في السنوات الأخيرة، ومع انتشار التسوق الإلكتروني عبر منصات مثل AliExpress وTemu، ظهرت موجة من الفلاشات المزيفة التي تُباع بسعات ضخمة وبأسعار مغرية. قد تجد فلاش ميموري مكتوب عليها 256GB أو حتى 512GB، لكن في الحقيقة لا تتعدى سعتها الفعلية 2GB أو 4GB فقط!
هذه الظاهرة لم تعد مجرد “غش تجاري صغير”، بل مشكلة تقنية تؤثر على المستخدمين وتعرض ملفاتهم للخطر.
لماذا تنتشر هذه الفلاشات المزيفة؟
السبب الرئيسي هو رغبة المستخدم في الحصول على مساحة تخزين كبيرة بسعر رخيص. يستغل بعض البائعين هذه الرغبة فيطرحون منتجات تبدو جذابة لكنها مزيفة. يتم التلاعب بالبرمجة الداخلية للفلاشة (Firmware) بحيث يعرضها الكمبيوتر كسعة كبيرة، بينما هي في الواقع محدودة جدًا.
عند ملء الذاكرة فوق سعتها الحقيقية تبدأ الكوارث: ملفات تالفة، بيانات مفقودة، وأحيانًا لا يمكن استرجاعها مطلقًا.
كيف تتجنب الوقوع في الفخ؟
1. السعر أول علامة إنذار
- إذا رأيت فلاشة 512GB بسعر 10 دولار أو أقل، فهي بالتأكيد مزيفة.
- الفلاشات الأصلية من شركات مثل SanDisk أو Samsung تباع بأسعار أعلى بكثير.
2. تحقق من اسم العلامة التجارية
- ابحث دائمًا عن الشركات الموثوقة: Kingston، SanDisk، Lexar، Samsung، Transcend.
- المنتجات مجهولة المصدر أو التي تحمل أسماء غريبة عادة ما تكون مزيفة.
3. اقرأ التقييمات بعناية
- لا تعتمد على النجوم فقط، اقرأ التعليقات المكتوبة خصوصًا تلك التي تحتوي على صور وتجارب.
- غالبًا ستجد عملاء يشتكون من فقدان البيانات أو ظهور مشاكل بعد استخدام بسيط.
4. افحص الفلاشة بعد استلامها
حتى لو بدت جيدة، لا تثق بها فورًا. استخدم أدوات مجانية مثل:
- H2testw (لويندوز): يكتب بيانات على كامل الذاكرة للتحقق من السعة الحقيقية. رابط البرنامج
- F3 (لماك ولينكس): يعمل بنفس الفكرة.
بهذه الطريقة ستعرف إن كانت الفلاشة أصلية أم مجرد خدعة.
نصيحتي الأخيرة
لا تستخدم الفلاشات المشبوهة لحفظ ملفات مهمة أبدًا. إذا أردت شراء ذاكرة، الأفضل أن تكون من متاجر إلكترونيات كبيرة أو المتاجر الرسمية على المنصات العالمية. وتذكّر: السعر المنخفض جدًا ليس دائمًا صفقة رابحة، بل قد يكون طريقًا لخسارة بياناتك الثمينة.