هل سبق لك أن نظرت إلى هاتفك بقلق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بنسبة شحن 1% في وقت حرج؟ جميعنا مررنا بهذا الموقف المحبط. في عصرنا هذا الذي أصبح فيه حياتنا بأكملها تقريبًا على هواتفنا الذكية، أصبح إطالة عمر بطارية الهاتف تحديًا يوميًا. مع الشاشات العملاقة والمعالجات الخارقة، تلتهم هواتفنا الطاقة بشكل لم يسبق له مثيل.
لكن الخبر السار هو أنك لست عاجزًا. في الواقع، يمكنك أن تكون المتحكم الأول في أداء بطاريتك. لذلك، في هذا الدليل الشامل، سنقدم لك خطوات عملية ومجربة ستُحدث فرقًا ملموسًا في عمر بطاريتك اليومي، والأهم من ذلك، صحتها على المدى الطويل، سواء كنت من عشاق الأندرويد أو من مستخدمي iOS.
الأساسيات والحلول السريعة (تأثير فوري)
لنبدأ بالخطوات البسيطة التي يمكنك تطبيقها الآن وسترى نتائجها فورًا. هذه التعديلات هي الأسهل والأكثر تأثيرًا في الحفاظ على بطارية الهاتف.
1. ترويض الشاشة، المستهلك الأكبر للطاقة
شاشة هاتفك هي الواجهة التي تحبها، ولكنها أيضًا أكبر مستهلك للطاقة بلا منازع. لحسن الحظ، يمكنك ترويضها بسهولة:
- خفض السطوع: قد تبدو نصيحة بديهية، ولكنها فعالة بشكل مدهش. بدلًا من ضبط السطوع على 100%، جرب خفضه إلى مستوى مريح لعينيك.
- استخدم السطوع التلقائي (Adaptive Brightness): الأفضل من ذلك، دع هاتفك يقوم بالعمل نيابة عنك. هذه الميزة تستخدم مستشعرات الضوء لضبط سطوع الشاشة تلقائيًا حسب البيئة المحيطة، مما يوفر الطاقة دون تفكير منك.
- قلّل مدة قفل الشاشة: هل تترك شاشتك مضاءة دون داعٍ؟ اذهب إلى الإعدادات واضبط قفل الشاشة التلقائي على 30 ثانية أو دقيقة واحدة كحد أقصى.
2. احتضان الوضع المظلم (Dark Mode)
الوضع المظلم ليس مجرد مظهر جمالي أنيق، بل هو أيضًا أداة قوية لتحقيق إطالة عمر بطارية الهاتف، خاصة إذا كان هاتفك يحتوي على شاشة من نوع OLED أو AMOLED (وهي الشاشات المستخدمة في معظم هواتف آيفون الحديثة وأجهزة أندرويد الرائدة). في هذه الشاشات، يتم إطفاء البيكسلات السوداء تمامًا، مما يعني أنها لا تستهلك أي طاقة.
- لتفعيله في iOS: اذهب إلى
الإعدادات > الشاشة وسطوع العرضواخترداكن. - لتفعيله في أندرويد: اسحب شريط الإشعارات للأسفل وابحث عن خيار
الوضع الداكنأو اذهب إلىالإعدادات > الشاشة.
3. تفعيل وضع توفير الطاقة (Battery Saver)
عندما تكون في أزمة حقيقية والبطارية على وشك النفاد، فإن وضع توفير الطاقة هو صديقك المخلص. يقوم هذا الوضع تلقائيًا بتقليل الأنشطة التي تستهلك الطاقة في الخلفية، مثل جلب البريد الإلكتروني، وتحديث التطبيقات، وبعض المؤثرات البصرية.
- في iOS (Low Power Mode): يمكنك تفعيله من
الإعدادات > البطاريةأو إضافته إلى مركز التحكم للوصول السريع. - في أندرويد (Battery Saver): يوجد عادةً في قائمة الإعدادات السريعة أو ضمن
الإعدادات > البطارية.
إدارة الاتصالات والتطبيقات “الصامتة”
بعض أكبر مستهلكي الطاقة يعملون في الخفاء. لذلك، فإن السيطرة على هذه العمليات أمر ضروري لتوفير شحن الموبايل.
