النقاط الرئيسية
- إطلاق X لسوق جديد لبيع الأسماء غير النشطة بأسعار تبدأ من 2500 دولار وتصل إلى مليون دولار لأسماء نادرة.
- الأسماء العادية تُتاح لمشتركي Premium + مجاناً ضمن شروط الاشتراك.
- الهدف تعويض تراجع الإعلانات وتحويل الهوية الرقمية إلى أصل قابل للبيع والاستثمار.
في تطورٍ لافت ضمن عالم الشبكات الاجتماعية، أعلنت X، المعروفة سابقاً بـ “تويتر”، عن إطلاق ما أسمته “سوق الأسماء” (Handle Marketplace)، حيث تتيح للمشتركين في خطتي Premium+ و Premium Business طلب أو شراء أسماء مستخدمين غير نشطة.
ما لفت الانتباه هو تقسيم الأسماء إلى فئتين:
- Priority Handles – غالباً أسماء “واقعية” أو عبارات متعددة الكلمات، تُعرض مجانًا لمشتركي الخطة المميزة، مع شرط بقاء الاشتراك نشطاً.
- Rare Handles – أسماء نادرة، قصيرة، أو تمتلك دلالة ثقافية/علامة تجارية، تُطرح إما عبر “إسقاط عام” أو عبر دعوات مباشرة، بأسعار تبدأ من نحو 2 500 دولار وقد تتجاوز المليون.
فيما يلي تحليل مُفصّل لهذا التحوّل، أسباب ظهوره، انعكاساته، وما الذي ينتظرنا في المستقبل.
لماذا تفعل X ذلك الآن؟
1. ضغط الإيرادات الإعلانية وتراجعها
منذ استحواذ Elon Musk على المنصة، تواجه X تراجعاً في بعض الإيرادات التقليدية من الإعلانات. هذا يدفعها إلى البحث عن “منافع اشتراك جديدة”.
2. تحرير مخزون كبير من الأسماء غير النشطة
على مدى أكثر من عقدين، تراكمت أعداد ضخمة من أسماء المستخدمين غير الفعّالة أو غير المستخدمة ضمن X / تويتر. بدل أن تظل “محجوزة” دون جدوى، أصبحت المنصة ترى فيها “أرضاً صالحة” للاستثمار الرقمي.
3. تحويل الهوية الرقمية إلى ميزة تنافسية
في عصر التأثير الرقمي والعلامات التجارية الشخصية، أصبح الحصول على اسم مستخدم قصير أو مميز (مثل @Pizza أو @One) يؤمن “نقطة هوية” قوية. X تستفيد من ذلك عبر تسييل هذه الهوية.
4. تعزيز الاشتراكات المدفوعة
بإعطاء مشتركين Premium إمكانية “تغيير اسمهم” إلى شيء نادر، فإن المنصة تمنحهم حافزاً للبقاء مشتركين أو ترقية خطتهم، وبالتالي تثبيت الإيرادات المتكرّرة.
كيف تعمل العملية؟
- المشتركون المؤهلون (Premium+ و Premium Business) يدخلون إلى السوق ويستعرضون قائمة الأسماء المتاحة أو يسجّلون اهتماماً باسم معيّن.
- عند اختيار اسم من فئة Priority، قد يحصل عليه مجاناً (ضمن الاشتراك) لكن يشترط أن يبقى الاشتراك نشطاً، وإذا خفّض أو أوقف الاشتراك، يعود الاسم الأصلي بعد فترة سماح (حوالي 30 يوماً).
- أما الأسماء من فئة Rare، فإما تُطرح عبر “إسقاط عام” حيث يتقدّم عدد من المشترين المحتملين ويُختار الفائز بناءً على معايير مثل النشاط أو تأثير الحساب أو الاستخدام المقصود، أو تُباع بالدعوة المباشرة بسعر ثابت.
- بعد النقل، يعود الاسم القديم للحساب ليُجمّد، ولا يُتاح للآخرين فوراً لتجنّب المضاربة أو التحكم الآلي.
ما الذي يعنيه هذا للمستخدمين والعلامات التجارية؟
للمستخدم العادي / المؤثر:
- فرصة للحصول على اسم مستخدم “نظيف” أو أكثر احترافية (مثلاً اسم حقيقي بدلاً من @JohnSmith123).
- خيار لتطوير “علامة شخصية” أقوى، خصوصاً إن كان الاسم قصيراً وسهل التذكّر.
- لكن هناك مخاطرة: إذا خفّض الاشتراك أو إنتهى، فقد تخسر هذا الاسم وتعود للاسم الأصلي.
للعلامات التجارية والشركات:
- إمكانية تأمين أسماء مميزة مرتبطة بالعلامة (مثلاً @BrandName فقط دون إضافات).
- تعزيز التواجد الرقمي والمصداقية عبر اسم مستخدم احترافي.
- تكلفة عالية لبعض الأسماء النادرة، لكنها قد تُبرّرها القيمة التسويقية والتميّز.
للمجتمع الرقمي ولوبيات الأسماء:
- تحوّل اقتصادي للهوية الرقمية: الأمر لم يعد فقط تخصّص اسم، بل شراء/مضاربة.
