الذهب ليس مجرد معدن نفيس، بل هو عماد من أعمدة الاقتصاد العالمي، يجمع بين كونه مخزونًا احتياطيًا في البنوك المركزية وأيضًا موردًا طبيعيًا تولده المناجم سنويًا. تقرير مجلس الذهب العالمي (WGC) حتى سبتمبر 2025 يكشف عن خريطة الدول صاحبة أكبر احتياطات، بينما تبرز بيانات 2024 دور إفريقيا وآسيا في قيادة الإنتاج العالمي.
أولاً: من يملك أكبر احتياطات الذهب؟

- الولايات المتحدة ما تزال في الصدارة بـ 8,133 طن، أي ما يعادل أكثر من ضعف احتياطيات ألمانيا.
- أوروبا (ألمانيا، إيطاليا، فرنسا) تسيطر على المراتب الثانية إلى الرابعة بإجمالي يقارب 8,240 طن.
- روسيا والصين في المراتب الخامسة والسادسة، مع العلم تتصدران العالم في استخراجه.
- الهند وتركيا تعكسان صعود الاقتصادات الناشئة التي تركز على الذهب كأداة تحصين نقدي.
- دول الشرق الأوسط مثل السعودية (323 طن) وقطر (114 طن) والإمارات (74 طن) تواصل استثمار الذهب كجزء من مزيج التنويع بعيدًا عن النفط.
أكبر 10 دول من حيث احتياطيات الذهب (حتى سبتمبر 2025)
الترتيب | الدولة | الاحتياطي (طن متري) |
---|---|---|
1 | الولايات المتحدة | 8,133 |
2 | ألمانيا | 3,350 |
3 | إيطاليا | 2,451 |
4 | فرنسا | 2,437 |
5 | روسيا | 2,333 |
6 | الصين | 2,298 |
7 | سويسرا | 1,040 |
8 | الهند | 880 |
9 | اليابان | 846 |
10 | تركيا | 635 |
ثانيًا: من ينتج الذهب أكثر؟

الاحتياطي شيء، والإنتاج شيء آخر. بعض الدول مثل الصين تتصدر العالم في استخراج الذهب رغم أن احتياطياتها الرسمية أقل من الولايات المتحدة.
الإنتاج العالمي بحسب الأقاليم (2024):
- إفريقيا: 1,010 طن – بقيادة غانا (141 طن) ومالي (100 طن) وجنوب إفريقيا (99 طن).
- آسيا: تتصدرها الصين بـ 380 طن وروسيا بـ 330 طن.
- أوقيانوسيا: أستراليا بـ 284 طن، وهي أكبر منتج غربي.
- الأمريكتان:
- أمريكا الشمالية: 500 طن (كندا 202 طن، الولايات المتحدة 158 طن، المكسيك 140 طن).
- أمريكا الجنوبية: 519 طن (بيرو 137 طن، البرازيل 84 طن، كولومبيا 66 طن).
إنتاج الذهب العالمي حسب الدول والقارات (2024)
القارة | الدولة | الإنتاج (طن) |
---|---|---|
إفريقيا | غانا | 141 |
مالي | 100 | |
جنوب إفريقيا | 99 | |
بوركينا فاسو | 94 | |
السودان | 74 | |
بقية إفريقيا | 502 | |
آسيا | الصين | 380 الأولى عالمياً |
إندونيسيا | 140 | |
الفلبين | 39 | |
تركيا | 31 | |
بقية آسيا | 75 | |
رابطة الدول المستقلة CIS | روسيا | 330 الثانية عالمياً |
أوزبكستان | 129 | |
كازاخستان | 87 | |
بقية CIS | 38 | |
أوقيانوسيا | أستراليا | 284 الثالية عالمياً |
بابوا غينيا الجديدة | 50 | |
بقية أوقيانوسيا | 12 | |
أمريكا الشمالية | كندا | 202 |
الولايات المتحدة | 158 | |
المكسيك | 140 | |
أمريكا الوسطى والجنوبية | بيرو | 137 |
البرازيل | 84 | |
كولومبيا | 66 | |
فنزويلا | 31 | |
سورينام | 28 | |
بوليفيا | 27 | |
الإكوادور | 24 | |
الأرجنتين | 40 | |
تشيلي | 35 | |
بقية أميركا اللاتينية | 49 | |
أوروبا | بقية أوروبا | 36 |
المقارنة بين “من يملك” و”من ينتج”
- الولايات المتحدة: الأولى عالميًا في الاحتياطيات، لكنها ليست ضمن كبار المنتجين (158 طن فقط في 2023).
- الصين: أكبر منتج عالميًا بـ 380 طن سنويًا، لكنها تحتل المرتبة السادسة في الاحتياطيات (2,298 طن).
- روسيا: تجمع بين المرتبة الخامسة في الاحتياطيات والثانية في الإنتاج، ما يجعلها لاعبًا مزدوج القوة.
- إفريقيا: غنية بالإنتاج (أكثر من 1,000 طن سنويًا)، لكنها أقل تمسكًا بالاحتياطي طويل الأجل، بسبب اعتماد بعض الدول على التصدير السريع.
لماذا تملك أميركا 8,133 طن من الذهب رغم إنتاجها المتواضع؟
رغم أن الولايات المتحدة لا تتصدر الإنتاج العالمي (158 طن فقط في 2024)، فإنها ما تزال تحتفظ بأكبر احتياطي ذهبي في العالم. هذا يعود إلى:
- تراكم تاريخي منذ الحربين العالميتين حين انتقل معظم ذهب أوروبا إلى الخزائن الأميركية.
- قانون الاحتياطي الذهبي 1934 الذي جمع الذهب في يد الحكومة الفيدرالية.
- نظام بريتون وودز الذي جعل الدولار مرتبطًا بالذهب حتى 1971.
- سياسة عدم البيع، حيث تعامل واشنطن الذهب كمخزون استراتيجي غير قابل للتفريط.
للاطلاع على تحليل معمق لهذه المفارقة التاريخية والاقتصادية، يمكنك قراءة المقالة الكاملة:
لماذا تحتفظ أمريكا بحقبة ماضية من الذهب رغم إنتاج يومي محدود؟
الأبعاد الاقتصادية والسياسية
- الدول الغربية (أميركا وأوروبا) تركّز على الاحتفاظ بالذهب كضمان مالي.
- الدول الناشئة (الصين وروسيا وتركيا) توازن بين الاستخراج والتخزين لتقليل الاعتماد على الدولار.
- إفريقيا وأميركا اللاتينية تبقى “مناجم العالم”، لكن الذهب المستخرج غالبًا يتجه إلى أسواق أوروبا وآسيا.
مستقبل الذهب: بين الملاذ الآمن والعملة البديلة
مع تسجيل الذهب مستويات قياسية للأسعار في 2025، تظل العلاقة بين الاحتياطيات و الإنتاج مؤشرًا على النفوذ المالي للدول. بينما تحافظ واشنطن على الصدارة في المخزون، فإن بكين وموسكو تتحركان بخطوات سريعة عبر الإنتاج والاكتناز، في وقت قد نشهد فيه تحالفات اقتصادية جديدة تعتمد الذهب كجزء من أنظمة تسوية تجارية بعيدة عن هيمنة الدولار.
إعلان