1. الاستخدام الذكي للاتصالات اللاسلكية
اتصالات Wi-Fi و Bluetooth و GPS (خدمات الموقع) ضرورية، ولكنها تستنزف البطارية عندما تكون نشطة دون حاجة. ببساطة، اتبع هذه القاعدة: “أطفئه إن لم تكن تستخدمه”. على سبيل المثال، عندما يكون هاتفك في وضع البحث المستمر عن شبكة Wi-Fi ضعيفة، فإنه يستهلك طاقة كبيرة.
2. التحكم في تحديث التطبيقات في الخلفية
هل تعلم أن تطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام تقوم بتحديث محتواها باستمرار في الخلفية حتى تكون جاهزة عند فتحها؟ هذا النشاط الصامت يستهلك الكثير من الطاقة.
- في iOS: اذهب إلى
الإعدادات > عام > تحديث التطبيقات في الخلفيةوقم بإيقاف الميزة تمامًا، أو اسمح بها فقط للتطبيقات الأساسية جدًا. - في أندرويد: النظام أذكى في إدارة ذلك تلقائيًا، ولكن يمكنك فرض قيود إضافية بالذهاب إلى
الإعدادات > التطبيقات، ثم اختيار التطبيق، والنقر علىالبطارية، واختيارمقيد (Restricted).
3. التعامل مع الإشعارات غير الضرورية
كل إشعار من تطبيق ألعاب أو متجر إلكتروني يوقظ شاشتك، وقد يهتز هاتفك ويصدر صوتًا، وكل هذا يستهلك جزءًا صغيرًا من البطارية. هذه الأجزاء الصغيرة تتراكم بسرعة. بالتالي، خذ بضع دقائق وقم بإلغاء إشعارات التطبيقات غير المهمة من إعدادات الإشعارات.
عادات الشحن الذكية لصحة بطارية تدوم طويلاً
إطالة عمر بطارية الهاتف لا تتعلق فقط بجعلها تدوم ليوم واحد، بل بجعلها صحية لسنوات. بطارية الليثيوم-أيون في هاتفك لها عمر افتراضي، وعاداتك تؤثر عليه بشكل مباشر.
1. تجنب “التطرف” في الشحن
البطاريات لا تحب الحالات القصوى. نتيجة لذلك، فإن ترك البطارية تنفد إلى 0% تمامًا أو شحنها باستمرار إلى 100% وتركها على الشاحن يضع ضغطًا على خلاياها الكيميائية ويُسرّع من تدهورها.
- القاعدة الذهبية 20-80%: حاول قدر الإمكان الحفاظ على مستوى شحن بطاريتك بين 20% و 80%. هذه هي المنطقة التي تكون فيها البطارية في أفضل حالاتها. لا تقلق إذا تجاوزتها أحيانًا، لكن اجعلها عادتك العامة.
2. عدو البطارية الأول: الحرارة
الحرارة المفرطة هي العدواللدود لبطاريتك. إنها تدمر صحة البطارية بشكل دائم.
- تجنب: ترك هاتفك تحت أشعة الشمس المباشرة، أو في سيارة مغلقة في الصيف، أو وضعه على أجهزة إلكترونية أخرى ساخنة.
- نصيحة إضافية: إذا لاحظت أن هاتفك يسخن أثناء الشحن، فمن الأفضل إزالة غطاء الحماية للسماح للحرارة بالتبدد.
3. استخدم الشاحن الأصلي أو المعتمد
قد تكون الشواحن الرخيصة مغرية، لكنها غالبًا لا تتبع معايير السلامة والجودة، وقد تزود هاتفك بطاقة غير منتظمة تضر بالبطارية على المدى الطويل. علاوة على ذلك، استثمر في الشاحن الأصلي أو شاحن من علامة تجارية موثوقة ومعتمدة.
4. الاستفادة من ميزات الشحن المحسّن
لحسن الحظ، أصبحت الهواتف الحديثة أكثر ذكاءً.
- في iOS: ميزة “شحن البطارية المحسن” (Optimized Battery Charging) تتعلم روتين شحنك اليومي (على سبيل المثال، أنك تشحن هاتفك طوال الليل)، فتقوم بشحن البطارية حتى 80% وتؤخر الوصول إلى 100% حتى قبل استيقاظك مباشرة.
