من جديد، تعود أهرامات الجيزة لتشغل العالم، لكن هذه المرة ليس بسبب تصميمها أو غموضها الفلكي، بل بسبب إعلان علمي مثير للجدل. فريق باحثين إيطاليين كشف عمّا وصفوه بـ”مدينة خفية ثانية” تحت هرم منقرع، وذلك بعد أشهر من إعلان مماثل يتعلق بهرم خفرع. إذا ما ثبتت صحة هذا الاكتشاف، فقد نكون أمام إعادة كتابة لتاريخ أقدم حضارات الأرض.
مدينة خفية تحت الأهرامات: رؤية جديدة للعمق
يشير الفريق العلمي إلى وجود هياكل ضخمة تحت الأرض، على عمق يناهز 2000 قدم، تمتد تحت هرمي خفرع ومنقرع. هذه الهياكل، بحسب التصوير الراداري، تتخذ شكل أعمدة ضخمة وهياكل حلزونية مترابطة، تشبه في بنيتها “مدينة تحت الأرض” تربط الأهرامات الثلاثة.
التحليل العلمي الجديد:
- العالم فيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد أوضح أن البيانات تشير بنسبة 90% إلى أن البنية تحت هرم منقرع تشبه تلك المكتشفة تحت خفرع.
- الفريق اعتمد على تحليل التصوير المقطعي الراداري، وهو أسلوب يعتمد على قياسات فيزيائية دقيقة.
وجهة نظر متعارضة:
رغم هذه الاكتشافات، لاقت الدراسة اعتراضات واسعة. أبرزها من عالم الآثار زاهي حواس، الذي اعتبر أن التكنولوجيا الحالية لا تسمح برؤية طبقات عميقة بهذا الشكل، مؤكداً أن هذه الادعاءات “غير علمية وتفتقر إلى دليل أثري ملموس”.
شبكة مترابطة تحت الأرض؟
يرى الفريق الإيطالي أن ما تم رصده ليس مجرد تشكيلات عشوائية، بل نظام هندسي متقن، يشير إلى مجمع تحت الأرض ربما استخدم لأغراض طقسية أو تخزينية أو حتى كسكن لطبقة معينة من المجتمع.
- الأعمدة يبلغ طولها حوالي 2000 قدم.
- تشترك الأعمدة تحت منقرع وخفرع في الخصائص، لكن عددها يختلف.
- الشكل الحلزوني لهذه البنى يدعم فرضية الاستخدام المتعدد.
تفسير فلسفي وعناصر الطبيعة:
عند سؤاله عن الغرض من هذه الهياكل، صرّح بيوندي بأن الهيكل يعتمد على الهواء، الماء، النار، والأرض، مما يفتح الباب أمام احتمالات طقسية أو فلسفية ترتبط بالحضارات القديمة.
حضارة ضائعة منذ 38 ألف عام؟
وفق الفريق الإيطالي، فإن هذا المجمع قد لا يكون من بناء المصريين القدماء، بل يعود إلى حضارة أقدم مفقودة عمرها 38 ألف عام. وتستند هذه الفرضية إلى نظرية كارثية تفترض أن مذنباً ضرب الأرض قبل حوالي 12,800 عام، مسبباً دماراً هائلاً أخفى معالم حضارات ما قبل التاريخ.
دعم علمي من خارج الفريق:
الدكتور جيمس كينيت من جامعة كاليفورنيا يدعم فرضية “اصطدام المذنب”، مشيراً إلى اختفاء شعب “كلوفيس” في أمريكا الشمالية بالتزامن مع التاريخ المقترح، وظهور ثقافات جديدة لاحقاً، ما قد يشير إلى انتقال معرفي ما بعد الكارثة.
الغموض لا يزال قائماً:
مجمع الجيزة، المكوّن من أهرامات خوفو، خفرع، ومنقرع، إضافة إلى تمثال أبو الهول، ما يزال لغزاً تاريخياً. ومع تكرار الاكتشافات المثيرة للجدل، تبقى أسئلة كثيرة دون إجابة:
- هل نحن على أعتاب كشف حضارة جديدة؟
- وهل يعيد هذا تشكيل فهمنا لتاريخ البشرية؟
سواء كانت هذه “المدينة الخفية” حقيقة علمية قيد الإثبات أو مجرد تهيؤات تفسيرية لتكوينات طبيعية، يبقى الاكتشاف مثيراً للفضول ودافعاً قوياً لمزيد من البحث العلمي. وربما ستشهد السنوات القادمة الكشف عن طبقات أعمق من التاريخ المدفون، حرفياً، تحت رمال الجيزة.
📚 المصدر:
مبني على تقرير صحيفة ديلي ميل البريطانية
ما هي المدينة الخفية تحت الأهرامات؟
هي شبكة يُعتقد أنها تحت الأرض، رُصدت باستخدام الرادار، تربط بين أهرامات الجيزة.
هل توجد فعلاً أنفاق تحت هرم منقرع؟
وفق باحثين إيطاليين، نعم. لكن الاكتشاف لا يزال محل خلاف علمي.
ما علاقة اصطدام المذنب بهذا الاكتشاف؟
نظرية تقول إن حضارة قديمة اندثرت إثر اصطدام مذنب، وقد تكون هي من بنت الهياكل تحت الأهرامات.
هل يدعم علماء الآثار المصريون هذه النظرية؟
لا، معظمهم يعتبرها غير مثبتة علميًا، وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس.
