مارس يخلع معطفه في أوروبا.. حرارة قياسية تنذر بالخطر
في سابقة تاريخية، شهد شهر مارس 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة عبر أوروبا، مسجلًا ما يُعرف الآن بـ مارس الأكثر سخونة في القارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.
بحسب تقرير حديث من وكالة المناخ الأوروبية “كوبرنيكوس”، تجاوز متوسط درجات الحرارة في أوروبا خلال الشهر حاجز الـ6 درجات مئوية، بزيادة بلغت 2.41 درجة عن المتوسط المُسجل بين عامي 1991 و2020.
ما هو سبب ارتفاع حرارة مارس في أوروبا؟
يشير الخبراء إلى أنّ هذه الزيادة ليست حدثًا عابرًا، بل مؤشر صارخ على تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي باتت تلقي بظلالها على أنماط الطقس والنظم البيئية في مختلف أنحاء العالم.
وعلى الصعيد العالمي، جاء مارس كثاني أكثر شهر دفئًا تم تسجيله في تاريخ المناخ، ما يعكس اقترابنا السريع من تخطي الهدف المناخي العالمي، وهو حصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
هل تجاوز العالم عتبة الاحترار المقررة؟
رغم أنّ هذا الحد قد تمّ تجاوزه مؤقتًا في 2024، فإن إعلان فقدان الهدف رسميًا لا يحدث إلا إذا استمر التخطي لعدة أعوام متتالية. ولكن المؤشرات الحالية لا توحي بانخفاض قريب في درجات الحرارة العالمية.
ما الذي يحدث في القطب الشمالي؟
بيّنت “كوبرنيكوس” أيضًا أن الجليد البحري في القطب الشمالي وصل إلى أدنى مستوياته في مارس الماضي.
هذا التراجع الحاد في الجليد يُعدّ جرس إنذار بيئي جديد، ويعكس تأثيرات مباشرة لتغيّر المناخ على المناطق القطبية.
أوروبا تحت ضغط الجفاف والمناخ
لم تقتصر تأثيرات الحرارة على ارتفاع درجات الحرارة فحسب، بل ترافقت مع موجات جفاف شديدة ضربت وسط أوروبا، لاسيما ألمانيا.
وتسببت هذه الظروف في ضغط شديد على الأنظمة البيئية، حيث بدأت النباتات والحيوانات تفقد قدرتها على التكيف مع نقص الرطوبة، مما يُنذر بتدهور في التنوع الحيوي وتأثيرات محتملة على الأمن الغذائي.
هل ما زال يمكن إنقاذ كوكب الأرض؟
يحذر العلماء من أن استمرار هذا المسار المناخي دون تدخلات جذرية وفعالة قد يضع الكوكب على طريق يصعب التراجع عنه.
الوقت لا يزال متاحًا، لكنه يضيق بسرعة. فالسؤال الذي يتكرر اليوم أكثر من أي وقت مضى:
هل لا يزال أمام العالم وقت كافٍ لإنقاذ كوكبه؟
