في خطوة وُصفت بأنها يوم تاريخي للقضية الفلسطينية، أعلنت كل من كندا وأستراليا وبريطانيا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة تضم 149 دولة سبق وأن اتخذت هذه الخطوة منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات الاستقلال عام 1988.
هذا الإعلان جاء قبل يوم واحد من مؤتمر سعودي–فرنسي يُعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط توقعات بأن تُعلن دول أخرى، وعلى رأسها فرنسا، موقفًا مشابهًا، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
الترحيب الفلسطيني: “يوم تاريخي”
رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، واعتبرها نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ “يومًا تاريخيًا” يعيد الأمل للفلسطينيين في ظل واقع صعب تعيشه الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن هذه الاعترافات الثلاثية تعزز شرعية المطالب الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الموقف الإسرائيلي: استنفار وغضب
في المقابل، استقبلت إسرائيل القرارات بقلق شديد. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف الاعتراف بـ”جائزة للإرهاب”، محذرًا من أن إقامة دولة فلسطينية “تهدد وجود إسرائيل”.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فذهب أبعد من ذلك، معتبراً القرار “مكافأة للقتلة”، ودعا إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وسحق السلطة الفلسطينية بالكامل.
هذا التصعيد يعكس الخشية الإسرائيلية من أن يتحول الاعتراف الثلاثي إلى موجة دولية يصعب مواجهتها دبلوماسيًا.
دلالات القرار
- اختراق غربي مهم: هذه أول مرة تعترف دول غربية محورية، من حلفاء واشنطن التاريخيين، بدولة فلسطين بشكل رسمي.
- رسالة سياسية قوية: الاعتراف يوجّه إشارة إلى إسرائيل بأن المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره تجاه استمرار الاحتلال وسياسة الاستيطان.
- تمهيد لموقف أوروبي موحد: إذا انضمت فرنسا، فقد تتبعها دول أخرى، ما سيخلق ضغطًا هائلًا على إسرائيل.
إحصائيًا، ومع اعتراف 149 دولة من أصل 193، تصبح فلسطين ضمن الكيانات الأكثر اعترافًا بها عالميًا، رغم أنها لم تحصل بعد على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
نظرة مستقبلية
من المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة إحياء فكرة حل الدولتين التي تآكلت خلال العقد الماضي. ومع دعم أممي متجدد من خلال “إعلان نيويورك” الذي أقرته الجمعية العامة، قد نكون أمام مرحلة جديدة من الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل.
لكن يبقى التحدي الأكبر: هل سينتقل العالم من الاعتراف السياسي الرمزي إلى ممارسة ضغوط عملية لوقف الاستيطان وتهيئة الظروف لإقامة الدولة الفلسطينية؟
إن تحقق ذلك، سيكون هذا اليوم بداية لمرحلة سياسية جديدة ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في المشهد الدولي بأسره.
قسم الأسئلة الشائعة
ما أهمية اعتراف كندا وأستراليا وبريطانيا بدولة فلسطين؟
القرار يمثل اختراقًا سياسيًا كبيرًا لأن هذه الدول تُعد من أبرز حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يمنح القضية الفلسطينية زخمًا دبلوماسيًا جديدًا.
هل يعني الاعتراف إقامة دولة فلسطينية على أرض الواقع؟
الاعتراف خطوة سياسية ورمزية بالأساس، لكنه لا يترجم مباشرة إلى قيام دولة على الأرض. مع ذلك، يُعتبر تمهيدًا مهمًا للضغط على إسرائيل وفتح الباب لخطوات عملية مستقبلية.
كيف كان رد الفعل الفلسطيني على القرار؟
السلطة الفلسطينية وصفت اليوم بالتاريخي، فيما أكد قادتها أن هذه الخطوة تعزز الشرعية الدولية للمطالب الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة.
ما موقف إسرائيل من الاعتراف بدولة فلسطين؟
إسرائيل اعتبرت الخطوة “مكافأة للإرهاب”، وهدد قادتها بفرض السيادة على الضفة الغربية، وهو ما يكشف عن حجم قلقهم من موجة اعترافات جديدة قد تعزل تل أبيب سياسيًا.
هل ستنضم دول أخرى إلى الاعتراف قريبًا؟
من المتوقع أن تلتحق فرنسا وربما دول أوروبية أخرى، خاصة بعد إقرار “إعلان نيويورك” في الأمم المتحدة، ما قد يشكل ضغطًا متزايدًا على إسرائيل.