النقاط الرئيسية
- واشنطن أعدّت مسودة خطة سلام من 28 بندًا بالتعاون مع موسكو.
- روسيا تعلن للمرة الأولى أنها تشعر بأن “موقفها يُسمع” في هذه المباحثات.
- كييف على علم بأن الأميركيين يعملون على شيء… لكن دون تفاصيل كاملة.
منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف على اندلاع الحرب في أوكرانيا، يبدو أن واشنطن بدأت تُعيد رسم خريطة اللعبة بالكامل. فوفق تقرير نشره موقع Axios، تعمل الإدارة الأميركية على إعداد خطة واسعة لإنهاء الحرب—سرًا، وبتنسيق مباشر مع روسيا.
هذا التحرك يعكس تحوّلًا لافتًا في مسار الصراع، ويعيد إلى الواجهة “المفاوضات الخفية” التي تجري خارج الأنظار.
ما الذي يحدث خلف الكواليس؟
تكشف مصادر أميركية وروسية أن الخطة الجديدة تمتد عبر محاور معقدة تتجاوز حدود أوكرانيا نفسها، لتشمل إعادة تشكيل الأمن الأوروبي وعلاقات واشنطن مع موسكو وكييف.
وتدور النقاشات حول ملفات بالغة الحساسية — الضمانات الأمنية، مستقبل الجيوش، أمن أوروبا، وأهمها: مصير الأراضي في شرق أوكرانيا.
ورغم النشاط الدبلوماسي المكثف، فإن واشنطن لم تكشف الموقف النهائي لأوكرانيا أو حلفائها الأوروبيين من هذه الرؤية الجديدة.
روسيا: “للمرة الأولى نشعر أن صوتنا مسموع”
قال كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي والمشارك بقوة في دبلوماسية الملف الأوكراني، إنه أجرى ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في ميامي.
وما أثار الانتباه أنه أعلن:
“هذه هي المرة الأولى التي نشعر فيها أن موقفنا يسمع فعلاً في هذه المباحثات.”
هذه العبارة وحدها تعكس تحوّلًا كبيرًا في مقاربة واشنطن—أو على الأقل في مقاربة إدارة ترامب القادمة.
أوكرانيا بين الضغوط والاصطفافات الجديدة
أفادت التقارير بأن ويتكوف كان من المقرر أن يجتمع مع زيلينسكي في تركيا، لكن الزيارة أُجلت.
معلومات أخرى تشير إلى نقاشات تمت بالفعل مع مستشار الأمن القومي الأوكراني في ميامي.
هذا يضع كييف في موقع حساس:
- فهي تعلم أن الأميركيين يعملون على خطة ما.
- لكنها ليست شريكًا كاملاً في صياغة مسودة البنود حتى الآن.
- وقد تجد نفسها قريبًا أمام “خريطة طريق” أميركية–روسية جاهزة.
زيلينسكي قال عبر منصة X إنه “سيعمل على إعادة تنشيط المفاوضات” دون الإشارة إلى الخطة الأميركية مباشرة، وهي صياغة توحي بأن كييف تتعامل بحذر شديد.
تركيا: الوسيط الثابت الذي يعود إلى الواجهة
زيارة زيلينسكي لتركيا تأتي في لحظة حساسة؛ فأنقرة كانت دائمًا منصة للحوار بين موسكو وكييف.
والسؤال المطروح الآن:
هل ستستضيف تركيا أولى جلسات النقاش حول الخطة الأميركية الجديدة؟
وجود تركيا في هذه المعادلة يضيف عنصرًا مهمًا: دولة قادرة على التواصل مع الطرفين دون عداء مباشر لأي منهما.
هل نحن أمام بداية نهاية الحرب؟
هناك ثلاثة مؤشرات قوية على أن شيئًا كبيرًا يتحرك:
1) إنهاك غربي واضح
الدعم العسكري الأوروبي والأميركي تراجع مقارنة بالسنوات الأولى، والنتائج الميدانية أصبحت محدودة.
2) رغبة واشنطن في “اتفاق يغيّر المشهد”
ترامب يريد إنجازًا دبلوماسيًا يُسوقه كنجاح شخصي—سواء داخليًا أو خارجيًا.
3) قبول روسي غير مسبوق بمناقشة بنود واسعة النطاق
موسكو تبحث عن ضمانات أمنية وتوازن جديد في أوروبا، وقد ترى أن هذا المسار هو أفضل فرصة منذ بداية الحرب.
لكن:
مصير الأراضي في شرق أوكرانيا يظل العقدة الأساسية… وهي العقدة التي ستحدد شكل السلام، أو شكل الجولة التالية من الحرب.
هل يمكن أن تتغير قواعد اللعبة؟
إذا اكتملت الخطة، فقد نشهد:
- وقفًا تدريجيًا للنار.
- تفاهمات أميركية–روسية حول الأمن الأوروبي.
- إعادة رسم حدود النفوذ.
- ضغطًا على كييف لقبول حلول مؤلمة سياسيًا.
وهذا يجعل الأشهر المقبلة الأخطر منذ اندلاع الحرب.
المصدر:
أكسيوس