- فتح باب للمضارَبة أو التأثير على “سوق الأسماء” الرقمية – مما قد يولّد آثاراً جانبية من نوع “احتكار الأسماء”.
تحليل وتقييم – هل هو ابتكار ذكي أم خطوة مثيرة للجدل؟
الإيجابيات:
- ابتكار موّجه للإيرادات: شبكة ضخمة مثل X بحاجة لطرق جديدة لعائداتها، وفتح سوق الأسماء يبدو مساراً مبتكراً.
- تحفيز للنشاط: قد يشجّع المستخدمين على الاشتراك والخضوع لشروط المنصة، مما يزيد من ولاء المستخدمين.
- إعادة توزيع الأصول الرقمية: الأسماء غير النشطة كانت “مودعة” بلا فائدة، والآن تُستخدم مما قد يزيد من ديناميكية المنصة.
السلبيات والمخاوف:
- تحوّل الهوية الرقمية إلى “سلعة فاخرة”: ما كان متاحاً للجميع بالمجان سابقاً، قد يصبح حكراً لمن يدفع، مما يثير قضايا عدالة.
- مخاطر مضاربة أو احتكار: قد تنشأ شبكة من الوسطاء أو مستخدمين يحتفظون بأسماء فقط للربح أو المضاربة.
- تأثير على المستخدم العادي: ربما يفقد المستخدم العادي فرصة اسم مستخدم مناسب إن تقلّصت الخيارات.
- مخاوف الأمان والخصوصية: تغيير الأسماء يمكن أن يُستغل للتنكر أو التشويش على المستخدمين إذا لم تُطبّق معايير صارمة. من الدراسات الأكاديمية نعلم أن “المُحجوزات” (username squatting) تُشكّل مشكلة كبيرة في الشبكات الاجتماعية.
وجهة نظر الشخصية:
أرى أن خطوة X تُمثّل تحوّلاً مهمّاً في مفهوم “الهوية الرقمية” — فبينما كانت اسم المستخدم يوماً ما مجرد خيار أو وسيلة للتواصل، أصبحت اليوم تُعتبر “أصل رقمي” يمكن تسعيره وتداولَه.
لكن لتحقيق النجاح على نحو مستدام، يجب على X أن تطبّق ضوابط قوية (شفافية الأسعار، معايير إعطاء الأسماء، منع المضاربة، وضمان عدالة الوصول). وإلا، قد تتحول إلى ساحة احتكار وليست منصة تواصل مفتوحة.
أمثلة عملية وردود فعل المستخدمين
- مستخدم في الهند أوضح عبر أحد المواقع: “إذا استطعت الحصول على @One أو @Global – فسأعدّها استثماراً طويل الأمد”.
- تحليل في وسائل الإعلام التقنية يشير إلى أن X تعرّف هذا السوق بأنه “industry-first” في شبكات التواصل الاجتماعي.
- من جهة الأمان، الدراسة الأكاديمية المشار إليها أعلاه أوضحت أن الأسماء غير المستخدمة أو المحجوزة تشكّل بؤراً للانتحال أو التداخل – وهو ما يعزّز أهمية إعادة توزيعها بنظام يُدار بحكمة.
ما الذي ينتظرنا في المستقبل؟
اتجاهات محتملة:
- ارتفاع كبير في أسعار بعض الأسماء النادرة: مع ازدياد وعي العلامات التجارية الرقمية، قد نشهد أسماء تُباع بملايين الدولارات.
- ظهور سوق ثانوية أو تجاريّة للاحتفاظ أو تداول الأسماء: قد يُسمح بالمزيد من العمليات عبر X أو خارجها، ما قد يشكّل اقتصاداً فرعياً.
- حوسبة التقييمات والتحليل لطلب الأسماء: ربما تستخدم X بيانات تحليلية أو ذكاءً اصطناعياً لتقييم “قيمة” الاسم قبل عرضه.
- تشريعات أو سياسة تنظيمية محتملة: مع تحوّل هذه الممارسات إلى جزء من “الاقتصاد الرقمي”، قد تطرح جهات قانونية أو تنظيمية أسئلة حول الحقوق، الملكية، والمضاربة.
- تأثير مباشر على المستخدم العادي: قد يصبح اقتناء اسم مستخدم مناسب جزءاً من تكلفة “الإنتاج الرقمي” أو “بناء العلامة الشخصية”، مما يعيد تشكيل توقعات المستخدمين.
ماذا يعني الأمر لك قارئنا؟
- إن كنت فرداً أو مؤثّراً أو صاحب علامة تجارية صغيرة: فهذه فرصة لتفكير استراتيجي في اختيار اسم مستخدم احترافي – لكن احذر من أن تُستدعى أسعار أو الاشتراكات العالية.
- إن كنت مستخدماً عادياً: فقد ترغب بمراجعة اسمك الحالي، والتفكير فيما إذا كان تغيير الاسم عبر الاشتراك المميز يستحق الاستثمار أو لا.
- إن كنت مهتماً بالاقتصاد الرقمي أو ريادة الأعمال التقنية: فهذه ظاهرة تستحق الرصد لأنها تفتح باباً جديداً في “الأصول الرقمية” وما حولها من نماذج أعمال.
المصدر:
- SocialMediaToday
- MoneyControl
- FindArticles
- Bluewin
