في خطوة مفاجئة أكدت أن الجائزة ليست حكراً على تأثيرات إعلامية أو حملات كبيرة، أعلنت لجنة نوبل النرويجية فوز المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تكريماً لـ”نضالها السلمي من أجل إعادة الديمقراطية وتحقيق انتقال عادل من الديكتاتورية إلى الحكم المدني”.
قالت اللجنة إن اختيارها جاء تكريماً لجرأتها في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية رغم القمع والتهديدات، ولفتّت إلى أن السلام لا يعني فقط غياب الحروب، بل إقامة العدالة والحرية أيضاً. جاء إعلانها في أوسلو اليوم الجمعة، لتخطف بريق الأضواء بعيدًا عن طموحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفوز بالجائزة هذا العام.
من هي ماريا كورينا ماتشادو؟
ولدت ماتشادو في كاراكاس عام 1967، من أسرة تعمل في الصناعة. درست الهندسة الصناعية، وسافرت لاحقًا إلى الولايات المتحدة لتعميق دراساتها في الإدارة العامة. دخلت النشاط السياسي عبر تأسيس حركة مدنية تُدعى “سوموس فينيزويلا” (Súmate)، وشاركت في تنظيم استفتاء عام 2004 ضد استمرارية حكم هوغو تشافيز.

في عام 2010، فازت بمقعد في البرلمان كممثلة للمعارضة، وأصبحت صوتًا بارزًا ضد الحكومات التي تبنّت الحكم الاستبدادي في البلاد. لاحقًا، جُرّدت من حصانتها البرلمانية ومنعت من الترشح للانتخابات، لكنها واصلت نشاطها السياسي بكل عزم، مدافعة عن التغيير السلمي.
على مدى السنوات، رفعت شعارًا واضحًا: “الحرية تُنتزع بالإصرار المدني لا بالسلاح”، رافضة لأي دعوة للعنف حتى في ذروة القمع. رغم عدم تمكنها من الترشح للرئاسة عام 2024، حافظت على موقعها كرمز للمقاومة المدنية في بلد يعاني من أزمة اقتصادية وهجرة جماعية وتراجع الحريات.
ماذا يعني هذا الاختيار؟
منح الجائزة لماتشادو يحمل دلالات عدة:
- رسالة للمجتمع الدولي
إنه تأكيد على أن القيم الديمقراطية لا تزال تُحتفل بها على الساحة العالمية، حتى في الدول التي شهدت سقوطًا في مؤسسات الحكم. من خلال هذا الاختيار، تلمّ اللجنة إلى أن النضال من داخل الأنظمة القمعية يمكن أن يُعدّ مؤثرًا لا يقل عن النزاع المسلّح. - رفض التأثير السياسي الخارجي
جاء هذا القرار في وقت كان ترامب يضغط بشدة للفوز بالجائزة، مما قد يُقرأ كرفض ضمني لربط السياسة الأميركية بنيل الأوسمة العالمية. - تسليط الضوء على الأزمة الفنزويلية
في ظل الانهيار الاقتصادي والهجرة الجماعية من فنزويلا، هذا القرار يضع القضايا الفنزويلية على جدول صناع القرار العالميين، ويخلق ضغطًا دبلوماسيًا إضافيًا على نظام مادورو.
من الناحية الواقعية، فإن فوز شخص مثل ماتشادو – التي تُعرَض لتهديدات يومية – ربما يشكّل نقطة تحول: ليس فقط من حيث الاعتراف، بل من حيث تحفيز تحرّك فعلي من الدول والمنظمات لدعم التحول الديمقراطي في فنزويلا.
جوائز نوبل 2025 البارزة
- جائزة نوبل في الطب / الفسيولوجيا (Physiology or Medicine):
مُنحت هذه الجائزة إلى Mary Brunkow و Fred Ramsdell و Shimon Sakaguchi لاكتشافهم آليات «تحمّل المناعة المحيطية» (peripheral immune tolerance) التي تشرح لماذا لا يهاجم الجهاز المناعي خلاياه السليمة. - جائزة نوبل في الفيزياء (Physics):
فاز بها John Clarke و Michel H. Devoret و John M. Martinis لأبحاثهم في ميكانيكا الكم عند نطاق واسع، وظهور ظواهر الكم في أنظمة كهربائية ماكروسكوبية. - جائزة نوبل في الأدب (Literature):
أُعلن فوز László Krasznahorkai من المجر، تقديراً لأعماله الأدبية التي تدمج الدراما والتأمل وسط العوالم القاتمة. - جائزة نوبل في الكيمياء (Chemistry):
حتى تاريخ كتابة هذا الرد، لم أعثر على تأكيد نهائي عن الفائز في الكيمياء لعام 2025 (إعلانات الجوائز تتم تباعًا). (راجع موقع نوبل الرسمي لمتابعة التحديثات)
المصدر:
- Reuters
- ويكيبيديا