موجة الحر في أوروبا تتفاقم سريعًا؛ فقد لقي ثمانية أشخاص حتفهم في إسبانيا، فرنسا، وإيطاليا، بينما اندلعت حرائق غابات في كتالونيا، واضطرت سويسرا إلى إغلاق أحد مفاعلات محطة بيزناو النووية مؤقتًا. هذه موجة الحر في أوروبا هي الأشد بداية صيف تُسجَّل منذ سنوات، وترفع التحذيرات الصحية إلى المستوى الأحمر في 18 مدينة إيطالية وعدة مناطق فرنسية.
حرائق كتالونيا المميتة في إسبانيا
أدت الرياح الحارة والجافة إلى اشتعال حريق ضخم في مقاطعة تاراغونا بكتالونيا، مما أسفر عن مقتل شخصين حوصرا داخل مزرعتهما. السلطات أخلت 14 ألف مقيم ودفعت بأكثر من 500 رجل إطفاء للسيطرة على النيران. علاوة على ذلك، سُجّلت وفيات حرّ إضافية في إكستريمادورا وقرطبة، ليرتفع إجمالي الوفيات في إسبانيا إلى أربعة.
فرنسا ترفع التأهّب وتُنقل مئات المصابين إلى المستشفيات
في فرنسا، سجلت العاصمة باريس 38 °C بينما تجاوزت الحرارة 41 °C في الجنوب والوسط. وأعلنت وزيرة الطاقة أنييس بانييه-روناشيه وفاة شخصين ونقل 300 آخرين إلى المستشفى بسبب موجة الحر في أوروبا، كما أغلقت نحو 2200 مدرسة أبوابها مؤقتًا حمايةً للتلاميذ. بالإضافة إلى ذلك، أُغلق الطابق العلوي لبرج إيفل، وأُلغيت رحلات سكك حديدية في الألب بعد انهيارات طينية ناتجة عن عواصف حرارية.
أرقام قياسية في البرتغال وهولندا
سجّل معهد الأرصاد البرتغالي أعلى حرارة لشهر يونيو على الإطلاق: 46.6 °C في بلدة مورا، بينما تخطت درجات الحرارة في هولندا الأرقام التاريخية للشهر نفسه. نتيجة لذلك، أصدرت الحكومات تحذيرات عاجلة للسكان، خصوصًا كبار السن.
ألمانيا وإيطاليا تحت الإنذار الأحمر
توقعت هيئة الأرصاد الألمانية وصول الحرارة إلى 40 °C في فرانكفورت، مما جعل يوم الأربعاء الأشد حَرًّا هذا العام. في المقابل، رفعت إيطاليا الإنذار الأحمر إلى 18 مدينة، وسجلت جزيرة سردينيا وفاتين على الشاطئ بسبب الإجهاد الحراري. بالرغم من ذلك، استمرت الحياة اليومية بفضل لجوء المواطنين إلى المسابح والبحيرات.
تبعات بنيوية: إغلاق مفاعل بيزناو السويسري
اعتمدت محطة بيزناو النووية على مياه نهر آري لتبريد مفاعليها، لكن ارتفاع حرارة المياه أجبر شركة «أكسبو» على إيقاف أحد المفاعلين وخفض إنتاج الثاني إلى النصف حفاظًا على السلامة. بالتالي، أكدت الحادثة هشاشة البنية التحتية أمام موجة الحر في أوروبا.
تحذيرات المناخ وتأثيره الاقتصادي
تؤكد الأمم المتحدة أن السنوات الأشد حَرًّا أصبحت أكثر تواترًا؛ إذ كان العام الماضي الأدفأ عالميًّا على الإطلاق. وفي تقرير لشركة «أليانز ريسيرش»، قد يؤدي يوم واحد تتجاوز فيه الحرارة 32 °C إلى خسارة نصف نقطة مئوية من النمو الاقتصادي الأوروبي. علاوة على ذلك، يطالب خبراء المناخ باتخاذ إجراءات سريعة للتكيّف مع «القاتل الصامت».
نصائح للحماية خلال موجة الحر
- اشرب لترين من الماء على الأقل يوميًا، وابتعد عن المشروبات السكرية.
- تجنّب التعرض المباشر للشمس بين الظهر والرابعة عصرًا.
- استعمل واقي شمس بمعامل حماية 30 + وجدّد وضعه كل ساعتين.
- ارتدِ ملابس قطنية فاتحة اللون وقبعة واسعة الحواف.
- افحص جيرانك من كبار السن بانتظام؛ إذ يزداد خطر ضربة الشمس لديهم.
ختامًا، تُبرز موجة الحر في أوروبا الحالية الحاجة الملحّة لتسريع خطط التكيف المناخي وتعزيز جاهزية أنظمة الإنذار المبكر. ومع أن العواصف الرعدية المتوقعة قد تُخفّض الحرارة خلال الأيام المقبلة، إلا أنّ الخبراء يؤكدون أن موجات حرّ أشد قادمة. من ثمّ، يبقى الوعي العام واتخاذ تدابير وقائية حاسمة لحماية الأرواح والاقتصادات الأوروبية على حد سواء.
المصدر:
Reuters، SwissInfo، The Guardian، AP
الأسئلة الشائعة:
السؤال | الإجابة |
---|---|
ما سبب موجة الحر في أوروبا هذا العام؟ | تشير هيئات الأرصاد إلى «قبة حرارية» ناتجة عن ارتفاع حرارة المحيطات، ما حبس الكتل الهوائية الساخنة فوق القارة. |
كيف تؤثر موجة الحر في أوروبا على الصحة العامة؟ | تسبب الجفاف وضربات الشمس ومضاعفات في الدورة الدموية، لا سيما لدى كبار السن والأطفال. |
هل ستنخفض درجات الحرارة قريبًا؟ | تتوقع الأرصاد عواصف رعدية قادمة من المحيط الأطلسي قد تخفّض الحرارة غربًا، بينما تبقى مرتفعة في إسبانيا وإيطاليا حتى نهاية الأسبوع. |