في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مستقبل الطاقة العالمي، أعلنت اليابان عن اكتشاف مصدر جديد ونظيف للطاقة يُعرف باسم الهيدروجين الفيروزي. يتميز هذا النوع من الهيدروجين بكونه صديقاً للبيئة، لا يصدر أي انبعاثات كربونية، ويمكن إنتاجه بطريقة مستدامة. ومن المتوقع أن يتم تسويقه تجارياً ابتداءً من عام 2026، وفقاً لما نقلته منصة Ecoportal.
ما هو الهيدروجين الفيروزي؟
الهيدروجين الفيروزي يتم إنتاجه باستخدام عملية التحلل الحراري للميثان، وهي تقنية تتيح فصل الهيدروجين عن الكربون دون إطلاق ثاني أكسيد الكربون. على عكس الهيدروجين الأزرق. الذي يعتمد على الوقود الأحفوري وينتج انبعاثات ضارة. أو الهيدروجين الأخضر الذي يتطلب طاقة كبيرة وتكلفة عالية، يقدم الهيدروجين الفيروزي حلاً نظيفاً وفعالاً من حيث التكلفة والبيئة.
لماذا يُعد هذا الاكتشاف مهماً؟
في عالم يتجه بشكل متسارع نحو الطاقة المستدامة، يبرز الهيدروجين الفيروزي كخيار مثالي. فبالإضافة إلى كونه خالياً من الكربون، فإن مواده الخام متوفرة، خاصة من الغاز الطبيعي أو الغاز الحيوي، مما يجعله خياراً قابلاً للتنفيذ على نطاق واسع.
اليابان، التي لطالما اعتمدت على الطاقة النووية والوقود الأحفوري، ترى في هذا الاكتشاف فرصة استراتيجية لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية، ووضع معيار عالمي جديد للطاقة النظيفة.
شراكات استراتيجية تدعم المشروع
المشروع الذي تقوده شركة Ebara اليابانية، يحظى بدعم قوي من الحكومة ومؤسسات بحثية مرموقة، مثل جامعة شيزوكا والمعهد الوطني لعلوم المواد. كما دخلت الشركة في شراكة مع “تايو كوكو” لتصنيع المواد، بينما تُشرف منظمة تطوير الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الصناعية على التنفيذ.
البنية التحتية والعلاقات الدولية: عناصر نجاح المشروع
واحدة من أبرز نقاط القوة التي تمتلكها اليابان هي علاقاتها الدولية الممتازة مع دول مثل الولايات المتحدة، أستراليا، والشرق الأوسط. هذه الشراكات ستسهل وصول اليابان إلى موارد الغاز الطبيعي. وبالتالي تسريع عملية إنتاج الهيدروجين الفيروزي. كما أن هذه العلاقات ستفتح الباب أمام نقل التقنية إلى دول أخرى. وتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة.
نحو مستقبل بلا كربون
ما يجعل هذا المشروع مختلفاً عن غيره، هو أن اليابان لا تسعى فقط إلى تطوير مصدر طاقة بديل. بل إلى إعادة تعريف مفهوم الطاقة النظيفة. فإنتاج الهيدروجين الفيروزي لا يُنتج ثاني أكسيد الكربون. كما يمكن الاستفادة من الكربون الصلب المستخرج دون التأثير على إنتاج الهيدروجين.
وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة، قد يكون الهيدروجين الفيروزي البوابة الحقيقية لعصر جديد من الطاقة النظيفة والمستدامة.
الخلاصة: هل الهيدروجين الفيروزي هو وقود المستقبل؟
مع استمرار العالم في البحث عن حلول للطاقة المستدامة، يبرز الهيدروجين الفيروزي كأحد أكثر الخيارات الواعدة. فإذا نجحت اليابان في تنفيذ هذا المشروع كما هو مخطط له، فقد نكون أمام ثورة طاقة عالمية تُعيد تشكيل الخريطة البيئية والاقتصادية للكوكب.
[…] الفائقة، ليضع بذلك حجر أساس لتحول مستقبلي في صناعة الطاقة […]