النقاط الرئيسية
- علماء أمريكيون وألمان يكتشفون 24 كوكبًا خارجيًا يحتمل أن تكون أكثر ملاءمة للحياة من الأرض.
- الكواكب المرشحة “فائقة السكن” (Superhabitable) أكبر وأدفأ وأكثر رطوبة بقليل من الأرض.
- النجوم القزمة من الفئة K، ذات العمر الأطول (20-70 مليار سنة)، هي الأفضل لدعم تطور الحياة المعقدة.
- الحجم الأمثل للكواكب المرشحة يتراوح بين 10% إلى 50% أكبر من الأرض للحفاظ على حرارتها وغلافها الجوي.
- التلسكوبات الفضائية المستقبلية مثل جيمس ويب و LUVIOR و PLATO ستلعب دوراً رئيسياً في استكشاف هذه الكواكب.
- يجب ألا يقتصر البحث على “أرض ثانية” بل يشمل كواكب ذات ظروف قد تكون مثالية لتطور الحياة المعقدة.
توصلت دراسة مشتركة بين علماء أحياء فلكية أميركيين وألمان إلى نتائج مثيرة تُشير إلى وجود كواكب خارجية قد تكون “أكثر ملاءمة للحياة” من كوكب الأرض نفسه. هذا البحث، الذي نُشرت نتائجه في مجلة Astrobiology، يفتح آفاقًا جديدة في سعي البشرية للبحث عن حياة خارج كوكبنا الأزرق.
معايير البحث عن “كواكب قابلة للسكن” (Superhabitable Planets):
قام الباحثون بتحليل بيانات 4500 كوكب خارجي معروف، مع التركيز على عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة والظروف البيئية الأخرى. بناءً على هذا التحليل، تم تحديد 24 كوكبًا مرشحًا يُحتمل أن تكون “أفضل من الأرض” في دعم الحياة المعقدة. هذه الكواكب تتشارك في بعض الخصائص المميزة:
- العمر الأطول: جميع الكواكب أكبر سنًا بقليل من الأرض وتدور حول نجوم ذات عمر أطول من شمسنا، مما يمنح الحياة مزيدًا من الوقت للتطور.
- الحجم والكتلة المثاليان: تتراوح أحجام هذه الكواكب بين 10% إلى 50% أكبر من الأرض. يُعتقد أن الكواكب الأكبر قليلاً يمكنها الحفاظ على تسخينها الداخلي (نتيجة الاضمحلال الإشعاعي) لفترة أطول، بالإضافة إلى الاحتفاظ بغلاف جوي مستقر بفضل جاذبيتها الأقوى.
- الدفء والرطوبة: تُفضل هذه الكواكب أن تكون أكثر دفئًا ورطوبة بقليل من الأرض (حوالي 5 درجات مئوية أعلى)، حيث تُظهر مناطق الغابات المطيرة على الأرض تنوعًا بيولوجيًا أكبر بكثير.
أهمية النجوم القزمة من الفئة K في دعم الحياة الطويلة:
أثناء البحث، اهتم العلماء بشكل خاص بالنجوم القزمة من الفئة K. على الرغم من أن شمسنا (من الفئة G) تدعم الحياة على الأرض، إلا أن عمرها قصير نسبيًا (أقل من 10 مليارات سنة). بما أن تطور الحياة المعقدة على الأرض استغرق ما يقرب من 4 مليارات سنة، فإن نجومًا مثل شمسنا قد لا تتيح وقتًا كافيًا.
في المقابل، تتمتع النجوم القزمة من الفئة K، والتي تُعرف بكونها أكثر برودة وأقل كتلة وأقل سطوعًا، بعمر أطول بكثير يتراوح بين 20 إلى 70 مليار سنة. هذا يمنح الكواكب التي تدور حولها فرصة أكبر لتطور الحياة إلى أشكال معقدة على مدى مليارات السنين.
تلسكوبات فضائية مستقبلية لاستكشاف هذه الكواكب:
على الرغم من أن هذه الكواكب الـ 24 تقع على بعد أكثر من مائة سنة ضوئية، إلا أن العلماء متفائلون بإمكانية استكشافها في المستقبل القريب. ستلعب تلسكوبات الفضاء الحديثة والمستقبلية دورًا حاسمًا في هذا المسعى:
- تلسكوب جيمس ويب الفضائي (James Webb Space Telescope): قادر على تحليل الأغلفة الجوية للكواكب البعيدة.
- تلسكوب LUVOIR التابع لناسا: تلسكوب مقترح مصمم للبحث عن الحياة خارج الأرض.
- تلسكوب PLATO التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA): يهدف إلى اكتشاف وتوصيف الكواكب الخارجية الصالحة للسكن.
شدد البروفيسور ديرك شولتز-ماكوتش، مدير البحث من جامعة واشنطن، على أهمية عدم الاقتصار على
البحث عن “أرض ثانية” بالضبط، بل توسيع نطاق البحث ليشمل كواكب قد تكون “أكثر ملاءمة للحياة من كوكبنا”، لأن فهمنا للظروف المثالية للحياة قد يتغير مع الاكتشافات الجديدة.
اقرأ أيضاً:
تحديد المنطقة الصالحة للسكن وتجنب الجفاف الكوكبي:
اختار الباحثون أنظمة نجمية تقع كواكبها الشبيهة بالأرض ضمن “المنطقة الصالحة للسكن” حيث يمكن أن يتواجد الماء السائل. كما أشاروا إلى أن الفترة المثلى لتطور الحياة على هذه الكواكب هي من 5 إلى 8 مليارات سنة. بعد هذه الفترة، يُرجح أن تجف الحرارة الجوفية الداخلية للكواكب، مما يؤدي إلى اختفاء المجال المغناطيسي الواقي والغلاف الجوي، وبالتالي نهاية الظروف الملائمة للحياة.
من المهم التأكيد أن وصف هذه الكواكب بأنها “فائقة السكن” لا يعني بالضرورة وجود حياة عليها بالفعل، بل يشير إلى أن الظروف المحتملة فيها قد تكون أكثر ملاءمة لتطور الحياة المعقدة مقارنة بظروف كوكبنا.
المصادر:
- مجلة Astrobiology
- وكالة Sputnik News الإخبارية
- جامعة University of Washington الأمريكية
