقام
كشف مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن نحو 193 ألف مبنى في قطاع غزة دُمّر أو تضرر بشكل كبير، في حين تعرضت 213 منشأة طبية و1029 مدرسة للقصف أو التدمير الجزئي.
منظمة الصحة العالمية أكدت أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 ما تزال تعمل جزئيًا، بينما حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن أي محاولة لإفراغ السكان قسريًا من المدينة قد تُعتبر “تطهيرًا عرقيًا” وفق القانون الدولي.
نزوح متكرر ومعاناة بلا نهاية
تقدّر الأمم المتحدة أن 18% فقط من سكان غزة ما زالوا خارج مناطق النزوح أو العمليات العسكرية. ومنذ منتصف أغسطس، نزح أكثر من 417 ألف شخص من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث تتكدس العائلات في خيام مؤقتة وسط نقص حاد في الماء والغذاء والخدمات الأساسية. وتصف منظمات الإغاثة الوضع بأنه “أزمة إنسانية مكتملة الأركان” لا يمكن للجنوب تحملها.
مجاعة تتكشف أمام العالم

أظهرت بيانات “أداة التصنيف المرحلي للأمن الغذائي” أن نحو 514 ألف شخص — أي ربع سكان غزة تقريبًا — يعانون من مجاعة حقيقية.
ولقي ما لا يقل عن 177 شخصًا حتفهم بسبب الجوع أو سوء التغذية، بينهم 36 طفلًا، فيما أشار صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن أكثر من 60% من النساء الحوامل والأمهات الجدد يعانين من سوء التغذية.
ورغم رفع الحصار جزئيًا في مايو، تؤكد وكالات الإغاثة أن ما يدخل من مساعدات لا يغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات، في ظل استمرار إغلاق المعابر وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
المساعدات والنهب واليأس
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم اعتراض نحو 73% من شاحنات المساعدات في سبتمبر،
إما على يد مدنيين جائعين أو مجموعات مسلحة. وأُفيد بمقتل أكثر من 2340 شخصًا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، نصفهم تقريبًا سقطوا قرب مواقع الإمداد العسكرية.
تقول إسرائيل إنها لا تمنع دخول المساعدات، متهمة حماس بالاستيلاء عليها، لكن منظمات الإغاثة الدولية تصف الوضع بأنه “انهيار شامل للنظام الإنساني” في القطاع.
نظرة إلى الأمام: هل يمكن أن تُعاد الحياة؟
بعد عامين من الحرب، تبدو غزة مدينة مدمّرة تبحث عن شريان نجاة. فبين ركام الأبنية وندرة الماء وانقطاع الكهرباء، يعيش أكثر من مليوني إنسان في انتظار معجزة.
الخبراء يرون أن إعادة إعمار القطاع قد تستغرق عقدين على الأقل إذا استمر الوضع الراهن. لكن الأمل لا يزال في صمود الناس، وفي صوت المجتمع الدولي إن قرر أخيرًا أن يسمع أنينهم لا صدى الصواريخ.
قسم الأسئلة الشائعة
كم عدد القتلى في غزة منذ اندلاع الحرب؟
كم عدد المباني المدمرة في قطاع غزة؟
هل توجد مجاعة فعلية في غزة؟
ما وضع المستشفيات في غزة؟
هل يُتوقع تحسن الوضع قريبًا؟
المصادر:
- مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)
- مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية
- منظمة الصحة العالمية (WHO)
- صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
- بيانات وزارة الصحة في غزة
- التقارير الإسرائيلية الرسمية