النقاط الرئيسية
- مشروع “Vanguard” يُتيح للعلماء المكوث في أعماق البحر لأيام متواصلة.
- المركبة تتكون من ثلاث وحدات: غرفة معيشة، مركز غوص، وقاعدة بحرية ثابتة.
- الابتكار يهدف إلى دعم أبحاث الحفاظ على البيئة واستعادة الشعاب المرجانية.
في خطوة تُعيد رسم حدود المعرفة البحرية، كشفت شركة DEEP البريطانية عن مشروعها الثوري “Vanguard” — وهو أول منزل بشري تحت الماء يُتيح للعلماء العيش والعمل في قاع البحر لمدة أسبوع كامل.
الابتكار يجمع بين التقنية والهندسة البيئية ليمنح الباحثين فرصة مراقبة النظم البحرية من داخلها، كما لو كانوا جزءًا منها.
تصميم ذكي مستوحى من محطات الفضاء
المركبة “فانغارد” ليست غواصة تقليدية، بل هيكل هندسي متكامل يتألف من ثلاث وحدات رئيسية:
- غرفة المعيشة: بطول 12 مترًا وعرض 3.7 أمتار، تحتوي على أماكن للنوم والعمل وتناول الطعام.
- مركز الغوص: يسمح بالخروج إلى المياه المحيطة بأمان لإجراء التجارب والملاحظات الميدانية.
- القاعدة الثابتة: تُثبت في قاع البحر لحماية المركبة من الأمواج والعواصف.
وتُزود “فانغارد” بهيكل عائم على سطح الماء يوفر الهواء المضغوط والطاقة الكهربائية، ويتيح التواصل الدائم مع فريق الدعم على اليابسة.
قفزة علمية في دراسة أعماق البحار
حتى الآن، تقتصر البعثات البحرية على ساعات محدودة بسبب الضغط ونقص الأكسجين. لكن “Vanguard” تغيّر هذه المعادلة، إذ تتيح إقامة علمية تمتد لأسبوع كامل.
ويؤكد المهندس نورمان سميث، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة DEEP، أن هذا المشروع سيتيح استكشاف مناطق لم تطأها قدم إنسان من قبل.
بكلمات أخرى، نحن أمام نقلة نوعية في دراسة المحيطات، حيث يمكن للعلماء الآن رصد حياة الكائنات البحرية وسلوكها على مدار اليوم دون الحاجة للعودة إلى السطح.
ابتكار يخدم البيئة والمستقبل
بعيدًا عن الجوانب العلمية، يحمل المشروع هدفًا بيئيًا واضحًا: دعم مشاريع استعادة الشعاب المرجانية ومراقبة تأثير تغير المناخ على الحياة البحرية.
ومن المتوقع أن تُستخدم النسخ الأولى من “Vanguard” قرب سواحل فلوريدا في الأسابيع المقبلة لتطبيق هذه المهام ميدانيًا.
كما تعمل الشركة على تطوير نماذج قادرة على الغوص حتى عمق 200 متر، مما يفتح الباب أمام مهام طويلة الأمد في مناطق بحرية عميقة حول العالم.
بداية عصر “الاستيطان العلمي البحري”
يمثل مشروع “Vanguard” بداية مرحلة جديدة في علاقة الإنسان بالمحيط. فهو ليس مجرد إنجاز هندسي، بل تجربة إنسانية جديدة تُعيد تعريف حدود الاكتشاف، وربما تمهد الطريق في المستقبل لمدن بحرية صغيرة مخصصة للأبحاث والسياحة البيئية.
ومع تطور تقنيات الطاقة المستدامة والذكاء الاصطناعي، قد نشهد خلال العقد المقبل ظهور شبكة من المحطات العلمية العائمة، تتعاون فيما بينها لمراقبة البحار والأنهار والأنظمة البيئية العالمية بشكل متكامل.
مشروع “Vanguard” ،بداية مرحلة جديدة من التعايش مع المحيطات. إذا نجحت التجارب الأولى، قد نرى خلال السنوات القادمة محطات بحرية مأهولة تشبه “محطات الفضاء”، مكرسة لحماية كوكبنا الأزرق من الأعماق.
الأسئلة الشائعة
ما الهدف من مشروع “Vanguard”؟
يهدف المشروع إلى تمكين العلماء من الإقامة في قاع البحر لعدة أيام متواصلة لإجراء أبحاث بيئية وعلمية متقدمة، خاصة في مجالات الشعاب المرجانية والمحيطات العميقة.
ما المدة التي يمكن البقاء فيها داخل المركبة؟
يمكن للعلماء البقاء لمدة تصل إلى أسبوع كامل بفضل نظام الهواء والطاقة المتصل بالسطح.
هل يمكن توسيع المشروع في المستقبل؟
نعم، تعمل شركة DEEP على تطوير نماذج تصل إلى عمق 200 متر، مما قد يسمح بتحويل المشروع إلى شبكة عالمية لمحطات الأبحاث البحرية.