في واحدة من أعنف الليالي منذ بداية الحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ هجوم ضخم على أوكرانيا باستخدام مئات المسيّرات وعشرات الصواريخ. شملت الضربات مطارات عسكرية، منشآت صناعية مرتبطة بالجيش الأوكراني، ومستودعات أسلحة، إلى جانب بنية تحتية حساسة مثل محطات النقل الفرعية.
تفاصيل الهجوم الروسي
بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، استُخدمت أسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى عالية الدقة، في حين أكد مراقبون أن الهجوم تم عبر موجات متتالية من 10–20 مسيّرة في كل مرة، بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية.
- استهداف مطارات عسكرية ومواقع للبحرية الأوكرانية في نيكولاييف.
- تدمير مستودعات أسلحة ومنظومات دفاع جوي في كييف ومحيطها.
- ضرب نقاط إمداد في مقاطعة كيروفوغراد.
A massive Russian attack on Ukraine lasted for more than 12 hours. Savage strikes, a deliberate, targeted terror against ordinary cities – nearly 500 attack drones and over 40 missiles, including Kinzhal missiles. This morning, Russian-Iranian “shaheds” are again in our skies.… pic.twitter.com/fshvsbMkIg
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) September 28, 2025
رد أوكرانيا والمشهد الإنساني
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو أطلقت أكثر من 500 مسيّرة و40 صاروخًا في ليلة واحدة، مضيفًا أن روسيا “لا تريد سوى القتال والقتل”.
- قُتل ما لا يقل عن 4 أشخاص وأصيب العشرات.
- لجأ السكان إلى محطات المترو تحت الأرض بحثًا عن الأمان.
- فعّلت كييف الإنذارات الجوية طوال الليل، فيما وصفت السلطات الهجوم بأنه “الأضخم” منذ بداية الحرب.
البعد الإقليمي: أوروبا على الخط
الهجوم لم يقتصر تأثيره على الداخل الأوكراني. فقد أعلنت بولندا إغلاق مجالها الجوي في مناطقها الجنوبية الشرقية، ونشرت قواتها الجوية لمراقبة الوضع تحسبًا لأي خرق. هذه الخطوة تُظهر مدى هشاشة الأمن الإقليمي، وأن أي خطأ قد يؤدي إلى مواجهة أوسع بين روسيا وحلف الناتو.
تحليل استراتيجي
- عسكريًا: الضربات الروسية تهدف إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإضعاف قدرات كييف على استقبال الأسلحة الغربية عبر السكك الحديدية والمطارات.
- سياسيًا: موسكو تسعى لإرسال رسالة بأن الحرب لم تنتهِ، وأنها قادرة على شلّ البنية التحتية الأوكرانية متى أرادت.
- إعلاميًا: ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين سيزيد الضغط الدولي على روسيا، لكنه قد يعزز دعم الغرب لكييف بالسلاح والمال.
حرب استنزاف لا نهاية قريبة لها
هذا الهجوم يفتح مرحلة جديدة في الحرب الروسية الأوكرانية. فبينما تراهن موسكو على إنهاك أوكرانيا، تراهن كييف على استمرار الدعم الغربي. وفي ظل دخول الشتاء، يبدو أن الطرفين يتجهان نحو تصعيد أكبر بدلًا من التهدئة، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة لمستقبل الصراع وربما لأمن أوروبا بأكملها.
قسم الأسئلة الشائعة
ما الهدف العسكري من الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا؟
يهدف إلى إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية وتعطيل خطوط الإمداد عبر السكك الحديدية والمطارات، إضافةً لإضعاف القدرات الصناعية العسكرية.
لماذا تُعد كييف هدفًا متكررًا؟
لأنها مركز قيادة واتصال ولوجستيات؛ واستهدافها يوجّه رسالة ضغط سياسي وإعلامي، ويؤثر على المعنويات والبنية التحتية معًا.
كيف يؤثر الهجوم على المدنيين؟
يزيد مخاطر الإصابات والانقطاعات الخدمية (كهرباء/نقل)، ويدفع السكان إلى الملاجئ ومحطات المترو خلال الإنذارات الجوية.
ما انعكاسات الهجوم على أوروبا والدول المجاورة؟
يرفع حالة التأهب الجوي ويزيد احتمالات حوادث حدودية، ما يدفع دول الناتو لتعزيز المراقبة الجوية والدفاعات.
هل تغيّر هذه الضربات مسار الحرب؟
تكتيكيًا قد تُبطئ الإمداد الأوكراني مؤقتًا؛ استراتيجيًا تُبقي الحرب في مسار استنزاف يعتمد على دعم الغرب وقدرة روسيا على الاستمرار.
ما الذي قد يحدث في الأشهر المقبلة؟
يرجّح تصاعد ضربات بعيدة المدى وهجمات مضادة سيبرانية/لوجستية، مع محاولة كل طرف تحسين موقعه قبل الشتاء وخلاله.
كيف تتأثر سوق الطاقة والاقتصاد الإقليمي؟
أي تصعيد واسع قد يرفع علاوات المخاطر ويؤثر على أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد، خصوصًا إذا هُدّدت البنى التحتية العابرة للحدود.
