تُعد الثروة مقياسًا مهمًا لفهم الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، وفي شمال إفريقيا تبرز مصر كـ”عاصمة الأثرياء” بلا منازع.
فبحسب تقرير شركة “هنلي آند بارتنرز” لعام 2025، بلغ عدد المليونيرات في مصر نحو 14.8 ألف شخص، رغم التراجع الطفيف عن نهاية 2023 حيث سجل العدد 15.6 ألف.
مصر تحافظ على الصدارة
ما يلفت النظر هو أن مصر لم تفقد موقعها المتقدم على مستوى شمال إفريقيا، بل ما زالت ثاني أكبر مركز للأثرياء في القارة بعد جنوب إفريقيا.
ويعود ذلك إلى كون القاهرة والإسكندرية موطناً لنخبة من رجال الأعمال والمستثمرين في قطاعات مثل العقارات، البنوك، والاتصالات، إضافة إلى الطفرة في الاستثمار بمجال الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي شرق المتوسط.
لكن التحديات الاقتصادية لم تكن غائبة؛ إذ أدى انخفاض قيمة الجنيه المصري إلى تآكل جزء من ثروات المليونيرات عند تحويلها إلى الدولار. ومع ذلك، بقي عدد المليارديرات ثابتًا عند 7، مما يعكس متانة شريحة الأثرياء الكبار.
المغرب: نمو مستمر رغم التفاوت
في المركز الثاني، جاءت المغرب بنحو 7500 مليونير، بزيادة 10% مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى 35 “سنتي مليونير” (من يملكون 100 مليون دولار فأكثر) و4 مليارديرات.
ما يميز التجربة المغربية هو النمو التدريجي لعدد الأثرياء منذ 2015 بنسبة تقارب 40%، مدفوعًا بالاستثمار في السياحة، الطاقات المتجددة، وصناعة السيارات التي جعلت المملكة مركزًا إقليميًا في هذا القطاع.
الجزائر: التراجع الاقتصادي ينعكس على الثروة
أما الجزائر فجاءت في المرتبة الثالثة بـ 2700 مليونير فقط، بتراجع مقارنة بـ2023، إضافة إلى 7 “سنتي مليونيرات” وملياردير وحيد.
ويُعزى هذا الانكماش إلى الاعتماد الكبير على عوائد النفط والغاز، مما يجعل ثروة الأفراد عرضة لتقلبات أسعار الطاقة. فمنذ 2015 خسر السوق الجزائري نحو 23% من الأثرياء.
قراءة تحليلية
إذا نظرنا إلى المشهد العام، فإن تركز الثروة في شمال إفريقيا يعكس فجوة اقتصادية واجتماعية متنامية.
ففي مصر مثلًا، يعيش ما يزيد عن 30% من السكان تحت خط الفقر بحسب بيانات البنك الدولي، بينما تتزايد ثروات النخبة بشكل ملحوظ.
هذا التباين قد يؤدي إلى ضغوط اجتماعية ما لم يتم توجيه جزء من هذه الثروات نحو الاستثمار في البنية التحتية، التعليم، والرعاية الصحية.
أين تتجه البوصلة؟
من المرجح أن تشهد المنطقة مزيدًا من التحولات:
- مصر: قد تستفيد من برامج الخصخصة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، خصوصًا في الطاقة والقطاع المالي.
- المغرب: ستواصل الصعود بفضل مكانتها كمركز صناعي وسياحي.
- الجزائر: بحاجة ماسة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط إذا أرادت استعادة مكانتها.
المصدر:
تقرير شركة Henley & Partners حول توزيع الثروة في إفريقيا (2025).
الأسئلة الشائعة:
س: كم عدد المليونيرات في مصر عام 2025؟
ج: يبلغ عددهم نحو 14.8 ألف مليونير.
س: من هي الدولة الثانية في شمال إفريقيا من حيث عدد الأثرياء؟
ج: المغرب بعدد 7500 مليونير.
س: ما معنى مصطلح “سنتي مليونير”؟
ج: هو شخص يملك أصولاً قابلة للاستثمار تزيد عن 100 مليون دولار.
س: كم عدد المليارديرات في مصر؟
ج: استقر عند 7 مليارديرات حتى منتصف 2025.
س: ما سبب تراجع عدد الأثرياء في الجزائر؟
ج: الاعتماد المفرط على النفط والغاز وانخفاض عائداته.
