GPT-5.1: تحديث يعيد الثقة إلى OpenAI ويتجاوز أخطاء GPT-5

بعد أشهر من الانتقادات التي واجهها إطلاق GPT-5، عادت أوبن إيه آي بخطوة تصحيحية تحمل اسم GPT-5.1، والتي تهدف — وفق الشركة — إلى استعادة ثقة المستخدمين، وتقديم تجربة محادثة أكثر ذكاءً واستقرارًا ودفئًا.

هذا التحديث لا يبدو تجميليًا، بل يعكس مراجعة شاملة لأكبر أخطاء الإصدار السابق، مع تقديم نسختين مختلفتين: Instant وThinking.

في هذه المقالة، نقدّم تحليلًا لمدى جدوى التحديث الجديد، ونقارن بين GPT-5 وGPT-5.1، ونناقش ما تغيّر فعليًا في طريقة تفكير النماذج واستجابتها.

لماذا احتاجت أوبن إيه آي لإصدار GPT-5.1؟

واجه مستخدمو GPT-5 مشكلات واضحة، أبرزها:

• تراجع الدقة في المهام التحليلية
• قرارات غير متسقة في التفكير الطويل
• أسلوب تواصل بارد وآلي مقارنة بالإصدارات السابقة
• تغيّر سلوك النموذج بشكل مفاجئ
• ارتفاع نسبة الهلوسة المعرفية في بعض الاستعمالات

هذه النقاط شكّلت حالة استياء، خصوصًا بين المستخدمين المحترفين وصنّاع المحتوى.

لذلك قد يكون GPT-5.1 محاولة واضحة من الشركة لإعادة تقديم نموذج يفكّر قبل الردّ، ويتعامل مع الأسئلة الحسّاسة والمركّبة بثبات أكبر.

ما الجديد في GPT-5.1؟

1) إصداران مختلفان لأول مرة

GPT-5.1 Instant

• أسرع
• أدق في تنفيذ التعليمات القصيرة
• مناسب للمهام اليومية والمحادثات السريعة

GPT-5.1 Thinking

• قدرة أعمق على التحليل
• “يفكّر قبل الرد” في الأسئلة المعقّدة
• تصميم واضح لتقليل الهلوسة
• أداء مستقر في المشاريع الطويلة

هذا التقسيم كان مهمًا لأنه يعالج مشكلة الجمع بين السرعة والتفكير العميق داخل نموذج واحد — وهو ما فشل فيه GPT-5.

2) تحسّن في الأسلوب الإنساني والدفء العاطفي

تؤكد أوبن إيه آي أن الردود أصبحت:

• أكثر طبيعية
• أكثر تعاطفًا
• أقل خشونة
• أكثر حفاظًا على سياق المحادثة

وهو ما ينعكس مباشرة على تجربة الكتابة وصناعة المحتوى.

3) أنماط شخصية جاهزة (8 خيارات)

1- النمط الافتراضي (Default)

أسلوب متوازن ومحايد يجمع بين الدقة والوضوح والودّ الخفيف.
مناسب لجميع الاستخدامات العامة.

2- النمط المهني (Professional)

أسلوب رسمي، مباشر، يعتمد على لغة عمل واضحة دون عواطف.
مثالي لكتابة:

• رسائل بريد رسمية
• تقارير
• محتوى تجاري أو إداري

3- النمط الودود (Friendly)

أسلوب دافئ، لطيف، يشبه محادثة مريحة مع صديق.
يستخدم تعبيرات بسيطة وإيجابية.

4- النمط الصريح (Direct)

أسلوب مباشر جدًا، قليل المقدمات، يقدّم الإجابة دون التفاف.
مناسب حين يريد المستخدم حسمًا وسرعة في المعلومات.

5- النمط الطريف (Humorous)

أسلوب كوميدي خفيف، يضيف نبرة مرحة وتعليقات ساخرة إيجابية.
مثالي لوسائل التواصل أو المحتوى المرح.

6- النمط العملي (Practical)

أسلوب يركّز على الخطوات والتعليمات والحلول.
مفيد للمهام التطبيقية مثل:

• الخطوات
• الجداول
• الشروحات السريعة

7- النمط الذكي (Smart)

أسلوب يظهر عمقًا وتحليلًا وذكاءً لفظيًا.
يستخدم مفردات دقيقة ويعطي تفسيرات فكرية.

8- النمط الساخر (Witty/Sarcastic)

أسلوب يجمع بين السخرية الذكية والنبرة اللاذعة، دون تجاوز الحدود.
مناسب للمحتوى النقدي أو الفكاهي.

إضافة مفيدة جدًا للمحررين وأصحاب المشاريع الإعلامية.

4) تخصيص السلوك بدقة

ميزة تجريبية غير مسبوقة تسمح للمستخدم بالتحكم في:

• درجة الإيجاز
• مستوى الدفء
• كمية الإيموجي
• الأسلوب اللغوي

هذا يفتح الباب أمام “شات جي بي تي حسب الشخص”، لا نموذج واحد للجميع.

5) بقاء النماذج القديمة لثلاثة أشهر

بعد الفوضى في إطلاق GPT-5 عندما اختفت النماذج القديمة، قررت الشركة تطبيق انتقال تدريجي لتجنب أي ارتباك للمستخدمين.

مقارنة مباشرة بين GPT-5 وGPT-5.1

النتيجة واضحة:
GPT-5.1 هو النسخة التي كان ينبغي إطلاقها منذ البداية بدل GPT-5.

هل ينجح GPT-5.1 في إنهاء ظاهرة الهلوسة؟

على الرغم من التحسينات، لا توجد شركة حتى اليوم نجحت في القضاء على الهلوسة بالكامل.
لكنّ GPT-5.1 – وخاصة إصدار Thinking – يقلّلها بوضوح عبر:

• تحليل أطول
• تراجع الاعتماد على الاستدلال الفوري
• تنبّه أكبر للتناقضات
• المحافظة على الخط المنطقي أثناء الحوار

التحسّن واضح لكنه ليس حلًا نهائيًا.

هل يمثل GPT-5.1 نقطة تحوّل؟

التحديث الجديد لا يغيّر قواعد اللعبة، لكنه يعيد التوازن الذي فقده الإصدار السابق.
GPT-5.1 هو خطوة وسطية نحو نموذج أكثر نضجًا، وأكثر قربًا من الطريقة التي يتوقع الناس أن يتصرف بها الذكاء الاصطناعي.

إذا استمر التحسين بهذا الشكل، فقد يكون GPT-5.2 أو GPT-6 هو الجيل الذي يقدّم نقلة نوعية حقيقية.