في خطوة قد تغيّر قواعد الاشتباك في الحروب الحديثة، كشفت الصين عن طائرتها الثورية “جيو تيان”، والتي تُعد أول “حاملة طائرات مسيّرة” في العالم. هذه الطائرة الخارقة ليست مجرد مسيّرة، بل منصة جوية متكاملة لإدارة وإطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار، وتنفيذ هجمات دقيقة، ومهام استطلاعية ودعم إلكتروني متقدم.
فما الذي يجعل “جيو تيان” مميزة بهذا الشكل؟ ولماذا قد تغيّر هذه الطائرة مستقبل الحرب الجوية؟
مواصفات طائرة “جيو تيان”: الوحش الصيني الجديد
أبعاد وقوة إقلاع غير مسبوقة
- امتداد الجناحين: 25 متراً
- الوزن عند الإقلاع: 16 طناً
- الحمولة القصوى: 6 أطنان
بهذه الأرقام، تتجاوز “جيو تيان” أغلب الطائرات المسيرة المعروفة، ليس فقط من حيث الحمولة، بل أيضًا من حيث الوظائف القتالية.
محرك توربوفان يدفعها إلى الأعلى
- الارتفاع الأقصى للطيران: 15,000 متر
- السرعة القصوى: 700 كم/ساعة
- المدى الأقصى: 7,000 كم
- مدة التحليق: أكثر من 36 ساعة متواصلة
هذه الخصائص تجعلها مثالية للمهام البعيدة والعميقة في أراضي العدو.
China’s first aerial mothership, Jiutian SS-UAV, is scheduled for its maiden flight in June.
إعلانIt can cruise at 15,000m high carrying over 100 small drones or 1,000 kg of missiles, with a range of 7,000km.
Don’t worry, China’s military is peace-oriented from the start. We grow… pic.twitter.com/koCXA4uq6g
— Li Zexin (@XH_Lee23) May 18, 2025
تسليح هائل وتنوع في الذخائر
تتضمن “جيو تيان” 8 نقاط تعليق خارجية، يمكنها حمل ما يلي:
- قنابل موجهة يصل وزنها إلى 1000 كغ
- صواريخ جو-جو للتعامل مع الطائرات المعادية
- صواريخ جو-أرض لتدمير أهداف أرضية بدقة
- صواريخ مضادة للسفن
- ذخائر هجومية متنوعة
هذا التنوع يجعلها منصة قتالية متعددة الاستخدامات في آنٍ واحد.
حرب إلكترونية ذكية تحسم المعارك
ما يميز “جيو تيان” حقًا هو تزويدها بأنظمة تشويش إلكتروني بالأشعة تحت الحمراء الاتجاهية وأنظمة قمع رادارات متقدمة.
وهي مزودة بتقنيات الليزر للتصدي للصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، ما يعزز قدرتها على النجاة في بيئات قتال كثيفة التقنية.
مرونة تكتيكية بفضل المقصورة القابلة للتبديل
تعتمد “جيو تيان” على بنية مفتوحة، وتحتوي على مقصورة مهام قابلة للاستبدال في وقت قياسي لا يتجاوز ساعتين. يمكن لهذه المقصورة أن تُستخدم في:
- النقل الجوي
- الإسقاط الجوي
- الضربات النارية
- المواجهة الإلكترونية
- الإمداد في حالات الطوارئ
- حتى الاستخدامات المدنية كالإنقاذ والكوارث الطبيعية
حاملة طائرات بدون طيار: التسمية ليست مبالغة
“جيو تيان” تستحق لقب حاملة الطائرات المسيرة بجدارة، لأنها:
- تحتوي على مقصورة مدمجة قادرة على حمل مئات الطائرات الصغيرة
- تعمل كـ منصة قيادة واتصال للطائرات الصغيرة المسلحة
- يمكن إدارتها عن بُعد من خلال أطقم تحكم خلفية
بهذا يمكنها تنفيذ هجمات جماعية مسيرة أو عمليات استخبارات متقدمة بطريقة غير مسبوقة.
خاتمة: مستقبل القتال الجوي بدأ الآن
مع طائرة “جيو تيان”، لم تعد السماء حكرًا على الطائرات الضخمة أو الطيارين البشر. بل أصبح بإمكان منصة ذكية مسيرة أن تدير أسراباً من الطائرات الصغيرة، وتضرب بدقة، وتُربك الخصم إلكترونيًا، بل وتنقذ الأرواح عند الحاجة.
قد تكون “جيو تيان” البداية فقط، لكن ما تشير إليه هو بوضوح: أن مستقبل الحروب الجوية سيتحوّل من “القتال المباشر” إلى “التحكم الذكي عن بعد”.
📚 المصادر:
تم إعداد هذه المقالة بناءً على تقارير وتحليلات منشورة في مواقع تقنية وعسكرية دولية، من أبرزها:
Defense News، South China Morning Post، وChina Military Online، إضافة إلى مصادر معلوماتية موثوقة مثل Reuters وJanes Defense.
أسئلة يطرحها القراء:
ما هي حاملة الطائرات المسيرة؟
هي طائرة مسيرة كبيرة الحجم تعمل كمنصة جوية تطلق وتدير طائرات مسيرة صغيرة، تمامًا كحاملة الطائرات التقليدية ولكن في السماء.
هل يمكن استخدام “جيو تيان” في المهام المدنية؟
نعم، يمكن تعديل مهامها لتناسب عمليات الإمداد، والإنقاذ، والدعم اللوجستي خلال الكوارث.
ما الفرق بين “جيو تيان” والطائرات المسيرة العادية؟
“جيو تيان” ليست مجرد طائرة مسيرة، بل حاملة ذكية تدير مجموعة كاملة من الطائرات الصغيرة والمهام القتالية المتنوعة.