النقاط الرئيسية
- X-BAT أول طائرة مقاتلة تقلع وتهبط عموديًا وتعمل بالذكاء الاصطناعي.
- يمكنها الطيران لمسافة 2000 ميل دون الاعتماد على GPS أو الاتصالات.
- نظام Hivemind يجعلها قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة في المعارك الجوية.
- ستبدأ الاختبارات في 2026 مع توقع دخولها الخدمة في 2028.
- قد تُعيد تشكيل موازين القوة في سماء العالم خلال العقد القادم.
يشهد عالم الطيران العسكري تحولًا تاريخيًا بعد إعلان شركة Shield AI الأميركية عن أول طائرة مقاتلة في العالم تقلع عموديًا وتُدار بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتحمل اسم X-BAT.
لا تقتصر أهمية هذه الطائرة على تقنياتها الفريدة، بل في الفلسفة التي تقف وراءها: تحرير المقاتلة من المدرج والطيار في آن واحد، لتصبح الحرب الجوية أكثر ذكاءً ومرونةً من أي وقت مضى.
ثورة في مفهوم الطيران القتالي
تأتي X-BAT استكمالًا لسلسلة طائرات الشركة السابقة (V-BAT)، لكنها تمثل نقلة نوعية بكل المقاييس. فهي تُقلع وتهبط عموديًا (VTOL)، وتتمتع بمدى يتجاوز 2000 ميل، وتستطيع التحليق ذاتيًا حتى في حال تعطّل الاتصالات أو نظام GPS، ما يجعلها مثالية للعمليات في المناطق الوعرة أو الجزر البعيدة.
ووفق تصريح المؤسس المشارك لـ Shield AI، براندون تسنغ، فإن الطائرة الجديدة تمثل “قوة جوية بلا مدرجات”، وهو ما يعتبره “الهدف الأسمى للردع العسكري الحديث”.
تصميم متقدّم بلا قيود أرضية
تتميز X-BAT بهيكل مدمج بأجنحة قصيرة ومحرك نفاث عالي الكفاءة يمنحها سرعة مناورة كبيرة. كما يمكن تشغيلها من السفن أو القواعد الصغيرة دون الحاجة إلى مدارج طويلة، مما يقلّل من الاعتماد على البنية التحتية ويزيد من قدرة الانتشار الفوري في مناطق الصراع.
من حيث التسليح، صُممت الطائرة لتحمل صواريخ جو-جو وجو-أرض وأنظمة حرب إلكترونية، ما يجعلها قادرة على أداء مهام متعددة في وقت واحد، من الاستطلاع إلى الهجوم إلى الدفاع الجوي.
ذكاء صناعي يقود القتال
جوهر الابتكار في المشروع هو نظام Hivemind للذكاء الاصطناعي، الذي يُمكّن الطائرة من اتخاذ قرارات مستقلة تمامًا في مواقف معقدة.
طُوّر هذا النظام بالتعاون مع جامعة كارنيغي ميلون، وأثبت قدرته عندما تفوقت خوارزمياته في اختبار محاكاة جوية على طائرة F-16 يقودها طيار بشري.
ويتيح النظام للطائرة العمل ضمن أسراب منسقة من الطائرات يمكنها التواصل فيما بينها ذاتيًا وتحديد الأهداف وتوزيع المهام دون تدخل بشري مباشر — وهي خطوة تُقرّبنا من مفهوم “الطيّار الذكي” الذي يتحكّم في ساحة المعركة من دون قمرة قيادة.
الاستخدامات الميدانية والتجارب
طائرات Shield AI السابقة استخدمت بالفعل في مناطق النزاع مثل أوكرانيا، حيث أثبتت فاعليتها في بيئات مشوشة إلكترونيًا، ما قدّم اختبارًا حقيقيًا لتقنية Hivemind.
وتخطط الشركة لإجراء أول اختبار إقلاع وهبوط عمودي لـ X-BAT في نهاية عام 2026، على أن تبدأ الرحلات التجريبية الكاملة عام 2028.
السعر المبدئي للطائرة يُقدّر بنحو 27 مليون دولار، وهو أقل بكثير من كلفة المقاتلات التقليدية من الجيل الخامس.
ما الذي تغيّره X-BAT في موازين القوة الجوية؟
يمكن تلخيص الأثر الاستراتيجي في ثلاث نقاط محورية:
-
مرونة غير مسبوقة في الانتشار:
لم تعد القوات الجوية بحاجة إلى قواعد ضخمة ومدارج طويلة. بفضل الإقلاع العمودي، يمكن إطلاق X-BAT من أي موقع ميداني أو سفينة صغيرة. -
تكلفة أقل وكفاءة أعلى:
بفضل الذكاء الاصطناعي، تقلّ الحاجة إلى الطيارين والتدريب المكلف، مع إمكانية تصنيع ونشر أعداد أكبر من الطائرات. -
تغيير فلسفة “المعركة الجوية”:
الطيار البشري لن يكون في قمرة القيادة، بل في مركز تحكّم يدير أسرابًا من الطائرات الذكية التي تتّخذ قراراتها في جزء من الثانية.
لكن في المقابل، تظهر مخاوف أخلاقية من منح أنظمة مستقلة سلطة اتخاذ قرارات قتالية. كما تواجه هذه الطائرات تحديات تتعلق بالحرب السيبرانية والتشويش الإلكتروني.
مستقبل الطائرات المقاتلة في العالم
من المتوقع خلال السنوات المقبلة أن تتحوّل المقاتلات إلى أنظمة هجينة تجمع بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، بحيث تعمل الطائرات الذكية “كأجنحة وفية” للطائرات المأهولة، وتقوم بمهام الاستطلاع أو الهجوم الأولي.
كما سيؤدي نجاح X-BAT إلى تسريع سباق عالمي لتطوير مقاتلات VTOL مستقلة، مما يُعيد تعريف التفوق الجوي ويغيّر طبيعة الردع العسكري.
في النهاية، ما بدأ كمشروع لشركة ناشئة في سان دييغو، قد يصبح الشرارة الأولى لثورة كبرى تُعيد رسم شكل السماء فوق ساحات المعارك.
المصدر:
- Defense News
- Fast Company
- New Atlas