النقاط الرئيسية
- الرئيس أحمد الشرع وعد بإعادة إعمار حي جوبر خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة أميركية.
- محافظة دمشق تبدأ فعليًا أولى خطوات توثيق الملكيات وإزالة مخلفات الحرب.
- الحي يحمل رمزية كبيرة لكونه تعرض لهجوم كيماوي في عهد النظام السابق.
حي جوبر الدمشقي يعود إلى الواجهة من جديد، ولكن هذه المرة ليس من بوابة الحرب، بل من بوابة الإعمار. فبعد سنوات من الدمار الذي لحق بالحي بسبب القصف، تعلن محافظة دمشق رسميًا عن خطة لإعادة تأهيل أحد أكثر ملفات العاصمة تعقيدًا، وسط رمزية سياسية كبيرة ووعود بإحياء ذاكرة المكان.
من وعود الشرع إلى خطة الإعمار
في مقابلة أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع مع شبكة CBS الأميركية من داخل حي جوبر، تعهد بإعادة إعماره ليكون “نقطة انطلاق لدمشق الجديدة”. وبعد أسابيع قليلة، أعلنت محافظة دمشق عن الخطوط العريضة للمشروع ضمن برنامج “دمشق تستعد”، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية عملية رمزية لإغلاق أحد أكثر ملفات الحرب تعقيدًا.
خلال الاجتماع الذي عقده المحافظ ماهر مروان إدلبي مع الأهالي والمهندسين، تم التأكيد على أن الأولوية هي سلامة السكان وتوثيق الملكيات قبل البدء بأعمال الإزالة والتنظيم. وستتعاون المحافظة مع وزارة الطوارئ لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، تليها مرحلة إعداد المخطط التنظيمي الجديد الذي سيحدد هوية الحي المستقبلية.
بين الرمزية والواقع الاقتصادي
حي جوبر ليس مجرد منطقة متضررة؛ إنه رمز لذاكرة الحرب في دمشق. إعادة إعمار هذا الحي تحمل رسائل سياسية قوية من النظام الحالي، مفادها أن مرحلة “إعادة البناء” بدأت فعليًا، وأن الحكومة تسعى لإثبات قدرتها على تحويل الخراب إلى مشروع وطني.
لكن اقتصاديًا، تبقى التحديات هائلة. فتكلفة إعادة الإعمار تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات، في وقت تواجه فيه البلاد نقصًا في التمويل وصعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية. وتشير مصادر محلية إلى احتمال فتح المجال أمام شركات روسية وصينية للمشاركة في مشاريع الإعمار المستقبلية.
الذاكرة والهوية.. بعد الكيماوي
رمزية جوبر تمتد إلى ما هو أبعد من الجغرافيا. فالحي الذي قُصف بغازات سامة عام 2014، وزاره بشار الأسد عام 2015، أصبح شاهدًا على التحولات الكبرى في تاريخ العاصمة. اليوم، حين يُعاد الحديث عن إعماره، يعود السؤال: هل يمكن فعلاً ترميم ذاكرة المكان كما تُرمم الجدران؟
حي جوبر اليوم يقف على عتبة جديدة، بين ذاكرة الألم وأفق الأمل. وما ستفعله دمشق في هذا الملف قد يحدد شكل مستقبلها — ليس عمرانًا فقط، بل كقصة مدينة تحاول أن تبدأ من الصفر من جديد.
قسم الأسئلة الشائعة
ما هي المراحل الأولى في خطة إعادة إعمار حي جوبر؟
تبدأ الخطة بإزالة الألغام ومخلفات الحرب، ثم توثيق الملكيات، يليها إعداد المخطط التنظيمي النهائي بالتعاون بين محافظة دمشق ووزارة الطوارئ.
هل سيسمح للأهالي بالعودة إلى الحي بعد الإعمار؟
بحسب تصريحات المحافظة، الهدف هو إعادة تأهيل المنطقة للسكن، مع إعطاء أولوية لأصحاب الملكيات الأصليين.
هل هناك تمويل خارجي لمشروع جوبر؟
حتى الآن لم يُعلن عن تمويل دولي رسمي، لكن من المتوقع فتح المجال أمام شركات صديقة للمشاركة في أعمال الإعمار.
