في خطوة لافتة، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعًا مع قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قال ترامب إن اللقاء يمثل “أهم اجتماع له على الإطلاق”، مؤكدًا أن بلاده ستعمل على إنهاء الحرب في غزة “وربما الآن”. لكنه، في الوقت نفسه، أعاد الجدل إلى الواجهة بمقترحات ترتبط بمستقبل القطاع بعد الحرب، من بينها انسحاب إسرائيل بمشاركة قوات عربية وإسلامية، وتمويل إقليمي لمرحلة إعادة الإعمار.
مواقف عربية متباينة
الردود من القادة العرب والإسلاميين بدت أكثر صراحة وصرامة:
- أمير قطر وصف الوضع في غزة بأنه “سيئ جدًا”.
- أردوغان ذهب أبعد من ذلك، مؤكدًا أن ما يجري هو “غزو وإبادة جماعية” ضد الفلسطينيين، وليست حربًا كما يصورها البعض.
هذا التباين بين لغة ترامب “الدبلوماسية” ولغة القادة العرب التي تعكس الواقع الميداني، يعكس حجم الهوة في توصيف الأزمة.
خلفية مثيرة للجدل
ورغم حديث ترامب عن “السلام”، فإن مواقفه السابقة لا تزال عالقة في الأذهان. ففي فبراير الماضي، اقترح السيطرة الأميركية على غزة وتهجير الفلسطينيين منها بشكل دائم، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بخطة “تطهير عرقي” مخالفة للقانون الدولي.
هذه التناقضات تجعل وعوده بإنهاء الحرب تبدو في نظر كثيرين أقرب إلى مناورة سياسية أكثر من كونها خطة واقعية.
السياق الدولي
الاجتماع جاء بعد إعلان عشرات الدول من على منبر الأمم المتحدة دعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة، فيما اعتبرت إسرائيل ذلك “مكافأة للتطرف”.
وبالتوازي، يواجه القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة مع مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، إلى جانب تقارير عن مجاعة جماعية وجرائم توصف بأنها ترقى إلى الإبادة الجماعية.
قراءة مستقبلية
رغم وعود ترامب بإنهاء الحرب سريعًا، فإن العقبات تبدو كبيرة: رفض إسرائيل لحل الدولتين، إصرار بعض الأطراف على استبعاد حركة حماس من أي تسوية، والكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
لذلك، يبقى السؤال: هل سيقود هذا التحرك الأميركي إلى سلام حقيقي، أم أنه مجرد ورقة سياسية في معركة النفوذ الدولي؟
الأسئلة الشائعة حول اجتماع ترامب بشأن حرب غزة
ما الهدف من اجتماع ترامب مع القادة العرب والإسلاميين؟
الهدف المعلن هو بحث سبل إنهاء حرب غزة، لكن الاجتماع تطرق أيضًا لمقترحات مثيرة للجدل حول مستقبل القطاع بعد الحرب.
ماذا قال أمير قطر في الاجتماع؟
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصف الوضع في غزة بأنه “سيئ جدًا”، مشددًا على حجم الكارثة الإنسانية.
ما موقف أردوغان من الحرب في غزة؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف ما يجري في غزة بأنه “غزو وإبادة جماعية”، مؤكدًا أنه ليس مجرد حرب بل عملية تهجير وقتل للفلسطينيين.
هل لدى ترامب خطة واضحة للسلام؟
ترامب تحدث عن مقترح للسلام يتضمن انسحاب إسرائيل من غزة بمساعدة قوات عربية وإسلامية وتمويل إقليمي، لكن خبراء يرون أن هذه المقترحات قد تكون مجرد مناورة سياسية.
ما العقبة الأكبر أمام أي اتفاق سلام؟
رفض إسرائيل لحل الدولتين، واستبعاد حماس من أي تسوية، إضافة إلى الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني.