النقاط الرئيسية
- زيارة ثلاثية أميركية إلى إسرائيل لمنع انهيار هدنة غزة.
- تحذير مباشر من كوشنر وويتكوف لنتنياهو بعدم خرق الاتفاق.
- 200 جندي أميركي يباشرون إنشاء مركز مراقبة للهدنة والمساعدات في غزة.
يشهد الشرق الأوسط تحركات دبلوماسية مكثفة بقيادة واشنطن، حيث وصل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى إسرائيل رفقة جاريد كوشنر والمبعوث ستيف ويتكوف، في محاولة لاحتواء أي تصعيد يهدد هدنة غزة التي تم التوصل إليها مؤخرًا بوساطة أميركية مباشرة.
واشنطن تعود من الباب الواسع
تؤكد هذه الزيارة أن إدارة ترامب الثانية تتعامل مع وقف إطلاق النار في غزة كاختبار حقيقي لقيادتها الدولية، وليس مجرد اتفاق هش بين طرفين متنازعين. فواشنطن تسعى لإثبات قدرتها على تحقيق ما عجزت عنه إدارة بايدن: هدنة مستقرة ومرحلة سياسية جديدة في القطاع.
بحسب التقارير، حمل الثلاثي الأميركي إلى تل أبيب رسالة حازمة لنتنياهو: “إسرائيل يمكنها الدفاع عن نفسها، لكن دون تعريض الاتفاق للخطر”.
هذا التحذير يعكس مخاوف واشنطن من أن يقدم نتنياهو، تحت ضغط جناحه اليميني، على عملية عسكرية قد تنسف الاتفاق وتُحرج الإدارة الأميركية أمام المجتمع الدولي.
موقف ترامب: العصا والجزرة
في الوقت نفسه، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشارات مزدوجة:
- من جهة، أكد أن قادة حماس مستعدون للتفاوض بحسن نية.
- ومن جهة أخرى، توعّد بـ القضاء على الحركة إذا انتهكت الهدنة.
هذه المقاربة المزدوجة تكشف نهجًا براغماتيًا بحتًا؛ فترامب يريد الحفاظ على الهدنة دون أن يبدو متساهلًا مع حماس أو متخاذلًا أمام إسرائيل.
وجود عسكري أميركي على الأرض
في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، وصل نحو 200 جندي أميركي إلى إسرائيل لتأسيس “مركز تنسيق مدني عسكري” لمراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على إيصال المساعدات إلى غزة.
ووفق صحيفة وول ستريت جورنال، سيعمل هذا المركز تحت إشراف قائد القيادة المركزية الأميركية، ما يعني أن واشنطن أصبحت جزءًا مباشرًا من آلية المراقبة الميدانية في غزة، وليس مجرد راعٍ سياسي.
انقسام داخل حماس.. وورقة ضغط جديدة
من جهة أخرى، أظهرت التصريحات المتباينة بين قيادات حماس في القاهرة ومصادرها الميدانية داخل غزة وجود تباين داخلي في القرار العسكري والسياسي.
واشنطن تستغل هذا التباين للقول إن هناك جناحًا يمكن التعامل معه وآخر متشدد، مما قد يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع لإعادة دمج غزة في النظام الإقليمي الجديد برعاية أميركية.
قراءة ختامية: مرحلة ما بعد الهدنة
تبدو الولايات المتحدة اليوم أكثر انخراطًا في تفاصيل الملف الفلسطيني – الإسرائيلي مما كانت عليه منذ سنوات. لكن هذه المرة، ليست كوسيط بل كضامن فعلي للاتفاق على الأرض.
وإذا نجح هذا التحرك الثلاثي في تثبيت الهدنة، فسيكون ذلك أول إنجاز ميداني واضح لإدارة ترامب الجديدة في الشرق الأوسط، وقد يشكّل بداية لإعادة رسم خريطة النفوذ في غزة والمنطقة بأكملها.
