النقاط الرئيسية
- OpenAI تستعد لإطلاق تحديث جديد أكثر مرونة لـ ChatGPT
- المستخدم سيتمكن من اختيار شخصية المساعد ونبرة المحادثة
- نظام تحقق عمري جديد قد يتيح محتوى خاصًا للبالغين الموثقين
في خطوة جديدة تؤكد سعي OpenAI لتطوير تجربة الذكاء الاصطناعي نحو مزيد من الواقعية والمرونة، أعلن الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن الشركة ستطلق خلال الأسابيع المقبلة تحديثًا كبيرًا لبرنامج ChatGPT يمنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار طريقة المحادثة ونبرة الصوت، مع تحسينات تتعلق بالأمان والمحتوى الموجّه للبالغين.
ChatGPT يعود بروح ودّية
قال ألتمان في منشور على منصة إكس إن الفريق كان “حذرًا جدًا في البداية” من أجل حماية الصحة النفسية للمستخدمين، لكنه أقرّ بأن هذا الحذر جعل التجربة أقل تفاعلاً ومتعة بالنسبة للبعض. وأضاف أن التطورات الأخيرة في أنظمة الأمان سمحت للشركة بتخفيف القيود تدريجيًا دون الإضرار بالمعايير الأخلاقية أو السلامة الرقمية.
We made ChatGPT pretty restrictive to make sure we were being careful with mental health issues. We realize this made it less useful/enjoyable to many users who had no mental health problems, but given the seriousness of the issue we wanted to get this right.
Now that we have…
— Sam Altman (@sama) October 14, 2025
إعلان
حرية الاختيار للمستخدم
التحديث الجديد سيتيح للمستخدمين اختيار أسلوب المحادثة المناسب لهم، سواء أرادوا مساعدًا ودودًا مليئًا بالإيموجي والتعبيرات، أو نبرة أكثر رسمية واحترافية تناسب بيئة العمل. هذا التخصيص سيساعد في جعل التجربة أكثر إنسانية وقربًا من الواقع، خصوصًا لأولئك الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التعلّم أو الدعم النفسي أو حتى الترفيه.
ويشير محللون إلى أن هذا الاتجاه يعكس نقلة نوعية في فلسفة OpenAI التي بدأت في تبنّي مفهوم “الذكاء الاصطناعي المرن” — أي السماح للمستخدم بالتحكم في شخصية المساعد بدلًا من فرض نموذج واحد يناسب الجميع.
محتوى خاص للبالغين بنظام تحقق صارم
واحدة من أكثر النقاط إثارة في الإعلان هي نية الشركة إطلاق نظام تحقق عمري (Age-Gating) مطور، يتيح “معاملة البالغين كبالغين”.
بحسب ألتمان، قد يشمل ذلك إتاحة محتوى خاص بالبالغين فقط في حالات محددة للمستخدمين الموثقين بالهوية. الهدف من ذلك هو توفير بيئة آمنة دون كبت حرية التعبير أو تقييد المحتوى الفني أو الثقافي الموجه للبالغين.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لمطالب مستخدمين رأوا أن الإصدارات الأخيرة من ChatGPT كانت “مقيدة أكثر من اللازم” مقارنة بالنسخة GPT-4o التي وصفها كثيرون بأنها “الأكثر قربًا للطبيعة البشرية” في التفاعل.
آراء المستخدمين وردود الفعل
منذ إعلان ألتمان، امتلأت المنتديات الرقمية بالنقاشات. بعض المستخدمين رحّبوا بالتحديث باعتباره “عودة إلى روح GPT القديمة” التي كانت أكثر دفئًا وإنسانية، بينما أبدى آخرون تخوّفهم من أن يؤدي تخفيف القيود إلى مخاطر محتوى غير لائق أو تضليل معلوماتي.
لكن من وجهة نظر تقنية، يرى خبراء أن OpenAI باتت اليوم تمتلك أدوات رقابة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي نفسه، قادرة على التفرقة بين التعبير الفني والمحتوى غير الأخلاقي بشكل أكثر دقة من ذي قبل.
الذكاء العاطفي في الذكاء الاصطناعي: خطوة نحو فهم الإنسان حقًا
يمثل تحديث ChatGPT الجديد خطوة متقدمة في رحلة تطوير الذكاء العاطفي الاصطناعي (Emotional AI) — أي قدرة الآلة على فهم مشاعر الإنسان والاستجابة لها بطريقة طبيعية ومتزنة. فبعد سنوات من اقتصار الذكاء الاصطناعي على “الإجابة الصحيحة”، أصبح التركيز الآن على “الطريقة الصحيحة للحديث”، وهي النقلة التي قد تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة.
إتاحة الخيار للمستخدمين لتحديد أسلوب المحادثة — سواء ودودًا أو رسميًا — يعكس إدراك OpenAI أن الذكاء الاصطناعي لا يُقاس فقط بالمعرفة، بل بالقدرة على بناء الثقة والتواصل. ومع إدخال عناصر مثل الأصوات الطبيعية، الرموز التعبيرية، وضبط المحتوى حسب العمر، فإن ChatGPT يقترب أكثر من أن يكون “شخصية رقمية” ترافق المستخدم لا مجرد أداة رقمية.
على المدى القريب، قد نرى تزايدًا في استخدام مثل هذه الأنظمة في مجالات الدعم النفسي والتعليم الذاتي وخدمة العملاء، بينما على المدى البعيد، قد يشكل هذا النوع من الذكاء العاطفي أساسًا لجيل جديد من “المرافقين الرقميين” الذين يفهمون مشاعرنا ويتفاعلون معها بإنسانية.
المصدر:
إعلانات وتصريحات رسمية من OpenAI – منصة X
