النقاط الرئيسية
- تراجع الذهب مرتبط بارتفاع الدولار وتقلص رهانات خفض الفائدة الأمريكية.
- المستثمرون يترقبون تقرير الوظائف وتأثيره على قرارات الفيدرالي في ديسمبر.
- هبوط الذهب تحت 4,000 دولار ممكن إذا استمر التشدد النقدي وارتفع الدولار أكثر.
تعيش أسواق الذهب مرحلة حساسة خلال الأيام الأخيرة، إذ فقد المعدن الأصفر جزءًا من زخمه عندما ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين. ومع تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية، عاد الحذر ليهيمن على أسواق الملاذات الآمنة، وأصبح السؤال المطروح بين المستثمرين: هل يمكن أن ينزلق الذهب فعلًا دون مستوى 4,000 دولار للأونصة؟
في Metalsy، نحاول قراءة المشهد كاملًا، والربط بين حركة الدولار، وتوقعات الفيدرالي، ومعنويات الأسواق العالمية.
كيف يؤثر الفيدرالي على الذهب الآن؟
يعرف الذهب تاريخيًا بأنه الأكثر حساسية لسياسة أسعار الفائدة. فحين تتراجع الفائدة، ينخفض العائد على السندات، فيتجه المستثمرون إلى الذهب. والعكس صحيح.
خلال الأسبوعين الماضيين، كانت الأسواق تتوقع خفضًا قويًا للفائدة، لكن المفاجأة جاءت من محضر اجتماع الفيدرالي لشهر أكتوبر، الذي حمل نبرة أكثر حذرًا، مع قلق من عودة التضخم والضغط على ثقة المستهلكين.
نتيجة ذلك:
- انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع 9–10 ديسمبر من 49% إلى 33%.
- قفز الدولار إلى أعلى مستوياته في أسبوعين.
- تراجعت أسعار الذهب نحو 4,063 دولار للأونصة.
وهذه المعادلة ليست جديدة، لكنها أصبحت أقوى مع كل تقرير اقتصادي يتم تأجيله أو إعادة نشره بعد الإغلاق الحكومي الأمريكي.
تقرير الوظائف… كلمة السر في حركة الذهب المقبلة
تقرير الوظائف غير الزراعية NFP الذي تم تأجيله بسبب الإغلاق الحكومي قد يكون مفصليًا جدًا.
توقعات رويترز تشير إلى:
- إضافة 50 ألف وظيفة فقط خلال سبتمبر.
لكن…
- إذا جاء الرقم أعلى بكثير → يقوى الدولار → يتراجع الذهب.
- إذا جاء أقل بكثير → يضعف الدولار → يعود الذهب فوق 4,100 دولار.
بمعنى آخر:
الذهب ينتظر بيانات الوظائف ليحدد اتجاهه للأسابيع المقبلة.
هل الهبوط دون 4,000 دولار ممكن؟
نعم، الهبوط ممكن، لكنه ليس السيناريو الأساسي. هبوط الذهب تحت 4,000 دولار قد يحدث فقط إذا توافرت ثلاثة شروط معًا:
1- استمرار قوة الدولار فوق مستوى 108
صعود الدولار يضغط على الذهب عالميًا ويزيد تكلفة شرائه لحائزي العملات الأخرى.
2- تقليل احتمال خفض الفائدة إلى أقل من 20%
إذا ظهرت بيانات قوية عن الوظائف والاقتصاد، سيضطر الفيدرالي إلى تأجيل الخفض.
3- تراجع مشتريات البنوك المركزية
وخصوصًا الصين، التي أصبحت اللاعب الأكبر في دعم الذهب خلال 2024–2025.
إذا تحققت هذه العوامل، من الطبيعي أن نرى الذهب يختبر مستويات:
- 4,000 – 3,980 (السيناريو المحتمل)
- 3,950 – 3,900 (سيناريو التشدد القوي)
لكن حتى الآن، يظل مستوى 4,155 دولار هو مقاومة الشهر الحالي، و4,000 دولار هو الدعم الأساسي.
الذهب والمعادن الأخرى: هل تكرر نفس السلوك؟
- الفضة تراجعت 0.6% إلى 51.07 دولار.
- البلاتين استقر عند 1,546.80 دولار.
- البلاديوم ارتفع 0.6% إلى 1,388.58 دولار.
هذا يعني أن التراجع ليس عامًا في المعادن، بل يتركز في الذهب تحديدًا بسبب العلاقة المباشرة مع الفائدة والدولار.
هل يعتبر التراجع فرصة للشراء؟
من منظور استثماري:
- الذهب فوق 4,000 دولار يظل مرتفعًا تاريخيًا.
- التراجع الحالي طبيعي بعد موجة صعود طويلة.
- أي هبوط نحو 4,000 – 3,980 قد يعتبر فرصة تجميع جيدة للمدى المتوسط.
لكن القرارات النهائية ستتضح بعد تقرير الوظائف وبيانات التضخم القادمة.
