قبل عشر سنوات، كان وصول مئات الآلاف من السوريين إلى ألمانيا حديث الساعة، إذ نظر كثيرون إليهم كـ”عبء محتمل” على الدولة والمجتمع. اليوم، تغيّرت الصورة جذريًا: أصبح السوريون جزءًا مهمًا من الاقتصاد الألماني، يساهمون بالعمل والإنتاج والضرائب، ويشكّلون قوة بشرية فاعلة في قطاعات تعاني نقص الكوادر.
السوريون بالأرقام في ألمانيا
- بحلول نهاية عام 2023، وصل عدد السوريين المقيمين في ألمانيا إلى نحو 1.28 مليون شخص، بينهم 972 ألفًا لا يزالون يحملون الجنسية السورية.
- في عام 2024 فقط، حصل حوالي 83,150 سوريًا على الجنسية الألمانية، لتكون الجالية السورية أكبر مجموعة تحصل على الجنسية في ألمانيا خلال ذلك العام.
- في سوق العمل، يعمل اليوم ما يقارب 287 ألف سوري، وهو ارتفاع ضخم مقارنة بسنوات الاستقبال الأولى، حين لم يتجاوز معدل التشغيل 12%.
- يضم القطاع الطبي وحده أكثر من 10,000 طبيب سوري، ليصبحوا أكبر مجموعة من الأطباء الأجانب في ألمانيا.
أرقام عن السوريين في ألمانيا:
الفئة | الرقم / النسبة |
---|---|
إجمالي عدد السوريين في ألمانيا (2023) | 1.28 مليون |
السوريون الذين حصلوا على الجنسية الألمانية (2024) | 83,150 شخصًا |
عدد السوريين العاملين | 287,000 شخصًا |
معدل التشغيل بين السوريين | 42% (2024) |
عدد الأطباء السوريين | 10,000 طبيب (أكبر جالية طبية أجنبية) |
متوسط مساهمة الفرد في الميزانية | 7,100 يورو سنويًا ≈ 8,000 دولار |
المساهمة الاقتصادية الإجمالية | 3 مليارات يورو سنويًا |
السوريون في سوق العمل الألماني
قفز معدل تشغيل السوريين إلى 42% في عام 2024، بعدما كان منخفضًا جدًا قبل بضع سنوات. هذا التحول لم يكن رقميًا فقط، بل نوعيًا أيضًا:
- آلاف السوريين دخلوا قطاعات تحتاج ألمانيا فيها بشدة إلى الكفاءات مثل الطب، التمريض، وصيانة السيارات.
- في قطاع البناء والكهرباء والتبريد، يشكل السوريون حضورًا ملحوظًا، حيث يملأون فجوات تركتها ندرة اليد العاملة المحلية.
- كثير من هؤلاء لم يكتفوا بالعمل، بل أنشأوا شركات صغيرة ومشاريع خاصة، ما عزز مساهمتهم في الاقتصاد.

التأثير المالي والضرائبي
الأرقام تكشف بوضوح حجم المساهمة:
- كل سوري في ألمانيا يسهم في المتوسط بـ 7,100 يورو سنويًا (ما يعادل نحو 8,000 دولار) من خلال الضرائب والرسوم.
- تقدّر مساهمة السوريين مجتمعة في خزينة الدولة بأكثر من 3 مليارات يورو سنويًا.
- إلى جانب ذلك، يساهم الإنفاق اليومي للأسر السورية في تنشيط الأسواق المحلية وزيادة حركة الاستهلاك والاستثمار.
ما وراء الأرقام: اندماج يغيّر الصورة
لم يعد السوريون يُنظر إليهم كلاجئين ينتظرون المساعدات. الأرقام، والقصص الفردية، غيّرت الصورة في الشارع الألماني:
- الإعلام بدأ يتناول السوريين كقصص نجاح، من طبيب أنقذ حياة مئات المرضى، إلى مهندس طوّر شركة ألمانية، إلى طهاة ومطاعم سورية أصبحت جزءًا من المشهد الثقافي.
- التحوّل هذا ساعد على تحسين نظرة قطاع كبير من المجتمع الألماني للمهاجرين، وفتح نقاشًا جديدًا حول الهجرة باعتبارها فرصة وليست عبئًا.
قصة السوريين في ألمانيا تحمل درسًا عالميًا: اللجوء لا يعني بالضرورة التبعية أو الاستنزاف، بل يمكن أن يتحول إلى قيمة اقتصادية واجتماعية إذا وُجدت السياسات الصحيحة والفرص المناسبة. من اللجوء إلى العمل، ومن المساعدات إلى الضرائب، ومن “العبء” إلى “الركيزة”، كتب السوريون فصلًا جديدًا في علاقة المهاجرين بالاقتصاد الألماني.
المصادر:
- وكالة رويترز Reuters
- موقع المكتب الاتحادي للعمل في ألمانيا (Bundesagentur für Arbeit)
- معهد بحوث التوظيف IAB
- ويكيبيديا
قسم الأسئلة والأجوبة:
هل يشكل السوريون عبئًا على الاقتصاد الألماني؟
لا، بل العكس تمامًا. تشير البيانات إلى أن كل سوري يساهم بحوالي 7,100 يورو سنويًا في الميزانية العامة عبر الضرائب، مما يجعلهم قوة اقتصادية فاعلة وليست عبئًا.
كم يبلغ عدد السوريين العاملين في ألمانيا؟
بحلول عام 2024، بلغ عدد العاملين السوريين حوالي 287 ألف شخص، أي ما نسبته 42% من مجمل السوريين القادرين على العمل.
في أي القطاعات يتركز عمل السوريين في ألمانيا؟
يعمل السوريون بشكل بارز في قطاعات الطب، التمريض، صيانة السيارات، البناء، الكهرباء، والتبريد، وهي قطاعات تعاني نقصًا في الكوادر.
كم عدد الأطباء السوريين في ألمانيا؟
يتجاوز عدد الأطباء السوريين العاملين في ألمانيا 10,000 طبيب، ما يجعلهم أكبر جالية طبية أجنبية هناك.
ما الفائدة الاقتصادية التي يقدمها السوريون لألمانيا؟
إلى جانب الضرائب المباشرة التي تضيف أكثر من 3 مليارات يورو سنويًا، فإن الإنفاق اليومي للأسر السورية يعزز الاستهلاك المحلي ويدعم الاقتصاد الألماني بشكل مستدام.