في مشهد أعاد للأذهان مشاهد “العصر المظلم”، شهدت إسبانيا والبرتغال واحدة من أسوأ أزمات الطاقة في تاريخهما الحديث، حيث تسبب انقطاع شامل للكهرباء في حالة من الذعر والفوضى امتدت إلى أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة الإيبيرية. تباينت التفسيرات بين ظاهرة جوية نادرة وهجوم إلكتروني محتمل، فيما أعلنت السلطات حالة الطوارئ لمواجهة تداعيات الأزمة.
تفاصيل الكارثة: من أين بدأت الأزمة؟
في حوالي الساعة 12:30 ظهر الإثنين بالتوقيت المحلي، غرقت مدن إسبانيا في ظلام دامس بعد انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي. استجابت وزارة الداخلية بإعلان حالة الطوارئ، وطلبت مدن رئيسية مثل مدريد والأندلس وإكستريمادورا مساعدة الحكومة المركزية لضبط النظام العام.
موجة ذعر غير مسبوقة
خوفًا من استمرار الأزمة لأيام، اندفع السكان والسياح إلى المتاجر، ما أدى إلى نفاد السلع الغذائية والمياه والأدوية بسرعة مذهلة. وشهدت محطات الوقود والبنوك ازدحامًا شديدًا، في مشهد عكس حجم القلق الشعبي.
شلل النقل وتأثر المطارات
توقفت شبكات القطارات والمترو، وتم إجلاء مئات الأشخاص من الأنفاق. كما توقفت معظم الرحلات الجوية، واضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أو تأجيل العديد من رحلاتها، وسط تشغيل محدود للمطارات بواسطة مولدات الطوارئ.
أسباب متضاربة: هل هي كارثة طبيعية أم هجوم سيبراني؟
1. فرضية الظاهرة الجوية النادرة:
أعلنت شركة تشغيل الشبكة البرتغالية أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي تسبب في “تذبذبات جوية مستحثة”، أدت إلى تعطيل التردد الكهربائي وتلف المعدات.
2. فرضية الهجوم السيبراني:
لم تستبعد السلطات الإسبانية احتمالية تعرض شبكة الكهرباء لهجوم إلكتروني منظم، مما دفع وكالة الأمن السيبراني الأوروبية لمراقبة الوضع عن كثب. التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق.
تداعيات كارثية طالت كافة القطاعات
- القطاع النووي: توقفت أربعة من أصل سبعة مفاعلات نووية في إسبانيا تلقائيًا، لكن مولدات الطوارئ حافظت على سلامتها.
- القطاع الصحي: اضطرت مستشفيات لتعليق بعض العمليات الجراحية، بينما حافظت أنظمة الطوارئ على استمرار الأجهزة الحيوية.
- قطاع الاتصالات: تعطل خطوط الهاتف الأرضي وشبكات الهواتف المحمولة، مما صعّب التنسيق والاتصال.
- قطاع النقل: انهارت خدمات القطارات والمترو، مما تسبب في حصار مئات المسافرين لساعات.
مقارنة تاريخية: هل حدث شيء مماثل من قبل؟
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ شهدت أوروبا انقطاعات ضخمة للطاقة:
- في 2003: إيطاليا عانت من انقطاع استمر 12 ساعة بسبب خلل في شبكة الطاقة السويسرية.
- في 2006: حمل زائد على الشبكة الألمانية أدى إلى انقطاعات في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى.
الخاتمة: دروس وعبر من الأزمة
تسلط هذه الحادثة الضوء على هشاشة شبكات الطاقة حتى في الدول المتقدمة، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الطاقة المتجددة. من الضروري الاستثمار في شبكات كهرباء أكثر ذكاءً ومرونة لتجنب كوارث مماثلة مستقبلًا.
رأي ميتالسي:
نعتقد أن هذا الحدث يمثل جرس إنذار عالمي بضرورة تطوير شبكات الطاقة، وخصوصًا التوازن بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة. يجب على الحكومات الاستعداد الدائم للطوارئ لضمان حماية البنية التحتية الحيوية.
أسئلة متداولة
ما هو سبب انقطاع الكهرباء في إسبانيا؟
التحقيقات مستمرة، لكن التفسيرات تشمل ظاهرة جوية نادرة أو هجوم إلكتروني محتمل.
كيف تعاملت الحكومة الإسبانية مع الأزمة؟
أعلنت حالة الطوارئ وطلبت تدخل الحكومة المركزية لتأمين النظام العام.
ما هي أبرز القطاعات التي تأثرت؟
شملت التأثيرات القطاعات الصحية، النووية، النقل، الاتصالات والخدمات البنكية.
هل حدثت انقطاعات كهرباء مشابهة في أوروبا سابقًا؟
نعم، مثلما حدث في إيطاليا عام 2003 وأوروبا الوسطى عام 2006 بسبب مشكلات في الشبكات.









[…] في عام 1659، والتي أنهت حربًا استمرت سنوات طويلة بين إسبانيا وفرنسا، تم الاتفاق على تقاسم الجزيرة بطريقة […]