في وسط المحيط الهادئ، وعلى بعد أكثر من 1700 كيلومتر جنوب طوكيو، تقف أوكينوتوريشيما Okinotori Island، صخرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها فوق الماء بضع عشرات الأمتار. ورغم حجمها المتواضع، تحولت هذه الصخرة إلى محور نزاع إقليمي ودولي معقد، يتداخل فيه القانون الدولي مع الحسابات الاقتصادية والجيوسياسية.
الجغرافيا والخصائص الطبيعية
- تقع Okinotori-shima في أقصى جنوب اليابان، وتُعتبر النقطة الجنوبية الأبعد لأراضيها.
- مساحتها فوق الماء لا تتجاوز 16 مترًا مربعًا، وهي عرضة للتآكل والانغمار بفعل الأمواج.
- اليابان أنفقت مئات الملايين من الدولارات على بناء جدران إسمنتية وهياكل هندسية للحفاظ عليها من الغرق.
قانون البحار والجدل الدولي
- وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)، يحق لأي “جزيرة” مأهولة أو قادرة على دعم حياة اقتصادية توليد منطقة اقتصادية خالصة (EEZ) تمتد حتى 200 ميل بحري (≈ 370 كلم).
- هذه المنطقة تمنح الدولة حقوقًا حصرية في استغلال الثروات البحرية: الصيد، النفط، الغاز، والمعادن.
- لكن UNCLOS يفرق بين “جزيرة” و”صخرة”: الصخور التي لا تدعم حياة بشرية أو نشاط اقتصادي لا تمنح EEZ.
- هنا يكمن النزاع: اليابان تعتبر أوكينوتوريشيما “جزيرة”، بينما ترى الصين وكوريا الجنوبية أنها مجرد “صخرة”.
الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية
- إذا اعتُمد الموقف الياباني، ستحصل طوكيو على EEZ بمساحة تقارب 432 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة اليابان البرية.
- هذه المنطقة غنية بمصايد الأسماك وربما تحتوي على احتياطيات من النفط والغاز ومعادن نادرة.
- الموقع الاستراتيجي يعزز نفوذ اليابان في المحيط الهادئ ويمنحها ورقة قوة في توازن القوى مع الصين.
المواقف الدولية الحديثة
- مايو 2025: اليابان احتجت رسميًا على أنشطة سفينة بحثية صينية قرب أوكينوتوريشيما، معتبرة أنها دخلت منطقة EEZ التابعة لها.
- الصين: تؤكد أن أنشطتها قانونية لأنها تجري في “مياه دولية”، وتتهم اليابان بمحاولة توسيع نفوذها بطرق غير شرعية.
- كوريا الجنوبية وتايوان: تتبنيان مواقف مشابهة للصين بعدم الاعتراف بالجزيرة كأرض مولدة لحقوق EEZ.
التحليل المستقبلي
- من غير المرجح أن يتم حسم هذا النزاع قريبًا إلا عبر حكم دولي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
- استمرار اليابان في الاستثمار بحماية الصخرة يشير إلى إصرار استراتيجي على تثبيت موقفها.
- مستقبل أوكينوتوريشيما قد يشكل سابقة قانونية في القانون البحري الدولي: هل يمكن لدولة أن تحصّن صخرة وتحوّلها إلى “جزيرة”؟
الخلاصة
أوكينوتوريشيما، إنها رمز لصراع على الموارد البحرية والسيادة في منطقة استراتيجية من المحيط الهادئ. وبينما تراها اليابان مفتاحًا لتوسيع نفوذها البحري، يراها خصومها مجرد “صخرة” لا تستحق كل هذه الامتيازات. وفي ظل غياب حكم دولي حاسم، يبقى الجدل مفتوحًا، وربما يمتد لسنوات قادمة.
الأسئلة الشائعة حول أوكينوتوريشيما
1. ما هي أوكينوتوريشيما؟
هي صخرة صغيرة جدًا تقع في المحيط الهادئ جنوب طوكيو، تُعتبر أبعد نقطة يابانية نحو الجنوب.
2. لماذا تكتسب أوكينوتوريشيما أهمية كبيرة؟
لأنها قد تمنح اليابان حقوقًا بحرية واسعة إذا اعتُبرت “جزيرة”، تشمل الصيد واستغلال الموارد الطبيعية.
3. هل تمنح أوكينوتوريشيما اليابان منطقة اقتصادية خالصة مؤكدة؟
لا، الأمر محل خلاف. اليابان تراها جزيرة، لكن دول مثل الصين وكوريا الجنوبية تعتبرها مجرد صخرة.
4. ما هو الأساس القانوني للنزاع؟
القانون الدولي (اتفاقية البحار) يفرق بين الجزيرة التي تولّد حقوقًا بحرية، والصخرة التي لا تولّد هذه الحقوق.
5. كم أنفقت اليابان لحماية أوكينوتوريشيما؟
تقديرات تشير إلى مئات الملايين من الدولارات منذ الثمانينيات لبناء جدران ومتابعة الصيانة.
6. هل يوجد حكم دولي نهائي بشأن وضعها؟
حتى الآن، لا يوجد حكم قضائي دولي يحسم ما إذا كانت جزيرة أم مجرد صخرة.
7. ما الموارد المحتملة في المنطقة؟
صيد واسع، وربما نفط وغاز ومعادن نادرة، لكن لم يثبت استغلالها تجاريًا بشكل كبير حتى الآن.
8. ماذا يحدث إذا غرقت تحت سطح البحر؟
إذا غطتها المياه دائمًا فلن تُعتبر جزيرة، وبالتالي قد تخسر اليابان حقوقها البحرية المرتبطة بها.
9. هل تقوم اليابان بإجراءات لدعم موقفها؟
نعم، تبني حواجز إسمنتية وتُجري أبحاثًا بحرية لتقليل التآكل وإبقاء أجزاء منها فوق الماء.
10. ما مساحة المنطقة الاقتصادية المحتملة؟
حوالي 432 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة اليابان نفسها، لكن هذه المطالبة ما زالت موضع نزاع.