النقاط الرئيسية
- اختراق علمي أعاد شباب الخلايا الجذعية المكوّنة للدم لدى الفئران.
- العلاج استهدف الليزوزومات وأعاد حموضتها ونشاطها الطبيعي.
- قدرة إنتاج خلايا الدم الجديدة ارتفعت ثماني مرات بعد العلاج.
على الرغم من عقود من الأبحاث التي ربطت التقدم في العمر بتراجع وظائف أعضاء الجسم، جاء اكتشاف طبي جديد ليهزّ هذه القاعدة: قد لا تكون الشيخوخة مصيرًا ثابتًا، بل حالة بيولوجية قابلة للعلاج.
حاليًا، يتجه فريق من العلماء نحو اتجاه جديد: التركيز على الخلايا الجذعية المكوّنة للدم، وهي الخلايا المسؤولة عن الجهاز المناعي وتجديد خلايا الدم. كل خلل فيها ينعكس مباشرة على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، ويزيد فرص الإصابة بالسرطان وفقر الدم وأمراض الشيخوخة الأخرى.
كيف اكتشف العلماء بوابة العودة إلى “الشباب الخلوي”؟
تقوم الفكرة على جزء صغير داخل الخلية يُسمّى الليزوزوم، أو “مركز إعادة التدوير”. مع التقدم في العمر، يختل عمل هذا الجزء الحيوي، فيصبح أكثر حموضة ويبدأ في تعطيل وظائف الخلية، مما يجعلها “عجوزة” وغير فعّالة.
لكن فريقًا بحثيًا من عدة جامعات توصل إلى طريقة “لتهدئة” هذه الليزوزومات وإعادة ضبطها عبر مادة كيميائية محددة استطاعت — وللمرة الأولى — إعادة الخلايا الجذعية المسنّة إلى نمطها الشبابي الطبيعي.
ماذا حدث عندما جُرّب العلاج على الفئران؟
- عادت درجة الحموضة داخل الليزوزوم إلى مستويات صحية.
- توقّف النشاط المفرط للخلايا المسنّة.
- ازدادت قدرة الخلايا على إنتاج دم جديد ثماني مرات.
- استعادت الخلايا سلوكها “الشاب” القائم على الاستقرار والتجدد.
- تحسنت كفاءة الجهاز المناعي بشكل لافت.
هذه الأرقام، رغم أنها جاءت من تجارب على الفئران، تفتح الباب أمام إمكانية تطبيق المبدأ نفسه على البشر.
لماذا يُعتبر هذا الاختراق مختلفًا؟
أغلب الأبحاث الطبية السابقة ركّزت على “إبطاء” الشيخوخة، وليس “عكسها”. أما هذا الاختراق، فهو يستهدف السبب الجذري:
خلل الليزوزومات داخل الخلايا الجذعية المكوّنة للدم.
بمجرد إعادة ضبط هذا الخلل، تتصرف الخلايا كما لو أنها “عادت بالزمن” إلى مرحلة الشباب. هذا لا يؤثر فقط على الدم، بل على الجهاز المناعي بأكمله، ما يعني — نظريًا — تحسين مقاومة الجسم للأمراض المرتبطة بالعمر.
العديد من العلماء يرون أن هذا النوع من الأبحاث قد يقود إلى طب تجديدي جديد كليًا، يعالج الشيخوخة من داخل الخلايا بدلًا من معالجة نتائجها فقط.
ردود فعل أولية من المجتمع العلمي
بعض الباحثين وصفوا الاكتشاف بـ”الخطوة الأولى نحو علاجات تعيد الشباب الخلوي”. في حين دعا آخرون إلى التمهّل، لأن الانتقال من الفئران إلى البشر يتطلب سنوات من التجارب الدقيقة.
ومع ذلك، هناك إجماع على أن الفكرة نفسها ثورية، وتغيّر طريقة التفكير في الشيخوخة، من “مشكلة لا يمكن عكسها” إلى “خلل قابل للإصلاح”.
المصدر:
ScienceAlert
الأسئلة الشائعة
هل يُمكن تطبيق هذا العلاج على البشر قريبًا؟
التجارب الحالية ناجحة على الفئران، لكن تطبيقها على البشر يحتاج سنوات من الأبحاث السريرية لضمان الأمان والفعالية.
ما الهدف من إعادة تنشيط الخلايا الجذعية؟
تحسين إنتاج خلايا الدم وتعزيز المناعة، مما يخفف آثار الشيخوخة ويقلل الأمراض المرتبطة بها.
هل يعني هذا أننا اقتربنا من علاج الشيخوخة؟
يمكن اعتبار هذا خطوة مهمة، لكنها ليست علاجًا نهائيًا بعد؛ هو فتح نافذة أمل لمقاربات جديدة.
ما علاقة الليزوزومات بالشيخوخة؟
الليزوزومات مسؤولة عن تنظيف الخلية، وعندما يختل عملها تتراكم الجزيئات المتعبة وتُسرّع الشيخوخة.
هل لهذه المادة الكيميائية آثار جانبية؟
لم يُثبت ذلك بعد، وما زالت التجارب محصورة بالحيوانات.
