أثار تصريح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، موجة واسعة من الجدل بعد إعلانه نية الشركة السماح بإنشاء محتوى جنسي مخصص للبالغين الذين يتم التحقق من أعمارهم، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى “معاملة البالغين كبالغين”.
القرار، الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في ديسمبر 2025، يشكّل تحولًا جذريًا في سياسة OpenAI التي لطالما منعت المحتوى الإباحي أو الجنسي على منصاتها مثل ChatGPT وDALL·E، معتبرة ذلك مخالفًا لمعايير السلامة الرقمية.
ما الذي قاله سام ألتمان بالضبط؟
في منشور عبر منصة X، كتب ألتمان:
“نحن لا نريد أن نكون شرطة الأخلاق للعالم. هدفنا هو تمكين الناس من استخدام التقنية بطرق تتناسب مع أعمارهم وقيمهم.”
كما أوضح أن الشركة ستعتمد آلية تحقق دقيقة من هوية المستخدم وسنّه قبل السماح له بالوصول إلى هذا النوع من المحتوى، مشددًا على أن القرار لا يعني إطلاق العنان للمحتوى الإباحي بلا ضوابط، بل ضمن إطار قانوني وأخلاقي محدد.
Ok this tweet about upcoming changes to ChatGPT blew up on the erotica point much more than I thought it was going to! It was meant to be just one example of us allowing more user freedom for adults. Here is an effort to better communicate it:
As we have said earlier, we are… https://t.co/OUVfevokHE
— Sam Altman (@sama) October 15, 2025
ردود الفعل العالمية في الصحافة الغربية
تباينت ردود الأفعال في الإعلام الغربي بعد هذا الإعلان، بين من اعتبره خطوة نحو “نضج تقني”، ومن رآه انحدارًا نحو الاستخدام التجاري للغرائز.
- مجلة TIME وصفت القرار بأنه “نقطة تحوّل في العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي”، مشيرة إلى أن السماح بالمحتوى الجنسي يضع OpenAI في منطقة رمادية قانونيًا، خصوصًا في أوروبا حيث تشدد قوانين حماية البيانات على الموافقة الرقمية.
- أما Business Insider فسلطت الضوء على تصريح ألتمان الذي قال فيه إن الشركة “ليست شرطة أخلاق”، معتبرة أن OpenAI تحاول جذب المستخدمين عبر المحتوى الأكثر طلبًا على الإنترنت.
- وكتبت صحيفة El País الإسبانية أن القرار “يفتح الباب أمام نقاش أخلاقي أعمق حول طبيعة العلاقة بين البشر والآلات”، محذّرة من أن تقليد المشاعر البشرية عبر المحتوى الجنسي قد يؤدي إلى “اختلاط الحدود بين الواقع والخيال”.
اللافت أن معظم التحليلات الإعلامية ركزت على أن القرار لا يأتي بمعزل عن منافسة قوية بين شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى — مثل Anthropic وStability AI — في سباق لجذب المستخدمين ودفعهم إلى الاشتراك في نسخ مدفوعة من نماذجهم.
موجة انتقادات من خبراء الصحة الرقمية
قوبل إعلان ألتمان بانتقادات من باحثين ومؤسسات مختصة في الصحة النفسية والرقمية، الذين حذروا من المخاطر المحتملة لهذا التوجه.
فقد اعتبر بعض الخبراء أن المحتوى المولّد حسب الرغبات الشخصية قد يؤدي إلى الإدمان والعزلة الاجتماعية، خاصة مع قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق تجارب تفاعلية تحاكي الواقع بدقة عالية.
في المقابل، رأى آخرون أن القرار منطقي طالما تم تطبيقه وفق معايير صارمة، معتبرين أن تقييد التقنية المفرط يعيق الابتكار ويمنع المستخدمين البالغين من استخدام الأدوات كما يشاؤون.
تحوّل في فلسفة الشركات التقنية
يشير مراقبون إلى أن قرار OpenAI يعكس تحوّلًا أوسع في توجه شركات التكنولوجيا، من السعي لتحقيق الابتكار الإنساني والإنتاجي إلى سباق جديد نحو جذب الانتباه وتحقيق الأرباح عبر المحتوى الترفيهي والغرائزي.
ويرى بعض المحللين أن هذا القرار يعيد إلى الأذهان بدايات الإنترنت في التسعينيات، حين شكّل المحتوى الجنسي أحد أكبر محركات النمو للمواقع، ما يثير تساؤلات حول تكرار التاريخ بصيغة “ذكاء اصطناعي”.
أين تتجه حدود الذكاء الاصطناعي؟
قرار سام ألتمان ليس مجرد تعديل في سياسات المحتوى، بل إشارة إلى تحوّل ثقافي وتقني أعمق في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا.
فالمسألة لم تعد تقتصر على “ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله”، بل “إلى أي مدى نسمح له بالتغلغل في أكثر جوانبنا خصوصية”.
مع قدرة الأنظمة الحديثة على توليد صور واقعية لأشخاص حقيقيين في مواقف لم تحدث أصلًا، تتعقد قضايا الخصوصية والموافقة والهوية الإنسانية.
وإذا لم تتدخل التشريعات بسرعة، فقد نجد أنفسنا أمام مشهد رقمي يطمس الحدود بين الواقع والخيال، ويهدد كرامة الإنسان في الفضاء الافتراضي.
يبقى التحدي الأكبر هو وعي المستخدم، لا فقط سياسات الشركات. فالتكنولوجيا لا تنحرف من تلقاء نفسها — بل بتوجيه الإنسان واستخدامه لها.
المصدر:
الرسمي حساب سام ألتمان (Sam Altman) على منصة X.
قسم الأسئلة الشائعة
هل ستبدأ OpenAI فورًا في السماح بالمحتوى الجنسي؟
لا، التنفيذ الفعلي مقرر في ديسمبر 2025، مع اشتراط التحقق من سن وهوية المستخدم.
ما الهدف من هذا القرار حسب سام ألتمان؟
يرى ألتمان أن البالغين يجب أن يُعاملوا كبالغين، وأن OpenAI لا ينبغي أن تتقمص دور “شرطة الأخلاق” في العالم الرقمي.
ما أبرز المخاوف من هذا التوجه؟
يحذر خبراء من مخاطر الإدمان والعزلة وتدهور العلاقات الاجتماعية نتيجة خلق تجارب رقمية مفرطة الخصوصية.
هل القرار يشمل الصور والفيديوهات الحقيقية؟
كلا، ما زال القرار يخص المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي فقط، مع حظر استخدام صور لأشخاص حقيقيين دون موافقتهم.