- في أندرويد: توجد ميزة مشابهة تسمى “الشحن التكيفي” (Adaptive Charging) في هواتف مثل Google Pixel وتتبنى نفس المبدأ. تأكد من تفعيل هذه الميزات من إعدادات البطارية.
نصائح للمستخدمين المتقدمين
إذا كنت قد طبقت كل ما سبق وتريد المزيد، فإليك بعض الخطوات الإضافية.
1. تحديد التطبيقات الشرهة للطاقة
ادخل إلى إعدادات بطارية هاتفك (الإعدادات > البطارية) وستجد قائمة بالتطبيقات التي استهلكت أكبر قدر من الطاقة خلال الـ 24 ساعة الماضية. إذا وجدت تطبيقًا لا تستخدمه كثيرًا ولكنه يظهر في أعلى القائمة، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء: إما حذفه، أو تقييد نشاطه في الخلفية، أو البحث عن بديل أخف استهلاكًا للطاقة.
2. إدارة الاهتزازات والمؤثرات الصوتية
المحرك الصغير الذي يجعل هاتفك يهتز (Haptic Feedback) يستهلك طاقة. يمكنك إيقاف الاهتزاز عند الكتابة أو النقر على الشاشة لتوفير القليل من الطاقة الإضافية.
3. تحديث نظام التشغيل والتطبيقات باستمرار
أخيرًا، احرص دائمًا على تحديث هاتفك. غالبًا ما تتضمن تحديثات نظام التشغيل من آبل وجوجل تحسينات مهمة في إدارة الطاقة وإصلاحات للأخطاء التي قد تسبب استنزاف البطارية.
أنت الآن المتحكم
كما رأيت، إطالة عمر بطارية الهاتف ليست سرًا غامضًا، بل هي مجموعة من العادات الذكية والتعديلات البسيطة. من خلال تطبيق هذه النصائح، لن تحتاج إلى حمل شاحن متنقل في كل مكان فحسب، بل ستحافظ أيضًا على صحة بطاريتك وقيمة هاتفك لفترة أطول.
ابدأ اليوم بتطبيق نصيحة واحدة فقط، مثل تفعيل الوضع المظلم أو مراجعة إعدادات تحديث التطبيقات في الخلفية. ستتفاجأ بالفرق الذي يمكن أن تحدثه هذه العادات الصغيرة. شاركنا في التعليقات أي نصيحة أحدثت أكبر فرق معك!
1. هل يجب أن أشحن هاتفي طوال الليل؟
بفضل ميزات الشحن المحسن في الهواتف الحديثة، أصبح الأمر أكثر أمانًا من ذي قبل. ومع ذلك، تبقى أفضل ممارسة هي عدم ترك الهاتف على الشاحن لفترات طويلة بعد وصوله إلى 100%. إذا كان لا بد من ذلك، تأكد من تفعيل ميزة “الشحن التكيفي/المحسن”.
2. هل الوضع المظلم يوفر البطارية حقًا؟
نعم، ولكنه فعال بشكل أساسي على الشاشات من نوع OLED أو AMOLED. في هذه الشاشات، البيكسلات السوداء تكون مطفأة تمامًا ولا تستهلك طاقة، مما يؤدي إلى توفير ملحوظ في عمر البطارية.
3. ما هي أسرع طريقة لتوفير الطاقة عندما تكون بطاريتي منخفضة؟
أسرع طريقة هي تفعيل “وضع توفير الطاقة” (Low Power Mode / Battery Saver). بالإضافة إلى ذلك، قم بخفض سطوع الشاشة يدويًا إلى أدنى مستوى ممكن وأغلق الاتصالات غير الضرورية مثل البلوتوث والـ GPS.
4. هل إغلاق التطبيقات من قائمة تعدد المهام يوفر البطارية؟
هذه خرافة شائعة. كل من iOS وأندرويد مصممان لإدارة ذاكرة الوصول العشوائي بكفاءة. في الواقع، إغلاق التطبيقات بالقوة ثم إعادة فتحها لاحقًا قد يستهلك طاقة أكبر مما لو تركتها في الخلفية. من الأفضل ترك النظام يقوم بعمله.
المصدر:
تستند هذه النصائح إلى أفضل الممارسات الموصى بها من قبل مصنعي الهواتف مثل Apple و Google، بالإضافة إلى خبرات وتجارب الخبراء التقنيين حول العالم.
