لماذا تُعد قمة نيس نقطة تحوّل في حماية محيطات العالم؟
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق، أصبحت حماية البيئة البحرية أولوية عالمية. ومن هنا، انطلقت “قمة نيس للمحيطات” في فرنسا، بمشاركة عشرات القادة الدوليين، لتكون منصة حاسمة لحشد الجهود من أجل الحفاظ على ثروات البحار. لكن اللافت في المشهد هو غياب الولايات المتحدة، صاحبة أكبر مجال بحري في العالم.
قمة نيس للمحيطات: الأهداف والمحاور الأساسية
تركيز القمة على القضايا البحرية الأكثر إلحاحًا
تمتد أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في مدينة نيس حتى 13 يونيو، وتتضمن محاور رئيسية أبرزها:
- تنظيم التعدين في قاع البحار: حيث تسعى فرنسا ومعها 33 دولة لتجميد هذا النشاط مؤقتاً لحين تقييم تأثيراته البيئية.
- معاهدة دولية للحد من التلوث البلاستيكي: مع تزايد نسبة البلاستيك في البحار، تعد هذه المعاهدة حجر الأساس لخفض التلوث المستقبلي.
- مكافحة الصيد الجائر: للحد من الانقراض البحري واستنزاف الثروة السمكية.
فرنسا تضع أهدافاً مشابهة لاتفاق باريس للمناخ
أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تطمح لأن تكون هذه القمة “اتفاق باريس للمحيطات”، حيث يتم التوصل إلى تعهدات واضحة تترجم إلى سياسات ملزمة، مع التركيز على معاهدة حماية أعالي البحار التي تغطي نصف سطح الكوكب، لكنها لا تزال في انتظار المصادقة من 32 دولة إضافية.
لماذا غابت الولايات المتحدة عن قمة نيس؟
رغم أن واشنطن تمتلك أكبر مجال بحري على مستوى العالم، إلا أنها امتنعت عن المشاركة الرسمية، على غرار انسحابها السابق من مفاوضات المناخ. وقد زاد التوتر بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب في أبريل الماضي بالسماح بالتعدين في مياه المحيط الهادئ الدولية دون الرجوع إلى “السلطة الدولية لقاع البحار”، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة.
تحديات التمويل: هل المال هو العائق الحقيقي؟
رغم أن المحيطات تغطي 70.8% من سطح الأرض، فإن تمويل حمايتها يُعد الأدنى بين أهداف التنمية المستدامة. كوستاريكا، المشاركة في استضافة المؤتمر، طالبت بتمويل جديد يتجاوز 100 مليار دولار، بينما يرى خبراء مثل بريان أودونيل أن المشكلة ليست في الأموال بل في غياب الإرادة السياسية، قائلاً:
“لقد خلقنا أسطورة تقول إننا لا نملك الأموال لحماية المحيطات، لكن الحقيقة أننا نفتقر فقط إلى القرار السياسي.”
مبادرات ملموسة: ماذا أعلنت فرنسا حتى الآن؟
تحت ضغط المنظمات البيئية، أعلن ماكرون فرض قيود جديدة على صيد الأسماك بشباك الجر داخل بعض المناطق البحرية المحمية. وبينما رحبت بعض المنظمات بهذه الخطوة واعتبرتها بداية واعدة، انتقد آخرون غموض الإجراءات و”ضعف الطموح”.
كما عُرض على الرئيس الفرنسي مقياس “ستارفيش” لتقييم حالة المحيطات، إضافة إلى توصيات المؤتمر العلمي الموازي الذي سبق القمة.
الختام الرسمي وطقوس رمزية
اختتم اليوم الأول من القمة بعرض بحري ضخم احتفالًا بـ “اليوم العالمي للمحيطات”، تلاه عشاء رسمي في قصر نيغريسكو بحضور الزعماء، وتضمّن أطباقًا من الأسماك المتوسطية والخضروات الموسمية، في رمزية للعودة إلى الطبيعة.
هل تنجح قمة نيس في رسم مستقبل جديد للمحيطات؟
رغم غياب بعض القوى الكبرى، إلا أن قمة نيس للمحيطات تمثل لحظة فارقة في التعاون الدولي لحماية الموارد البحرية. فالمخاطر التي تواجه المحيطات لم تعد نظرية، بل واقعية وتؤثر مباشرة على مستقبل الغذاء، المناخ، والحياة على الكوكب. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل تكفي التعهدات دون التزامات واضحة التنفيذ؟
المصدر:
وكالات الأنباء العالمية – فرانس برس – رويترز – تقارير الأمم المتحدة
ما أهداف قمة نيس للمحيطات؟
تهدف قمة نيس إلى تعزيز التعاون الدولي في حماية المحيطات، من خلال تنظيم التعدين البحري، تقنين الصيد الجائر، والحد من التلوث البلاستيكي.
لماذا قاطعت الولايات المتحدة قمة نيس؟
قامت واشنطن بتجاهل المؤتمر احتجاجاً على قيود الهيئة الدولية لقاع البحار، ولأنها لم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
ما هي معاهدة حماية أعالي البحار؟
هي معاهدة أممية تهدف لحماية البيئة البحرية في المياه الدولية، صادقت عليها 28 دولة حتى الآن، وتحتاج إلى 60 مصادقة لدخولها حيّز التنفيذ.
هل تم اتخاذ إجراءات تمويلية لحماية المحيطات؟
كوستاريكا طالبت بتمويل 100 مليار دولار، لكن المؤتمر لم يُصنف كمؤتمر لجمع التبرعات رسمياً.
