في مشهد مهيب ومليء بالمشاعر، قدّم الفنان تامر حسني عرضًا فنيًا استثنائيًا خلال الدورة الثامنة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية، جمع فيه بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
فمن خلال أغنيته الجديدة «من كان ياما كان»، استطاع تامر أن يُعيد إلى الأذهان روح المسرح المصري العريق، مستخدمًا تقنية الذكاء الاصطناعي التي جعلت الأساطير يعودون إلى الحياة افتراضيًا أمام الجمهور.
ذكاء اصطناعي يخدم الإبداع الفني
الفيديو المصاحب للأغنية، الذي أنتجته شركة TH Productions، استعرض وجوهًا مألوفة لطالما أضاءت خشبات المسرح العربي، من عادل إمام وشريهان ومحمد صبحي إلى يوسف وهبي وعلي الكسار وسهير البابلي.
لكن المفاجأة كانت في الطريقة التي جُمعت بها هذه الرموز الفنية، إذ استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة رسم ملامحهم وأدائهم الفني بدقة تحاكي الواقع.
تضمّن الفيديو أيضًا مقاطع صوتية شهيرة من مسرحيات خالدة مثل «مدرسة المشاغبين» و*«ريا وسكينة»*، إلى جانب لقطات من عروض شريهان وسمير غانم، ما جعل الجمهور يعيش تجربة تفاعلية تجمع بين الفن والحنين.
جمهور متأثر ونقابة ممتنّة
لم يكن تأثير العرض مقتصرًا على الجمهور فحسب، بل امتد ليشمل الوسط الفني كله.
فقد عبّرت نقابة المهن التمثيلية عن إعجابها العميق بالعمل وكرّمت تامر حسني بمنحه شهادة تقدير، تقديرًا لجهده في استخدام التكنولوجيا لتكريم رموز الفن المصري.
وفي منشور مؤثر على حسابه في إنستغرام، وجّه تامر شكره إلى النقيب أشرف زكي وطلاب معهد الفنون المسرحية وفريق العمل، مؤكدًا أن “الفن رسالة لا تموت، والتكنولوجيا باتت شريكًا في الحفاظ على ذاكرة الإبداع”.
خطوة ذكية نحو مستقبل الفن
خطوة تامر حسني لا يمكن اعتبارها مجرد تكريم رمزي، بل هي تجربة فنية مستقبلية تشير إلى مرحلة جديدة من التفاعل بين الفن والتقنية.
في عصر تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يصبح توظيفها في إحياء التراث الفني وسيلة مثالية لجذب الجيل الجديد الذي يعيش في عالم رقمي.
وفقًا لتقارير عالمية، تجاوزت قيمة سوق المحتوى الفني المعتمد على الذكاء الاصطناعي 4 مليارات دولار في 2025، وهو ما يعني أن الفن التقليدي بدأ يندمج فعليًا في منظومة رقمية جديدة.
وبينما يخشى البعض أن تؤدي هذه التقنيات إلى “تجريد” الإبداع من روحه الإنسانية، يبرهن تامر حسني على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة للحفاظ على التراث لا لاستبداله.
المسرح يعود بصيغة رقمية
قد تكون تجربة تامر حسني نواة لموجة من العروض المسرحية الهجينة، تجمع بين الممثلين الحقيقيين والذكاء الاصطناعي في مشاهد تفاعلية حيّة.
فإذا كان المسرح يومًا مرآة المجتمع، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم هو مرآة المستقبل.
المصدر:
- مهرجان نقابة المهن التمثيلية
- تصريحات تامر حسني عبر إنستغرام
- TH Productions