النقاط الرئيسية
- شركة RedMagic تطلق أول نظام تبريد سائل نشط في الهواتف الذكية يحاكي أجهزة الألعاب وخوادم الذكاء الاصطناعي.
- النظام يعتمد على مضخة سيراميكية دقيقة وسائل مفلور مقاوم للتجمد لتبديد الحرارة بكفاءة عالية.
- يُدمج التبريد السائل مع مروحة Turbo Fan 4.0 بسرعة 24,000 دورة في الدقيقة مع مقاومة ماء IPX8.
- هواتف RedMagic 11 Pro ستُقدّم أداء ألعاب مستقرًا حتى 120 دقيقة بمعدل 90 إطارًا في الثانية.
- التقنية قد تمهد لموجة جديدة من هواتف الألعاب عالية الأداء بتبريد هجين ومتانة غير مسبوقة.
لماذا يعد التبريد أحد أبرز تحديات الهواتف المتطورة؟
مع تزايد قدرات المعالجات الحديثة وطلب المستخدمين على تشغيل ألعاب بجهد رسومي عالٍ أو استخدام مهام الذكاء الاصطناعي مباشرة على الهاتف، يرتفع استهلاك الطاقة ويُنتج حرارة كبيرة. الحرارة الزائدة تُشكّل عائقًا أمام الأداء المستدام، فقد تضطر المعالجة إلى التقليل أو خفض ترددها (thermal throttling) لتفادي التلف.
على مدى السنوات، اعتمدت الشركات على حلول “سلبية” مثل غرفة البخار (Vapor Chamber) أو أنابيب نحاسية صغيرة لنقل الحرارة، لكنها تظل محدودة في الفعالية عند ضغوط الأداء العالية. لذا، يُنظر إلى خطوة RedMagic كشغل أولي نحو مستقبل حيث التبريد النشط السائل يصبح جزءًا من معيار الهواتف الراقية.
التقنية الجديدة: كيف يعمل نظام التبريد السائل النشط في هاتف RedMagic؟
1. المبدأ الأساسي
بدل الاعتماد على التوصيل البسيط أو التبخر الداخلي، يستخدم النظام مضخة دقيقة تدفع سائل التبريد عبر قنوات دقيقة موجهة نحو “النقاط الساخنة” (مثل وحدة المعالجة ومجالات الطاقة المكثفة)، ثم يعاد توجيه هذا السائل إلى مبرد خارجي أو مبدد حراري ليبرد قبل إعادته إلى الحلقة. هذا يشبه تقريبًا ما نراه في حواسب الألعاب المتطورة أو خوادم الذكاء الاصطناعي.
2. مكون المضخة الدقيقة (Piezoelectric Micropump)
لتحقيق هذا في جوال نحيف، استخدمت RedMagic مضخة سيراميكية كهرضغطيّة بحجم الميكرون، قادرة على تحريك السائل عبر قنوات دقيقة. تم تصميم القنوات بدقة ليُقلّ الاحتكاك ويسهّل التدفق بسلاسة.
3. السائل المستخدم
اختير “سائل مفلور” (Fluorinated coolant) يتميز بخصائص عزل كهربائي ممتازة ويعمل عند نطاق واسع من درجات الحرارة (من −40 °م إلى 70 °م). يُستخدم سائل مشابه في خوادم الذكاء الاصطناعي.
4. التكامل مع تبريد هوائي
النظام لا يعتمد فقط على السائل، بل يجمع بينه وبين مروحة نشطة (Turbo Fan 4.0) بسرعة تصل إلى 24,000 دورة في الدقيقة، مع قنوات هواء ومُبدد حراري (Radiator) لتسريع طرد الحرارة.
أما المفاجأة فهي أن النظام حقق تصنيف مقاومة الماء IPX8 رغم وجود مضخة ومروحة داخلية، وهو أمر نادر جدًا في الهواتف.
ماذا تقدّم سلسلة RedMagic 11 Pro؟
- يستخدم المعالج Snapdragon 8 Elite Gen 5، وأوضحت الشركة أن التبريد النشط يسمح باستقرار الأداء العالي لفترات طويلة دون تباطؤ.
