النقاط الرئيسية
- اتفاق بين سوريا ووكالة “الجايكا” اليابانية لتطوير مشروعات إعادة الإعمار.
- التركيز على التخطيط الحضري الآمن وإدارة الكوارث.
- توقعات بخلق فرص عمل وتعزيز البنية التحتية في المدن المتضرّرة.
في خطوة جديدة تعكس بدايات مرحلة ما بعد الحرب، دخلت سوريا في تعاون رسمي مع وكالة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) لتنفيذ مجموعة من مشروعات إعادة الإعمار، وخصوصًا في مجالات البناء والتخطيط الحضري وإدارة الكوارث. هذا التعاون يأتي في وقتٍ تتطلع فيه دمشق إلى استقطاب خبرات تقنية وهندسية عالمية لإعادة النهوض بالبنية التحتية المتضرّرة بعد أكثر من عقد من الصراع.
اليابان… خبرة رائدة في إعادة الإعمار
تُعدّ اليابان من أكثر الدول خبرة في مجال إعادة البناء بعد الكوارث، سواء الطبيعية أو الناتجة عن الحروب. فمنذ زلزال كوبي عام 1995 وحتى كارثة فوكوشيما في 2011، طوّرت اليابان منظومة متكاملة في التخطيط الآمن للمناطق السكنية وإدارة المخاطر والإنشاء المقاوم للزلازل، وهي خبرات تسعى سوريا للاستفادة منها اليوم.
بحسب تصريحات وزير الأشغال العامة والإسكان السوري مصطفى عبدالرزاق، فإنّ الهدف هو وضع نموذج سكني ومعماري جديد يراعي المعايير الدولية ويضمن عودة المهجرين إلى مناطقهم في بيئة أكثر أمانًا واستدامة.
تفاصيل التعاون بين سوريا و”الجايكا”
خلال الاجتماعات الأخيرة في دمشق، ناقش الجانبان إنشاء برنامج مشترك لتدريب المهندسين والفنيين السوريين، إلى جانب إعداد دراسات فنية لتحديث أنظمة البناء والتخطيط العمراني. كما تم الاتفاق على تشكيل لجان فنية متخصصة لتحديد أولويات العمل، خصوصًا في المدن الأكثر تضرّرًا مثل حلب، حمص، وريف دمشق.
من جهته، أبدى رئيس وفد “الجايكا” استعداد الوكالة لتقديم دعم تقني مباشر يتضمن تقنيات المسح الرقمي ثلاثي الأبعاد، وأنظمة الإنذار المبكر للزلازل، وتخطيط شبكات النقل الذكية داخل المدن.
الأبعاد الاقتصادية والإنسانية للتعاون
لا يقتصر هذا التعاون على الجوانب الهندسية فحسب، بل يحمل أيضًا بعدًا اقتصاديًا وإنسانيًا. فاليابان تُعرف بمساهمتها في بناء القدرات المحلية في الدول النامية عبر مشاريع “التنمية من الأسفل”، أي تلك التي تركز على تمكين الكوادر المحلية بدل الاعتماد الكلي على الدعم الخارجي.
وفي السياق ذاته، يتوقع مراقبون أن يساهم التعاون السوري–الياباني في خلق فرص عمل جديدة داخل السوق المحلي، خصوصًا في قطاع البناء والمقاولات، إلى جانب تحسين الخدمات الأساسية مثل المياه، الكهرباء، والصرف الصحي.
نظرة مستقبلية: نحو مدن سورية أكثر أمانًا واستدامة
التعاون مع “الجايكا” يمكن أن يكون نقطة انطلاق جديدة نحو إعادة بناء مدن سورية أكثر تنظيمًا واستدامةً، مع التركيز على استخدام مواد بناء صديقة للبيئة وأنظمة ذكية في إدارة البنية التحتية.
ويرى خبراء أن هذا النوع من التعاون الدولي يعيد سوريا إلى خريطة التنمية العالمية بعد سنوات من العزلة، ويمهّد الطريق لمزيد من الشراكات مع دول آسيوية أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية.
المصدر:
وكالة الأنباء السورية “سانا” + تقارير متابعة من Metalsy.
