النقاط الرئيسية
- تحديث إنستغرام الجديد غيّر تصميم شريط القوائم وأماكن الأزرار الأساسية.
- المستخدمون عبّروا عن استيائهم معتبرين التغيير مربكًا ويقلل من تجربة الصور التقليدية.
- إنستغرام تقول إن الهدف هو تسهيل الوصول إلى الأدوات الأكثر استخدامًا مثل Reels والرسائل.
- المنصة تختبر التحديث على نطاق محدود قبل تعميمه عالميًا.
- يتوقع أن تواصل ميتا دمج الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوك لتحسين تجربة المستخدم.
شهدت منصة إنستغرام مؤخرًا تغييرات جوهرية في واجهة الاستخدام والتنقّل داخل التطبيق، وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين المستخدمين. في هذا المقال نغوص في تفاصيل التحديث، أسباب الاستياء، تأثيره على تجربة المستخدم، وكيف يمكن التكيّف معه — بالإضافة إلى نظرة مستقبلية لما يمكن أن تحمله المنصة من تغييرات في قادم الأيام.
لماذا تغيّر إنستغرام؟
منذ إطلاق إنستغرام في عام 2010 كتطبيق بسيط لمشاركة الصور، خضعت المنصة لتحوّلات عديدة بعد استحواذ ميتا عليها في عام 2012. في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد شعبية مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) والمنافسة القوية من تطبيقات مثل تيك توك، بدا أن إنستغرام تتّجه نحو إعادة تحديد هويتها وتجربة المستخدم.
التحديث الأخير – الذي اختُبر أولاً في بعض المناطق – يأتي ضمن هذا المسار. مثلاً، بدأت المنصة اختبار واجهة تضع تبويب “Reels” في مركز التنقل، بالإضافة إلى تغييرات في موقع رمز الرسائل وخيار إنشاء المنشور.
الهدف المعلَن: جعل الأدوات الأكثر استخدامًا أقرب إلى الإبهام وتقليل الحاجة إلى التحركات المتكرّرة داخل التطبيق. لكن، كما سنرى، النتيجة لم ترقَ إلى توقعات كثير من المستخدمين.
ما هي أبرز التغييرات؟
إليك أبرز التغييرات التي أُطلِقت أو تُختبر:
- إعادة ترتيب شريط القوائم السفلي: تم نقل رمز الرسائل إلى مركز الشريط، وتحويل زر “نشر” المنفصل إلى موقع مختلف ضمن واجهة التطبيق.
- تغيير موقع زر إنشاء منشور: بدلاً من مكانه المعتاد، تحوّل إلى الزاوية العلوية اليمنى، مما يربك بعض المستخدمين الذين اعتادوا على نمط محدد.
- تبويب “Reels” يتقدّم الواجهة: في بعض الاختبارات، أصبح تبويب Reels هو الشاشة الافتراضية الأولى عند فتح التطبيق، ما يقلل من تركيز المستخدمين على صور “الخلاصة الزمنية” التقليدية.
- ميّزات إضافية مرافقة: مثل تغييرات في شكل عرض الصور (شبكة مربّعة تتحول إلى مستطيلة)، وميزات دمج وتحكّم جديدة للقصص (Stories) والرسائل.
لماذا تلك التغييرات أغضبت المستخدمين؟
1. كسر العادة والتجربة المعهودة
عندما يفتح المستخدم التطبيق كل يوم، يعتمد كثير منهم على “الذاكرة العضلية” للعثور على الأزرار والمزايا بسرعة. أي تغيير جوهري في التخطيط قد يُشعره بأن “بيته الرقمي” تغيّر بدون استئذان. تعليق مؤثر:
“التصميم الجديد يزعجني أكثر مما أستطيع شرحه.. أحاول تمرير الصور في منشور معين، فأجد نفسي فجأة في صفحة الرسائل!”
هذا النوع من الارتباك البصري يعكس الشعور بأن التحديث تم فرضه دون مراعاة طبيعة الاستخدام اليومي.
2. فقدان التركيز على الصور والمجتمع
منصة إنستغرام بدأت كمكان بسيط لتبادل الصور، والآن التغييرات تجعل الفيديو (Reels) والرسائل في الواجهة أكثر من الصور الثابتة. هذا ما عبّر عنه بعض المستخدمين باعتبار التطوّر “إعادة اختراع لما لم يكن بحاجة إلى إصلاح”.
3. تغييرات مفاجِئة وغير مشروحة بما فيه الكفاية
التغيّر المفاجئ في ترتيب الأزرار قد يؤدي إلى ضياع لبعض الوظائف أو الشعور بعدم السيطرة، خاصة للمستخدمين الأقل معرفة بالتحديثات. كذلك، بعض الشروحات التي نشرتها المنصة كانت مختصرة ولم توفّر “جولة” تفاعلية كافية لتعويد المستخدمين على الواجهة الجديدة.
