النقاط الرئيسية
- الاستخبارات الروسية تعتبر مشاركة الشركات العسكرية الفرنسية في أوكرانيا “عملاً عدائيًا مباشرًا”.
- موسكو تهدد بأن هذه الشركات ستصبح “أهدافًا مشروعة” للقوات الروسية.
- الجيش الفرنسي يحذر داخليًا من ضرورة الاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا بحلول 2030.
في الوقت الذي تسعى فيه العواصم الأوروبية إلى تجنب توسّع رقعة الحرب في أوكرانيا، انفجرت موجة جديدة من التوتر بين موسكو وباريس. روسيا حذّرت بشكل غير مسبوق من أن أي وجود لشركات عسكرية فرنسية خاصة داخل الأراضي الأوكرانية سيُعدّ “عملًا عدائيًا مباشرًا”، بينما أطلقت القيادة العسكرية الفرنسية نفسها تحذيرات داخلية حول احتمالات المواجهة مع موسكو خلال السنوات المقبلة.
وبين الضغط العسكري الروسي والاستعدادات الفرنسية المتصاعدة، تبدو أوروبا أمام مرحلة أكثر حساسية منذ اندلاع الحرب.
🇷🇺 أولًا: التحذير الروسي — مشاركة الشركات الخاصة = دخول فرنسي مباشر للحرب
قال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية إن موسكو تمتلك معلومات تشير إلى أن باريس تدرس استقدام شركات عسكرية خاصة إلى أوكرانيا تحت غطاء رسمي يسمح بالمشاركة في دعم “دولة تواجه نزاعًا مسلحًا”.
واعتبرت موسكو هذا التحرك بمثابة مشاركة فرنسية مباشرة في القتال، مؤكدة أن:
- القوات الروسية ستتعامل مع هذه الشركات كأهداف عسكرية كاملة.
- باريس لن تستطيع الادعاء بأنها “غير مشاركة” طالما تعمل شركات معتمدة من حكومتها على الأراضي الأوكرانية.
وتُظهر هذه الرسائل أن موسكو أصبحت أكثر حساسية تجاه أي دعم غربي إضافي لكييف، خصوصًا بعد زيادة الإمدادات العسكرية الأوروبية.
🇫🇷 ثانيًا: الداخل الفرنسي يغلي — الجيش يحذر من “تضحيات بشرية” محتملة
في المقابل، أشعلت تصريحات الجنرال فابيان ماندون نقاشًا واسعًا في فرنسا، بعدما قال:
“على البلاد أن تكون مستعدة لخسارة أبنائها إذا اندلعت مواجهة واسعة مع روسيا.”
وخلال مؤتمر رؤساء البلديات الفرنسية، أوضح ماندون أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا تستعد فعليًا لصراع مع الغرب بحلول عام 2030، معتبرًا أن موسكو باتت تنظر إلى أوروبا وحلف الناتو كـ“عدو وجودي”.
هذه الرسائل تُفسَّر على أنها تهيئة للرأي العام الفرنسي لاحتمال زيادة الإنفاق الدفاعي، بل وربما توسيع الدور الفرنسي في أوكرانيا.
لماذا يتصاعد الملف الروسي–الفرنسي الآن؟
يبدو أن باريس وموسكو دخلتا مرحلة جديدة من اختبار القوة، ويمكن تلخيص أبعادها في ثلاثة مسارات:
1) محاولة فرنسية لتوسيع دورها بعد تراجع النفوذ الأوروبي
ألمانيا تراجعت عسكريًا، وبريطانيا منشغلة داخليًا، ما يجعل فرنسا القوة الأوروبية الأكثر رغبة في لعب دور مؤثر داخل أوكرانيا.
2) روسيا تريد منع ظهور “فاغنر غربية”
باريس قد تفكر في استخدام شركات عسكرية خاصة لتجنب تورط الجيش الفرنسي رسميًا. موسكو تعلم هذا جيدًا، لذلك تُحبط السيناريو قبل حدوثه.
3) سباق استراتيجي نحو 2030
التقديرات الفرنسية تشير إلى أن روسيا تسرّع إعادة بناء جيشها، وهذا يُقلق باريس التي ترى السيناريو الأسوأ:
مواجهة أوروبية–روسية غير مباشرة تتحول إلى احتكاك واسع في المستقبل.
المصدر:
- البيان الرسمي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (SVR)
- ووكالة الأنباء الألمانية (DPA)
