النقاط الرئيسية
- سيدة صينية نفذت أضخم عملية احتيال رقمي بقيمة 6 مليارات جنيه إسترليني.
- الشرطة البريطانية صادرت أكثر من 61 ألف بيتكوين من منزلها في لندن.
- القضية أثارت جدلاً واسعًا حول مستقبل تنظيم العملات الرقمية عالميًا.
في واحدة من أكثر القصص غرابة في عالم المال الرقمي، كشفت السلطات البريطانية عن أكبر قضية احتيال رقمي في تاريخها، بعد أن حكمت المحكمة على السيدة الصينية تشيان تشيمين بالسجن 11 عامًا و8 أشهر، إثر إدارتها لمخطط احتيالي ضخم جمع أكثر من 6 مليارات جنيه إسترليني عبر بيتكوين.
القصة بدأت في الصين بين عامي 2014 و2017، حين أنشأت تشيمين شركة وهمية باسم Lantian Gerui، واستطاعت إقناع أكثر من 128 ألف مستثمر بالمشاركة في مشروع “ربحي سريع” يعتمد على العملات الرقمية. كثير من الضحايا خسروا كل شيء: مدخراتهم، منازلهم، وحتى حياتهم الزوجية.
من الصين إلى لندن.. رحلة الهروب المليارية
بعد انهيار المخطط، هربت “سيدة بيتكوين” من الصين إلى ميانمار، ثم تايلاند، فماليزيا، وصولًا إلى بريطانيا بجواز سفر مزيف صادر عن دولة سانت كيتس ونيفيس.
في لندن، حاولت شراء عقار فاخر شمال العاصمة، ما أثار شكوك الشرطة البريطانية التي بدأت بتتبع التحويلات الرقمية عبر شبكة البلوكشين.
وفي أبريل 2024، تم القبض عليها في مدينة يورك بعد مطاردة دامت سنوات. عند مداهمة منزلها، عثرت الشرطة على أجهزة تحتوي على 61 ألف بيتكوين، كانت قيمتها آنذاك نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، وارتفعت اليوم إلى ما يزيد عن 6 مليارات.
كنز رقمي في قلب لندن
وصفت القاضية البريطانية المتهمة بأنها “المهندسة الأولى للجريمة”، مشيرة إلى أن ذكاءها التقني مكّنها من إخفاء الأموال عبر عقارات وشركات وهمية وجوازات سفر متعددة.
ومع صدور الحكم، بدأت بريطانيا تبحث عن آلية قانونية لتعويض الضحايا واستعادة جزء من الأموال المصادرة، التي تشكّل اليوم واحدة من أكبر ثروات بيتكوين المجمدة في العالم.
دروس من القضية: الشفافية لا تعني الأمان
قضية سيدة بيتكوين كشفت أن البلوكشين — رغم كونه نظامًا شفافًا لا يمكن تزويره — لا يمنع الاحتيال. فالمعاملات تُسجل بدقة، لكن هوية الأطراف تبقى مجهولة.
وبالتالي، يمكن للمحتالين إخفاء الأموال الرقمية بسهولة عبر سلسلة من المحافظ الافتراضية.
كما أنها أعادت طرح سؤال جوهري:
هل يمكن للتكنولوجيا المالية أن تكون حرة تمامًا دون أن تتحول إلى أداة للجريمة؟
بين الحرية المالية والفوضى الرقمية
تُظهر هذه القضية أن المستقبل المالي لا يمكن أن يقوم على التقنية وحدها، بل على تكامل الذكاء القانوني والتقني. فالعصر الرقمي يحتاج إلى محققين يفهمون لغة الشيفرات، لا فقط لغة الأرقام.
من المتوقع أن تدفع هذه الحادثة بريطانيا — وربما الاتحاد الأوروبي — نحو تشريعات صارمة لتنظيم العملات المشفرة، تشمل فرض هوية رقمية إلزامية للمحافظ وتوسيع صلاحيات وحدات مكافحة الجرائم المالية الإلكترونية.
في المقابل، يظل العالم منقسمًا بين من يرى العملات الرقمية أداة تحرر مالي، ومن يعتبرها فوضى تكنولوجية بغطاء اقتصادي.
المصدر:
- BBC News
- IB Times
- العربية Business
- The Guardian
- CoinDesk