ماذا تقول الأرقام والتقارير؟
رغم أن شركة ميتا لم تُعلِن تفاصيل 100% حول نسبة المستخدمين المتأثّرين، إلا أن مواقع تحليل وسائل التواصل تشير إلى تجارب اختبار تمّت في الهند وكوريا الجنوبية، حيث تمّ بدء إطلاق واجهة “Reels أولاً”.
وفي تقرير موجه لإداريي وسائل التواصل الاجتماعي، ورد أن أحد أبرز التحديثات التي يُختبرها هو “تحكّم المستخدم في الخوارزمية” داخل Reels، مما يعكس أن المنصة تعرف بوجود ارتباك أو استياء من تغيّر أولويات التطبيق.
كما أن موقع HeyOrca رصد أن تحديثات أكتوبر 2025 شملت “اختبارات واجهة” خضعت لمستخدمين في مناطق مختارة قبل الإطلاق العالمي.
باختصار: الأرقام لا تُظهر بعد نسبة شكاوى مُعلَنة بشكل رسمي، لكن إشارات المستخدمين وتحليل المختصّين تُشير إلى أن إقبالاً واسعاً على التعبير عن الانزعاج والتكيف البطيء.
التوازن بين الابتكار والهوية
أرى أن التحديث يعكس منطقين متزامنين: من جهة، رغبة إنستغرام في المنافسة القوية ضمن سوق الفيديو القصير، ومن جهة أخرى، الحاجة للحفاظ على هوية المنصة كمكان لتبادل الصور والمحتوى البسيط. لكن الخطورة تكمن حين يتم تغيير التجربة الأساسية للمستخدمين قبل أن تُقدّم عناصر بديلة مقبولة أو مُجمَعة بطريقة تراعي الشعور بالتحول التدريجي.
من هذا المنطلق، أقترح أن المنصة لو طبّقت “وضع كلاسيكي” يتيح للمستخدمين الرجوع إلى التخطيط القديم لفترة معينة، لكان ذلك سيُخفّف من الصدمة ويمنحها فرصة لرصد التأثيرات والتعديلات على نحو أكثر سلاسة.
كما أرى أن أي تحديث ينبغي أن يُرافقه تعليم تفاعلي (onboarding) بسيط داخل التطبيق، يعرض التغييرات ويوضح كيفية استخدامها بشكل مباشر. هذا النوع من “التدريب المصغر” يساهم في تقبّل التحول.
كيف يمكن للمستخدمين التكيّف؟
- تحديث التطبيق بانتظام لضمان حصولك على الإصدار الأحدث مع الإصلاحات.
- استكشاف التخطيط الجديد بابتكار صغير: خصّص وقتاً 5–10 دقائق لتجربة المسّ والعثور على الأزرار الجديدة، بدل أن تُفتَح وتُغلق بسرعة.
- إعدادات الحساب: تحقق مما إذا كانت يمكنك تغيير ترتيب الأزرار أو العودة إلى التخطيط القديم (إن توفّر خيار).
- ابدأ محتوى مختلفاً: بما أن “Reels” أصبحت أكثر وضوحاً، قد تستفيد من تجربتها حتى لو كنت تميل للنشر بالصور فقط — لأنه من المرجح أن تظهر بشكل أكبر في خوارزمية المنصة.
- تابع خبرات الآخرين: قراءة تجارب المستخدمين في منتديات مثل Reddit أو X يمكن أن تمنحك نصائح عملية للتكيف.
ما التوقعات المستقبلية؟
من المرجّح أن تشهد المنصة خلال الأشهر المقبلة:
- مزيداً من التجارب المرحلية (A/B Testing) قبل إطلاق تغييرات شاملة.
- دعم أكبر للمستخدمين الذين يفضّلون الصور أو حسابات التصوير الفوتوغرافي، من خلال إعدادات تخصيص أفضل.
- تطوّراً في أدوات التحليل والإحصاء داخل التطبيق للمحتوى (بما في ذلك Reels) حتى يسهل على المستخدمين فهم تأثيرهم.
- ربما ظهور خيار “واجهة كلاسيكية” أو “وضع الانتقال” لمن يرغب في الحفاظ على التخطيط القديم.
- من الناحية الخوارزمية، تعزيز ظهور المحتوى الذي يمزج بين الصور والفيديوهات، أو مقاطع الفيديو القصيرة جداً، ما يعني أن مستخدمي إنستغرام سيحتاجون إلى التكيّف في نمط النشر.
بالإضافة، التأثير على مستخدمي إنستغرام قد يكون:
- زيادة وقت الاستخدام والتركيز على الفيديو، ما قد يُغيّر نوعية التفاعل بين المستخدمين — من مجرد مشاركة صور إلى قصص أكثر حركة وإنتاجاً.
- فرص أكبر للتميّز إذا بادر المستخدم باحتضان الميزة الجديدة (مثلاً Reels) بسرعة، مما قد يمنحه زيادة في الظهور والمتابعين.
- لكن خطر تراجع التجربة الأساسية لأولئك الذين استخدموا المنصة في الماضي لمجرد تبادل الصور البسيطة، وقد ينتقلون إلى منصات بديلة إذا شعروا أن التجربة “لم تعد كما كانت”.
