النقاط الرئيسية
- هولندا تُعيد فتح قنوات التواصل الرسمية مع دمشق لأول مرة منذ 16 عامًا.
- رفع دعم العودة الطوعية إلى 5000 يورو للبالغين و2500 يورو للقاصرين.
- دمشق تشدد على أن العودة يجب أن تكون طوعية فقط وليس ترحيلًا قسريًا.
في خطوة هي الأولى منذ عام 2009، قامت وزيرة الدولة الهولندية لشؤون التجارة الخارجية والمساعدات التنموية أوكه دي فريس بزيارة رسمية إلى دمشق، حيث التقت بمسؤولين من الحكومة السورية، في إطار مناقشة مستقبل اللاجئين السوريين المقيمين في هولندا، وإمكانية عودتهم إلى وطنهم.
الزيارة التي وُصفت بأنها “تاريخية” من قبل وسائل الإعلام الهولندية، حملت معها رسائل سياسية وإنسانية معقدة، تتعلق بموقف هولندا من الملف السوري بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية.
دعم العودة الطوعية يصل إلى 5000 يورو
أعلنت الحكومة الهولندية رفع الدعم المالي المخصص لمن يرغب في العودة الطوعية إلى سوريا إلى 5000 يورو للبالغ و2500 يورو للقاصر، بالإضافة إلى تذكرة السفر المجانية.
ويُدار هذا البرنامج عبر مصلحة العودة والمغادرة الهولندية (DT&V)، التي فتحت باب التسجيل بين 17 نوفمبر 2025 و1 يناير 2026.
وتأتي الخطوة ضمن محاولة تشجيع السوريين على العودة الطوعية بدل البقاء في مراكز اللجوء المكتظة.
كما نُظمت في سبتمبر الماضي أول رحلة جماعية للعائدين، ضمّت نحو 84 سوريًا، وحصلوا على دعم مالي أقل بقليل من المبالغ الجديدة (2800 يورو للبالغ و1650 يورو للطفل).
أكثر من 800 سوري عادوا هذا العام

وفقًا لتقارير رسمية من NOS وDutchNews، بلغ عدد السوريين الذين عادوا طوعًا إلى بلادهم خلال عام 2025 نحو 800 شخص حتى أكتوبر.
ويُتوقع أن تزداد هذه الأعداد مع إطلاق البرنامج الجديد الذي يرفع قيمة الحوافز المالية.
مع ذلك، تشير وزارة الهجرة إلى أن البلاد ما تزال تُقيّم كل طلب لجوء بشكل فردي منذ يونيو الماضي، ولا تُرفض إلا الطلبات التي لا تُثبت وجود خطر مباشر على المتقدم.
دمشق: “العودة القسرية ستُسبب أزمة”
من الجانب السوري، أكدت الوزيرة هند عبود قبوات، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية، أن العودة يجب أن تكون طوعية فقط. محذرة من أن الترحيل القسري قد “يتسبب بأزمة إنسانية داخل البلاد”.
وقالت قبوات في تصريح لهيئة الإذاعة الهولندية NOS:
“سوريا بحاجة إلى كل اللاجئين، لكن عودتهم يجب أن تكون قرارًا شخصيًا. لا يمكننا أن نطلب من الناس العودة بينما ما تزال هناك مدن مدمرة ومدارس مغلقة.”
وأضافت أن دمشق ترى في هولندا نموذجًا في القانون الدولي والإنساني. مشيدة بالسوريين المقيمين في أوروبا الذين اكتسبوا خبرات ومعارف يحتاجها وطنهم مستقبلًا.
معضلة العودة بين الواقع والسياسة
تواجه أوروبا اليوم معضلة مزدوجة: من جهة، تسعى الحكومات إلى تقليص أعباء اللجوء. ومن جهة أخرى، لا تزال الظروف في سوريا غير مستقرة بما يكفي لاعتبارها “آمنة” لجميع الفئات.
ومع أن هولندا صرّحت بأن “البلاد أصبحت آمنة لغالبية السوريين”. فإن تقارير الهجرة تستثني فئات محددة مثل مجتمع الميم (LGBTIQ+) وبعض الأقليات، معتبرةً أنهم ما زالوا عرضة لمخاطر أمنية.
المصدر:
- NOS
- DutchNews
- DT&V
