اتهامات خطيرة.. هل سرقت “ديب سيك” تقنيات أوبن إيه آي؟
في ظل الثورة السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تصدرت شركة “ديب سيك” الصينية عناوين الأخبار بعد مزاعم تفيد بأنها استخدمت تقنيات “أوبن إيه آي” لتدريب نموذجها الخاص. الشكوك التي أُثيرت جاءت بعد أن لاحظت مايكروسوفت – الشريك الرئيسي لـ “أوبن إيه آي” – نشاطًا مشبوهًا في الواجهة البرمجية لخدماتها، مما دفعها للتحقيق في الأمر.
لماذا يُعتقد أن “ديب سيك” استخدمت خوارزميات “أوبن إيه آي”؟
🔹 تكلفة تدريب “ديب سيك” بلغت 5 ملايين دولار فقط، مقارنةً بمليارات الدولارات التي استثمرتها “أوبن إيه آي”.
🔹 استهلاك مفرط للبيانات من خوادم “أوبن إيه آي” بطرق غير مصرح بها.
🔹 تقارير تشير إلى ارتباط هذه الأنشطة بـ فرق سيبرانية صينية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
كيف أثّر “ديب سيك” على سوق الذكاء الاصطناعي؟
1. انخفاض ثقة المستثمرين في الشركات الأميركية
🔸 “ديب سيك” كسر قاعدة التكلفة العالية التي اعتمدت عليها “أوبن إيه آي” و”نفيديا” لتبرير استثماراتها الضخمة.
🔸 دفع ذلك المستثمرين للتساؤل: هل خدعتهم شركات الذكاء الاصطناعي بشأن تكاليف التطوير؟
🔸 النتيجة: سقوط حر لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية بقيمة تقترب من تريليون دولار.
2. التهديد المباشر لنماذج “شات جي بي تي”
إذا كان “ديب سيك” قادرًا على تقديم نموذج مشابه لـ شات جي بي تي ولكن بتكلفة أقل بكثير، فهذا يعني أن المنافسة لم تعد تدور حول من لديه التقنية الأقوى، بل من يمكنه تقديمها بسعر أفضل.

كيف يمكن استخدام “شات جي بي تي” لتدريب “ديب سيك”؟
🔹 يُعتقد أن “ديب سيك” استخدم أسلوب “التقطير”، وهي تقنية تعتمد على استخدام نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لتدريب نماذج أصغر وأقل تكلفة.
🔹 هذه الطريقة شائعة بين الشركات الناشئة وحتى بعض المؤسسات الأكاديمية، لكنها تصبح غير قانونية إذا تم استخدامها لتطوير نموذج منافس بحجم شات جي بي تي.
🔹 وفقًا لتحقيقات “مايكروسوفت”، فإن استهلاك البيانات الذي تم رصده مرتبط بحسابات في الصين، وهو ما عزّز الشكوك حول “ديب سيك”.
موقف أوبن إيه آي: هل يمكن مقاضاة “ديب سيك”؟
🚫 رسميًا، لا تحظر “أوبن إيه آي” استخدام التقطير، لكنها تفرض شروطًا صارمة على كيفية استخدام واجهتها البرمجية.
🚫 إذا ثبت أن “ديب سيك” استخدمت هذه التقنية لإنتاج نموذج منافس بحجم شات جي بي تي، فقد يكون ذلك انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية.
🚫 حتى الآن، لم تصدر “أوبن إيه آي” أو “مايكروسوفت” بيانًا رسميًا، لكن من المتوقع إجراء قانوني في المستقبل القريب.
دور الحكومة الأميركية في الأزمة
💬 الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف ظهور “ديب سيك” بأنه “جرس إنذار” للشركات الأميركية، حتى قبل أن تصدر “أوبن إيه آي” نتائج تحقيقاتها.
📌 تشير التقارير إلى أن واشنطن تدرس فرض عقوبات على الشركات الصينية المتورطة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الأميركية بطرق غير قانونية.
📌 ديفيد ساكس، مستشار سابق لإدارة ترامب، أكد أن الحكومة ستتخذ خطوات صارمة إذا ثبتت الاتهامات ضد “ديب سيك”.
هل ستمنع أميركا “ديب سيك”؟
🔸 من المحتمل أن تسعى “أوبن إيه آي” لفرض قيود على استخدام واجهتها البرمجية لمنع حدوث حالات مشابهة في المستقبل.
🔸 قد تتجه الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الصين في قطاع الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من تصاعد الحرب التكنولوجية بين البلدين.

الخلاصة: هل “ديب سيك” ابتكار حقيقي أم مجرد استنساخ غير شرعي؟
يبدو أن “ديب سيك” قدم نموذجًا مثيرًا يهدد هيمنة “أوبن إيه آي” على سوق الذكاء الاصطناعي. ولكن إذا كانت الاتهامات صحيحة، فقد تواجه عواقب قانونية وعقوبات تعرقل انتشارها.
🔹 إذا ثبت أن “ديب سيك” استفادت بشكل غير قانوني من بيانات “أوبن إيه آي”، فقد تؤدي هذه القضية إلى إعادة تشكيل سوق الذكاء الاصطناعي عالميًا.
🔹 في المقابل، إذا كانت “ديب سيك” نجحت بتطوير تقنيتها الخاصة بكلفة أقل، فقد يكون هذا بمثابة ثورة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
👀 في انتظار نتائج التحقيقات، يبقى السؤال الأهم:
هل كانت “ديب سيك” مجرد منافس جديد، أم أنها تجاوزت الخط الأحمر؟
المصدر : مواقع إلكترونية