النقاط الرئيسية
- 15 قتيلًا وعشرات المصابين بسبب فيضانات مفاجئة في وسط فيتنام.
- غرق نحو 20 ألف منزل ونزوح آلاف السكان لمناطق مرتفعة.
- انهيارات أرضية أغلقت الطرق وأعاقت فرق الإنقاذ.
- توقعات بوصول الأمطار إلى 400 مليمتر خلال الساعات المقبلة.
- تحليل ميتالسي يوضح أسباب تكرار الكوارث المناخية في فيتنام.
شهدت فيتنام خلال الأيام الأخيرة واحدة من أسوأ موجات الطقس هذا العام، بعدما تسببت الأمطار غير المعتادة في فيضانات واسعة وانهيارات أرضية أودت بحياة 15 شخصًا على الأقل، وأجبرت الآلاف على مغادرة منازلهم. وفي الوقت الذي تحاول السلطات إحصاء حجم الأضرار، ما تزال السماء ترسل المزيد من الأمطار على المناطق المنكوبة، مما يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ.
مناطق غارقة بالكامل خلال ساعات
وفق بيانات الهيئات المحلية، تعرضت مدن عدة في وسط فيتنام لهطولات تجاوزت المعدلات الموسمية بأضعاف. ومع حلول مساء الثلاثاء، كانت المياه قد اجتاحت نحو 20 ألف منزل، بعضها غرق كليًا، ما دفع العائلات إلى الاحتماء بأسطح المنازل والأبراج المرتفعة بانتظار قوارب الإنقاذ.
وفي مدينة كوي نون، ارتفع منسوب المياه إلى أكثر من مترين في بعض الأحياء، لتتحول الشوارع خلال ساعات إلى مجرى واحد كبير من المياه الموحلة.
ضحايا في الطرق والجبال
خلال ذروة الأمطار، علقت حافلة صغيرة في انهيار أرضي أدى إلى دفنها تحت الصخور، ما أسفر عن ست وفيات. كما لقي سائق شاحنة مصرعه بعد أن جرفه التيار أثناء محاولة عبور طريق أغرقته المياه.
وتشير فرق الإنقاذ إلى أن بعض المناطق الجبلية أصبحت شبه معزولة بسبب الانهيارات، الأمر الذي يعطل إيصال المساعدات.
تعطل الطرق وارتفاع المخاطر
السلطات أوضحت أن العديد من الطرق بين المحافظات مغلقة حاليًا بسبب تساقط الصخور. وقد أدى ذلك إلى توقف حركة الشاحنات التي تنقل الغذاء والمساعدات، في وقت تزداد فيه الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين.
ويحذر خبراء البيئة من أن التربة في هذه المناطق أصبحت مشبعة بالمياه إلى حد خطير، ما يجعل أي هطول جديد عاملًا مباشرًا لتكرار الانهيارات.
توقعات طقس أكثر قسوة
المركز الوطني للأرصاد الجوية أكد أن الأمطار لن تتوقف قبل نهاية الأربعاء، مع توقعات بوصول بعض المناطق إلى 400 مليمتر من الهطول. وتدعو السلطات السكان إلى البقاء في أماكن مرتفعة قدر الإمكان، وتجنب الطرق الجبلية أو المعابر المائية.
لماذا تتكرر الكوارث المناخية في فيتنام؟
فيتنام واحدة من أكثر دول آسيا تعرضًا للفيضانات، لعدة أسباب متداخلة:
- التغير المناخي: زيادة حِدّة الأعاصير والهطولات غير المنتظمة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميًا.
- الكثافة السكانية العالية في المناطق الساحلية: ملايين السكان يقيمون قرب الأنهار والمحيط، ما يضاعف حجم الخسائر عند كل حدث مناخي.
- البنية التحتية المحدودة: رغم التطور الاقتصادي، ما تزال أنظمة تصريف المياه والسدود تواجه ضغطًا كبيرًا في مثل هذه الظروف.
- الزراعة الواسعة في الدلتا: الأراضي الزراعية الرطبة تتشبع سريعًا بالمياه، مما يساعد على حدوث الانهيارات الأرضية.
من منظور اقتصادي، تشير تقديرات البنك الآسيوي للتنمية إلى أن فيتنام تخسر سنويًا نحو 1.5% من ناتجها المحلي بسبب الكوارث الطبيعية. وإذا استمرت الظواهر المناخية الشديدة في التزايد، فقد تواجه البلاد تحديات بنيوية طويلة المدى في الإعمار والإنقاذ.
المصدر
وكالات أنباء عالمية – تقارير محلية في فيتنام