- تروّج الشركة لإمكانية تشغيل لعبة “Wuthering Waves” بمعدل 90 إطارًا في الثانية لمدة تصل إلى 120 دقيقة، وهذا دليل على ثبات الأداء تحت ضغط الرسوميات العالية.
- من المزايا الإضافية: كاميرتان 50 MP مع خواص تثبيت بصري (OIS) في النسخة القادمة.
- بفضل التصميم الشفاف في بعض النسخ، تُرى أنابيب السائل والقنوات، ما يضفي جاذبية بصرية لهواة الأجهزة التكنولوجية.
آراء المستخدمين وردود الفعل الأولية
- في منتدى Reddit، عبّر أحد المستخدمين:
“The guys managed to put active water cooling in a smartphone, seriously, that’s an impressive engineering feat!”
- انتقادات سلبية أيضاً تظهر، حيث يخشى بعض المستخدمين من صعوبة صيانة النظام أو إصلاحه حال فشل المضخة.
- آخرون يتساءلون عن مدى الفائدة الحقيقية مقارنة بأنظمة التبريد التقليدية، خصوصًا في الاستخدام اليومي المعتدل.
- الأوساط التقنية تُظهر حماسة حذرة، إذ يُنظر إلى هذه التجربة كاختبار قد تقود لسباق بين الشركات لتبني تبريد مشابه إن نجح النظام تجاريًا.
فرص ومخاطر هذه الخطوة
الفرص
- اختراق فئة جديدة: إذا نجحت الفكرة على مستوى الأداء والمتانة، فقد تفتح الباب لهواتف ألعاب تُنافس الحواسب المحمولة في قدرات التبريد والتحمل.
- ميزة تسويقية قوية: ترويج “أول هاتف بمضخة سائلة فعالة” سيخلق ضجة إعلامية ويجذب شريحة المهتمين بالتقنيات الفائقة.
- دفع الابتكار في الصناعة: الشركات المنافسة ستضغط على نفسها لتطوير حلول مشابهة أو منافسة، مما يؤدي إلى تسارع الابتكار في التبريد.
المخاطر
- تعقيد التصنيع والصيانة: تضمين مضخة وسوائل داخل الهاتف يزيد من احتمال الأعطال ويقلل من قابلية الإصلاح الذاتي أو الصيانة في الورش المحلية.
- استهلاك الطاقة والوزن: تشغيل مضخة ومروحة نشطة قد يستهلك طاقة إضافية، كما أن وجود عناصر إضافية قد يزيد من وزن وسمك الهاتف مقارنة بالمنافسين.
- فشل الأداء في ظروف قصوى: في حال تسرب أو فشل المضخة، قد ينهار النظام كليًا، وقد يتعرض المكون الحراري للتلف.
- تكلفة مرتفعة: التكامل المعقّد قد يرفع من تكلفة الإنتاج، مما قد ينعكس على سعر البيع ويقلل من جاذبية الشراء الجماهيري.
ماذا نتوقع في المستقبل؟
من المرجح أن نشهد خلال السنوات القليلة القادمة:
- تبنّي شركات أخرى لتقنيات تبريد نشطة، سواء سائلة أو هجينة، لتقديم هواتف عالية الأداء بدون تنازلات.
- تحسين مضخات أكثر كفاءة، أصغر حجمًا، واستهلاك طاقة أدنى، وربما تقنيات صلبة دون السوائل (مثل مواد نانوية فائقة التوصيل الحراري).
- طرح هواتف مخصصة لمحبي الألعاب أو الذكاء الاصطناعي محليًا، تستفيد من هذا النوع من التبريد لتحقيق أداء ثابت لفترات طويلة.
- معتمدون مثل دوريات الرياضات الإلكترونية قد يبدأون في اعتماد هواتف كهذه في البطولات، إذا أثبتت موثوقيتها.
هذا يعني أن الهواتف الذكية في المستقبل لن تقتصر على المعالجات القوية فقط، بل ستُقَيَّم أيضًا على قدرتها على إدارة الحرارة والاستمرار في الأداء. إذا كنت من هواة الألعاب أو التطبيقات الثقيلة، قد تهمك مراجعة أداء التبريد قبل اختيار هاتفك المستقبلي.
