النقاط الرئيسية
- HologramOS هو الجيل الثالث من أنظمة التشغيل، مبني على التفاعل المكاني بدل الشاشات.
- Apple وMeta تمتلكان المسار الأقوى تقنيًا لدخول هذا العالم، لكنهما تحملان فلسفتين متناقضتين.
- المعركة الحقيقية ستكون على المعايير، المتاجر، والهوية الرقمية للهولوغرامات.
من فترة طويلة والعالم يتكهّن حول الجهاز التالي بعد الهاتف الذكي. كل جيل تقني كان يبدأ بسؤال بسيط: ما الذي يأتي بعد الشاشة؟
ومع تراكم تسريبات الشركات، وتصاعد سباق النظارات الذكية، بات واضحًا أن المعركة الحقيقية المقبلة لن تكون حول “هاتف أقوى” أو “كاميرا أفضل”، بل حول من يكتب نظام التشغيل الذي سيحكم الطبقة الرقمية فوق حياتنا اليومية—طبقة الهولوغرام.
اليوم، تتقدّم فكرة HologramOS كمنصة مستقبلية كاملة: نظام تشغيل لا يعتمد على شاشة، بل على الفضاء من حولك.
وهنا تبدأ شرارة معركة جديدة بين Apple وMeta… تختلف جذريًا عن كل ما سبق.
ما هو HologramOS؟ نظام يُدار فيه الفضاء بدل الشاشة

في أنظمة الهواتف، كل شيء يدور حول شاشة مستطيلة. لكن HologramOS يُغيّر النموذج كاملًا:
- الواجهة: الهواء، الغرفة، البيئة من حولك.
- التفاعل: نظرات العين، حركة اليد، الأوامر الصوتية.
- المحتوى: مجسمات ثلاثية تُثبت في مكانك، تتحرك معك، وتتفاعل مع الأشخاص حولك.
بدل تطبيق الطقس، سترى “سحابة صغيرة” معلّقة في غرفتك. وبدل الملاحظات، ستجد ملصقات ثلاثية على الجدار.
إنه نظام تشغيل عوالم ثلاثية الأبعاد… وليس “صفحات”.
لماذا Apple وMeta هما الطرفان الوحيدان المؤهلان؟

أبل: الجودة المغلقة + Vision Pro
- خبرة ضخمة في الأجهزة المتكاملة.
- visionOS جاهز ليصبح “النسخة الأولى البدائية” من HologramOS.
- تجربة دقيقة وغنية، حتى لو كانت مغلقة.
اقرأ أيضاً:
Meta: الميتافيرس + الهيمنة الاجتماعية
- تملك Quest، أكبر قاعدة مستخدمين في الواقع الافتراضي.
- تعتمد على الشبكات الاجتماعية كمحرك أساسي.
- تدفع بقوة نحو فضاء اجتماعي مشترك دائمًا.
الفلسفتان متناقضتان… ومسألة وقت قبل أن يصطدما مباشرة.
ما الذي يجعل HologramOS مختلفًا تمامًا عن iOS وأندرويد؟

1) طريقة التفاعل
- لا شاشة → مساحة.
- لا لمس → إيماءات + عين + صوت.
2) تطبيقات ثلاثية الأبعاد
- ليست صفحات بل كائنات وثيقة (Holographic Objects).
- تعيش على مكتبك، في مطبخك، على الجدار.
3) تجربة متعددة المستخدمين بشكل افتراضي
أي شخص بجانبك قد يرى نفس الهولوغرام ويتفاعل معه من زاوية مختلفة.
هذه ليست تجربة شخصية فقط…
بل تجربة “مشتركة”.
حروب الصور المُجسّمة: ما شكلها؟
أولًا: حرب المعايير Standards
- أبل ستدفع بمعيار مغلق.
- Meta ستقاتل من أجل معيار مفتوح اجتماعيًا.
ثانيًا: حرب المتاجر
- متجر أبل: منظم، صارم، باهظ الرسوم.
- متجر Meta: مفتوح، بأسعار أقل، موجه نحو الترفيه والاجتماعات.
ثالثًا: حرب الهوية الافتراضية
من يملك هويتك الهولوغرافية يملك:
- محادثاتك
- اجتماعاتك
- ملابسك الرقمية
- الأصدقاء الذين يراكُم في نفس المساحة
وهذه أغلى من أي جهاز.
التحديات قبل الوصول للجيل الهولوغرافي
- الأجهزة ثقيلة ومكلفة.
- عمر البطارية لا يزال ضعيفًا.
- تحتاج المدن إلى 5G/6G + Edge Computing لبث الهولوغرامات بجودة عالية.
- قوانين الخصوصية ستفرض معارك جديدة على الاستخدام العام للنظارات.
سيناريو: اليوم الأول بعد إطلاق HologramOS

تستيقظ صباحًا… دون أن تبحث عن هاتفك.
فور فتح عينيك، تظهر واجهة خفيفة في الهواء فوق السرير:
- ساعة ثلاثية الأبعاد تطفو أمامك.
- حالة الطقس على شكل سحابة شفافة.
- جدولك اليومي يظهر كلوحة معلّقة في زاوية الغرفة.
تمشي للمطبخ؛ في الهواء فوق الطاولة، يشتعل “مساعد هولوغرافي” يرحّب بك.
تنظر إلى فنجان القهوة، فيتعرف النظام على مزاجك ويعرض رسالة قصيرة:
“لديك اجتماع بعد 40 دقيقة… هل تريد تعديل الإضاءة في غرفة المكتب؟”
يدخل صديقك الغرفة عبر هولوغرام ثلاثي كامل الحجم… ليس مكالمة فيديو.
تشعر وكأنه يقف أمامك.
تفتح مجسم المشروع على الطاولة؛ يتحول إلى نموذج 3D يمكنك لمسه وتحريكه.
تصل رسالة من الواتساب… تظهر كفقاعة صغيرة تطفو قرب يدك.
الهاتف؟
موجود… لكنك لم تعد تحتاجه.
إلى أين يمكن أن يصل هذا الصراع؟
على المدى القريب (5–7 سنوات):
- أبل تتسيّد التجربة الفاخرة.
- Meta تتسيّد الجانب الاجتماعي وتخفض الأسعار.
على المدى البعيد (10–15 سنة):
- قد نرى عالمين متوازيين:
- HologramOS-Apple: راقٍ، مغلق، متقن.
- HologramOS-Meta: اجتماعي، واسع الانتشار، أقل تكلفة.
والسؤال الأكبر يصبح:
من سيضع قواعد العيش في الطبقة الهولوغرافية فوق العالم الحقيقي؟
