النقاط الرئيسية
- متدرب بريطاني يخوض اختبار القيادة النظري 128 مرة دون نجاح.
- تكلفة المحاولات تجاوزت 2944 جنيهًا إسترلينيًا بسبب تكرار الامتحانات.
- شخصان آخران حاولا الاختبار العملي 37 مرة دون نجاح.
من الطبيعي أن يقلق أي شخص قبل خوض امتحان القيادة، لكنّ ما حدث مع أحد المتدربين في بريطانيا تجاوز حدود المألوف تمامًا. فبحسب أحدث بيانات مدرسة AA المتخصصة بتعليم القيادة، فشل أحد المتقدمين في اجتياز اختبار القيادة النظري 128 مرة، في رقم يبدو أقرب إلى قصة طريفة منه إلى واقع يومي.
ورغم أن تكلفة الامتحان ليست عالية بحدّ ذاتها — فهي 23 جنيهًا إسترلينيًا فقط — إلا أن تراكم المحاولات رفع المبلغ الإجمالي إلى 2944 جنيهًا. ورغم كل هذا الجهد، لم يتمكّن الرجل من اجتياز الاختبار حتى الآن.
لماذا يفشل البعض عشرات المرات؟
اختبار القيادة النظري في بريطانيا ليس مجرد أسئلة بسيطة، بل يعتمد على تقييم دقيق للقدرة على اتخاذ قرارات سريعة، ومعرفة القوانين، إضافة إلى اختبار محاكاة للّحظات الخطرة عبر فيديوهات تفاعلية. وتشير بعض مداربين القيادة إلى أن التوتر النفسي، وضعف مهارات التركيز، أو عدم الإعداد الجيد يمكن أن يتسبب بفشل متكرر.
كما أن هيئة الاختبارات المرورية البريطانية تؤكد أن النجاح يتطلب حدًا أدنى من الاستيعاب وليس مجرد حفظ للأسئلة.
أرقام أخرى مثيرة للدهشة
ليست هذه الحالة الوحيدة. فقد كشفت البيانات أيضًا أن متدربًا آخر استغرق 75 محاولة قبل أن ينجح، بتكلفة تجاوزت 1700 جنيه.
أما على مستوى الاختبار العملي، فقد وصل الرقم الأعلى للنجاح بعد التكرار إلى 21 محاولة، بينما حاول شخصان آخران اجتياز الامتحان العملي 37 مرة بدون أي نجاح، وأنفق كل منهما ما يصل إلى 2220 جنيهًا.
تحليل: ما الذي تكشفه هذه الأرقام عن المجتمع البريطاني؟
هذه الأرقام لا تُظهر مجرد رسوب متكرر، بل تسلط الضوء على ثلاث نقاط أساسية:
- ضغط نفسي كبير: أغلب المتدربين يبالغون في القلق، خاصة في مجتمع يعتمد بشكل كبير على الالتزام بالقوانين والدقة في تفاصيل القيادة.
- نموذج امتحان صارم: بريطانيا تُعتبر من الدول التي تفرض أحد أصعب اختبارات القيادة في أوروبا، بهدف تقليل الحوادث وتحسين السلامة.
- غياب التدريب الجيد لدى البعض: كثير من المتقدمين يعتمدون على الدراسة الذاتية دون تدريب متخصص، ما يجعلهم عاجزين عن التعامل مع اختبار تقييم المخاطر.
وتشير إحصائيات وزارة النقل البريطانية إلى أن نسبة نجاح أول مرة في الاختبار النظري لا تتجاوز 48%، ما يوضح صعوبة الامتحان مقارنة بدول أخرى مثل هولندا أو كندا.
ردود فعل ساخرة… وأخرى متعاطفة
انتشر الخبر سريعًا عبر المنصات البريطانية، وتنوعت ردود الفعل بين السخرية والتعاطف. بعضهم رأى أن على الرجل “الاستسلام وشراء دراجة”، والبعض الآخر قال إن “الإصرار يستحق الاحترام مهما طال”.
بينما علّق مدرس قيادة قائلاً:
“أحيانًا لا يكون الأمر متعلقًا بالفهم، بل بالتوتر. شاهدت طلابًا يعرفون الإجابات لكنهم ينهارون في اللحظة الأخيرة.”
المصدر
بيانات مدرسة القيادة البريطانية AA – تقارير صحفية بريطانية.
