في ليلة غير عادية، تلقى نحو 500 موظف في شركة xAI التابعة لإيلون ماسك رسالة إلكترونية قصيرة أنهت مستقبلهم الوظيفي بين لحظة وأخرى. هؤلاء لم يكونوا مجرد موظفين عاديين، بل كانوا يشكلون العمود الفقري لفريق شرح وتصنيف البيانات، وهو الفريق المسؤول عن تدريب وتطوير قدرات روبوت المحادثة الشهير غروك.
فريق يصنع “عقل” الذكاء الاصطناعي
كان هؤلاء الموظفون يعملون على تحويل ملايين البيانات الخام إلى معرفة قابلة للفهم، مما مكن غروك من محاكاة التفكير البشري وتقديم إجابات أكثر دقة. وبغيابهم المفاجئ، يطرح المراقبون سؤالًا محوريًا: هل يمكن لغروك الاستمرار بنفس الوتيرة دون معلميه الأساسيين؟
تناقض في الاستراتيجية

اللافت أن الشركة أعلنت بالتزامن مع هذه الخطوة أنها تخطط لمضاعفة أعداد المتخصصين في تدريب الذكاء الاصطناعي “بعشرة أضعاف” مستقبلًا. هذا التناقض فتح باب التكهنات: هل يسعى ماسك لإعادة هيكلة كاملة بهدف استبدال الكفاءات بأخرى أكثر كفاءة وأقل تكلفة؟ أم أن الأمر مجرد خطوة لخفض النفقات في مواجهة منافسة محتدمة مع غوغل وأوبن إيه آي؟
صدمة في وادي السيليكون
لم يقتصر الأمر على الجانب التقني، بل ترك القرار أثرًا اجتماعيًا أيضًا. فقد تداول موظفون مسرحون عبر منصات التواصل روايات عن صدمتهم من أسلوب ماسك، خاصة بعد أن مُنعوا من دخول أنظمة الشركة فورًا رغم استمرار عقودهم حتى نوفمبر. هذه التجربة أثارت نقاشًا واسعًا في وادي السيليكون حول قسوة الإدارة الحديثة، وأعادت إلى الأذهان ممارسات مشابهة في “تويتر” بعد استحواذ ماسك عليه.
قراءة تحليلية
من الناحية الاقتصادية، قد يكون القرار محاولة جريئة لإعادة توزيع الموارد داخل xAI نحو فرق التطوير العميق بدلًا من فرق التصنيف التقليدية. إلا أن خسارة هذا العدد الضخم دفعة واحدة قد تؤدي إلى فجوة في جودة البيانات، وهو ما قد ينعكس على دقة إجابات غروك في الفترة المقبلة.
مستقبل غامض لغروك
إذا كان ماسك يسعى بالفعل لبناء جيل جديد من المدربين، فقد نرى نسخة أقوى وأكثر تطورًا من غروك خلال العام المقبل. أما إذا كان الهدف مجرد خفض التكاليف السريعة، فقد يدخل المشروع في مرحلة من التراجع المؤقت، وهو ما قد يفتح الباب أمام منافسيه لتعزيز مكانتهم.
المصدر:
Business Insider + Wall Street Journal