لم يعد المشهد السينمائي العالمي كما كان. في خطوة جريئة وغير متوقعة، دوّى صوت انفجار هائل ليس فقط في صحراء الرياض، بل في أروقة هوليوود أيضًا. هذا الصوت كان قادمًا من موقع تصوير فيلم 7Dogs السعودي، الذي لم يكتفِ بتقديم عمل فني مرتقب، بل أعاد كتابة تاريخ الأرقام القياسية في صناعة الأكشن، مُزيحًا عن العرش أسماء أيقونية بحجم سلسلة أفلام جيمس بوند.
إذًا، كيف يمكن لفيلم واحد أن يحقق ما عجزت عنه استوديوهات عالمية لعقود؟ الإجابة تكمن في الطموح، الدقة، والإيمان بأن السينما السعودية الجديدة قادرة على المنافسة عالميًا.
تحطيم الأرقام: عندما تتحدث لغة المتفجرات
لكي نفهم حجم الإنجاز، دعونا نترجمه إلى أرقام. لعقود طويلة، كانت أفلام جيمس بوند هي المعيار الذهبي لمشاهد الأكشن الضخمة.
- أكبر انفجار سينمائي: كان الرقم القياسي مسجلاً باسم فيلم “Spectre” (2015) بانفجار تعادل قوته 68.47 طن من مادة TNT. جاء فيلم 7Dogs السعودي ليُحطّم هذا الرقم بقوة تدميرية هائلة بلغت 170.7 طن، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف الرقم السابق. هذا الفارق لا يمثل مجرد زيادة، بل هو قفزة نوعية تضع معيارًا جديدًا للمشاهد البصرية المذهلة.
- أضخم تفجير لمواد شديدة الانفجار: فيلم “No Time To Die” (2021) حمل الرقم القياسي السابق باستخدام 136.4 كيلوجرامًا من المتفجرات في مشهد واحد. مرة أخرى، رفع الفيلم السعودي السقف عاليًا بتنفيذ تفجير استخدم 405.85 كيلوجرامًا، مما يعكس دقة تقنية وتخطيطًا لوجستيًا معقدًا لا يجرؤ عليه إلا القليلون.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات للمباهاة، بل هي شهادة على بنية تحتية إنتاجية عالمية المستوى أصبحت متاحة في قلب السعودية، وتحديدًا في استوديوهات “الحصن” بالرياض.
ما وراء الدخان واللهب: رؤية تتجسد على الشاشة
قد يرى البعض في هذا الإنجاز مجرد استعراض للقوة الإنتاجية، لكنه في جوهره أعمق من ذلك بكثير. إنه انعكاس مباشر وملموس لطموحات رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وبناء قطاعات جديدة ومبتكرة، ومن ضمنها قطاع الترفيه وصناعة الأفلام.
فعندما يتم دعم مشروع بهذا الحجم من قبل جهات عليا، وبالتعاون مع القطاعات الأمنية لضمان تنفيذ هذه المشاهد الخطرة بأمان تام، فإن الرسالة تكون واضحة: المملكة لم تعد تكتفي باستهلاك المحتوى العالمي، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في إنتاجه. علاوة على ذلك، يجمع الفيلم نجومًا من العيار الثقيل مثل كريم عبد العزيز وأحمد عز تحت إدارة المخرجين العالميين Adel & Belal، مما يؤكد أن هذا العمل هو نتاج تعاون إقليمي وعالمي يهدف لتقديم منتج فني لا يقل جودة عن نظيره في هوليوود.
من الاستيراد إلى التصدير الثقافي
يمثل فيلم 7Dogs السعودي نقطة تحول رمزية. لعقود، كانت السينما العربية، بما فيها السعودية، تنظر إلى الإنتاجات الغربية كنموذج يُحتذى به. اليوم، نرى نموذجًا مختلفًا يتشكل؛ نموذج يمتلك الجرأة ليتحدى المعايير القائمة ويتفوق عليها. هذا التحول من عقلية “المستورد” إلى عقلية “المُنتِج والمُصدِّر” للثقافة والترفيه هو المكسب الحقيقي.
لم يعد النجاح يقتصر على سرد قصة محلية جيدة، بل امتد ليشمل التفوق التقني والحرفي الذي يجذب انتباه العالم. في نهاية المطاف، هذا الإنجاز لا يخدم السينما السعودية الجديدة فقط، بل يفتح الباب أمام جميع صناع الأفلام في المنطقة ليحلموا بشكل أكبر ويستهدفوا العالمية بثقة. نحن نشهد ولادة قوة سينمائية جديدة، وهذا الانفجار كان مجرد طلقة البداية.
المصدر:
هيئة الترفيه السعودية.
أسئلة شائعة حول فيلم 7Dogs السعودي:
1. ما هي الأرقام القياسية التي حطمها فيلم 7Dogs السعودي؟
حطم الفيلم رقمين في موسوعة غينيس: الأول لأكبر انفجار سينمائي في التاريخ بقوة 170.7 طن من TNT، والثاني لأضخم كمية متفجرات بمشهد واحد بكمية 405.85 كجم.
2. ما هي الأفلام التي تفوق عليها فيلم 7Dogs؟
تفوق على فيلمي جيمس بوند الشهيرين: “Spectre” (2015) في فئة أكبر انفجار، و”No Time To Die” (2021) في فئة أضخم تفجير بمشهد واحد.
3. لماذا يعتبر هذا الإنجاز مهما للسينما السعودية؟
لأنه يثبت امتلاك السعودية بنية تحتية وقدرات إنتاجية عالمية، ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة السينما العالمية. محققة بذلك أحد أهداف رؤية 2030.
4. من هم أبرز النجوم المشاركين في الفيلم؟
يشارك في بطولة الفيلم نجوم عرب بارزون. من بينهم كريم عبد العزيز وأحمد عز، تحت قيادة المخرجين العالميين Adel & Belal.