الذهب يتجاوز 3,000 دولار للأوقية رسميًا وسط انهيار الأسهم

الذهب فوق 3,000 دولار للأوقية رسميًا والأسواق تتهاوى

في قفزة تاريخية غير مسبوقة، تجاوزت العقود الآجلة للذهب مستوى 3,000 دولار للأوقية، مسجلةً رقمًا قياسيًا جديدًا، وسط حالة من العزوف عن المخاطرة واستمرار الانخفاض الحاد في المؤشرات الأمريكية، التي دخلت في مرحلة تصحيح بعد خسائر تجاوزت 10% من أعلى مستوياتها.

المخاوف الاقتصادية تدفع الذهب إلى القمة

يأتي هذا الصعود الحاد في أسعار الذهب في ظل تنامي المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، مدفوعةً بسياسة التشديد النقدي التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي عبر رفع أسعار الفائدة. كما تستمر التداعيات السلبية للحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، حيث أدت السياسات الحمائية إلى فرض تعريفات جمركية متبادلة، مما زاد من الضغوط التضخمية بشكل ملحوظ.

حاليًا، يتم تداول سعر الذهب الفوري عند 2,988 دولار للأوقية بارتفاع نسبته 1.89%، مما يعكس الطلب القوي على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل هذه الظروف غير المستقرة.

ترامب يهدد بفرض تعريفات جديدة على أوروبا

في تطور مفاجئ، هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 200% على المشروبات الروحية الأوروبية، بما في ذلك الشامبانيا الفرنسية، ردًا على فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا بنسبة 50% على الويسكي الأمريكي.

وكتب ترامب على منصته قائلاً:
“الاتحاد الأوروبي هو أحد أكثر الجهات عدوانيةً في فرض الضرائب والرسوم الجمركية، وقد تم إنشاؤه فقط لاستغلال الولايات المتحدة. إذا لم يتم إلغاء التعريفة على الفور، فإن الولايات المتحدة ستفرض قريبًا تعريفات بنسبة 200% على جميع أنواع النبيذ، والشامبانيا، والمشروبات الكحولية القادمة من فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى. هذا سيكون رائعًا لشركات النبيذ الأمريكية.”

الاتحاد الأوروبي يرد على التصعيد الأمريكي

لم يتأخر الاتحاد الأوروبي في الرد، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستنهي تعليق الرسوم السابقة على الواردات الأمريكية، بما في ذلك الويسكي، وستفرض رسومًا جديدة اعتبارًا من أبريل المقبل.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان رسمي:
“يجب على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات لحماية المستهلكين والشركات. التدابير المضادة التي نطبقها اليوم قوية ولكنها متناسبة.”

الأسواق المالية تتأثر بالتوترات التجارية

التصعيد التجاري كان له تأثير واضح على أسواق الأسهم، حيث تراجعت أسهم شركات الكحول الأوروبية بشكل حاد.

• هبطت أسهم LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton SE، أكبر شركة للعلامات التجارية الفاخرة في العالم، لمدة تسعة أيام متتالية، مما أدى إلى خسائر تجاوزت 13% منذ نهاية فبراير.
• سجلت أسهم Remy Cointreau انخفاضًا بأكثر من 11% خلال الأيام الثلاثة الماضية.
• تراجعت أسهم Pernod Ricard SA بأكثر من 7% منذ إغلاق يوم الاثنين.

أما في الولايات المتحدة، فقد تراجعت أسهم براون فورمان (الشركة الأم لـ Jack Daniels) بنسبة 5.9% خلال الأسبوع، رغم تسجيلها مكاسب محدودة يوم الخميس.

ماذا بعد؟

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتزايد المخاوف الاقتصادية، يبدو أن الذهب سيظل في دائرة الضوء كملاذ آمن للمستثمرين. وفي ظل السياسات الجمركية العدائية بين القوتين الاقتصاديتين، قد نشهد مزيدًا من التقلبات في الأسواق المالية خلال الأسابيع القادمة.

هل يتجه الذهب لمستويات أعلى؟ أم أن التصحيح قادم؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

المصدر: sa.investing.com