النقاط الرئيسية
- تجاوزت الثروة العالمية 600 تريليون دولار، أي أكثر من 5 أضعاف الناتج المحلي العالمي.
- ثلث هذا الارتفاع مجرد أرباح “ورقية” غير مرتبطة بالإنتاج الحقيقي.
- 1% من سكان العالم يملكون أكثر من 20% من الثروة.
- الاقتصاد يواجه مفترق طرق: طفرة إنتاجية تقودها التكنولوجيا أو تضخم يلتهم القيمة.
- الذكاء الاصطناعي قد يكون الأمل الأخير لتوازن الثروة والنمو.
في السنوات الأخيرة، تضخمت الثروة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تشير تقديرات شركة McKinsey إلى أن صافي الأصول العالمية بلغ نحو 600 تريليون دولار بنهاية عام 2024، أي ما يعادل 5.4 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للعالم.
لكن هذه الأرقام البراقة تخفي وراءها معادلة معقدة بين الثراء المالي الوهمي والاقتصاد الحقيقي الذي يبدو عاجزًا عن مجاراتها.
فجوة الثروة والنمو
منذ مطلع الألفية، تضاعفت قيمة الأصول العالمية تقريبًا أربع مرات، في حين لم يواكب الاقتصاد الحقيقي هذا النمو السريع.
تشير البيانات إلى أن أكثر من ثلث هذه الزيادة لم تأتِ من استثمار حقيقي، بل من مكاسب “دفترية” في أسواق الأسهم والعقارات، في حين أن 40% منها ناتجة عن التضخم التراكمي الذي رفع الأسعار دون خلق قيمة اقتصادية جديدة.
بمعنى آخر، كل دولار يُستثمر في الاقتصاد الحقيقي يخلق في المقابل 3.5 دولارات من الثروة الورقية، لكنه يضيف أيضًا ما يقارب دولارين من الديون، وهو ما يجعل النظام المالي أكثر هشاشة عند أول اهتزاز.
تركّز الثروة ومخاطر الفقاعة
تُظهر الدراسات أن 1% من سكان العالم يملكون نحو خُمس الثروة العالمية، بينما تتقلص حصة الطبقات الوسطى تدريجيًا مع تآكل الدخل الحقيقي بفعل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
هذا التركز المفرط يجعل الاقتصاد عرضة لـ فقاعات مالية متكررة، إذ تُعاد توجيه رؤوس الأموال نحو الأسهم والعقارات بدلًا من الاستثمار الإنتاجي في التكنولوجيا أو البنية التحتية.
وهنا تكمن المفارقة: الثروة تنمو، لكن الاقتصاد لا يتحسن.
الإنتاجية.. كلمة السر
تؤكد تقارير “ماكينزي” أن مخرج العالم من هذه الحلقة المفرغة يعتمد على قفزة إنتاجية كبرى تعيد التوازن بين الثروة والنمو الحقيقي.
ويعتقد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يكون العنصر الحاسم في هذه المعادلة، إذا نجح في رفع كفاءة العمل والإنتاج بنسبة تتجاوز 1% سنويًا، فقد يزيد متوسط الثروة للفرد الأمريكي مثلًا بـ65 ألف دولار بحلول 2033.
لكن الوجه الآخر لهذه المعادلة أكثر قتامة: إذا استمر التضخم دون ضبط، فقد يفقد الفرد ما يصل إلى 95 ألف دولار من ثروته الصافية خلال الفترة نفسها، نتيجة تآكل القوة الشرائية وارتفاع تكاليف التمويل.
بين الذهب والتكنولوجيا
اللافت أن الأسواق العالمية تُظهر حالة من الازدواجية الغريبة:
أسهم التكنولوجيا المدفوعة بموجة الذكاء الاصطناعي ترتفع إلى مستويات قياسية، وفي الوقت نفسه يقفز سعر الذهب بأكثر من 50% في عام 2025، ما يعكس مزيجًا من الطمع والخوف في آن واحد.
فالمستثمرون لا يعرفون بعد ما إذا كان المستقبل سيحمل عصرًا من الازدهار الإنتاجي أم موجة تضخمية طويلة تهز النظام المالي العالمي.
نظرة مستقبلية
تبدو السنوات القادمة حاسمة في تحديد شكل الاقتصاد العالمي.
- إذا تمكنت التكنولوجيا من رفع الإنتاجية وإعادة توجيه الثروة نحو الاستثمار الحقيقي، فقد نشهد استقرارًا طويل الأمد.
- أما إذا فشل ذلك، فقد نكون أمام عقد مالي متقلّب يطغى فيه التضخم على النمو، ويعاد فيه رسم خريطة الثروة بين الدول والأفراد.
ويبقى السؤال الأهم:
هل ستستخدم البشرية ذكاءها الاصطناعي لإنقاذ اقتصادها الحقيقي، أم لخلق ثروة رقمية جديدة تُضاف إلى جبل الأوهام المالية؟
الأسئلة الشائعة
كم تبلغ الثروة العالمية حاليًا؟
ما أسباب ارتفاع الثروة بهذا الشكل الكبير؟
ما المخاطر المترتبة على هذا الفارق بين الثروة والنمو؟
كيف يمكن معالجة هذا الخلل؟
هل الذكاء الاصطناعي قادر على إنقاذ الاقتصاد؟
المصدر:
McKinsey Global Institute + تحليلات اقتصادية دولية