في عالمنا اليوم, تبدو حياة المؤثرين وكأنها حلم وردي؛ رحلات فاخرة, منتجات مجانية, وشهرة تتخطى الحدود. لكن خلف بريق الشاشات وفلاتر الصور المثالية, يكمن واقع آخر, واقع منسوج من ساعات العمل الطويلة والضغط النفسي الهائل. لذلك, يطرح سؤال مقلق نفسه: ما هو الثمن الحقيقي الذي قد يدفعه هؤلاء النجوم الرقميون من صحتهم بحلول عام 2050؟ الإجابة قد تكون صادمة أكثر مما نتخيل.
إن مستقبل المؤثرين لا يقتصر على أرقام المتابعين أو حجم الأرباح, بل يمتد ليشمل تحولات جسدية ونفسية عميقة قد تترك ندوبًا لا يمكن إخفاؤها.
“جسد الخوارزمية”: حين يتكيّف جسدك مع متطلبات التطبيق
الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الهاتف أو الكمبيوتر ليس مجرد عادة سيئة, بل هو أساس عمل المؤثرين. يقضي بعضهم ما يصل إلى 90 ساعة أسبوعيًا في تصوير, تحرير, ونشر المحتوى, وهذا المجهود المتواصل يفرض ضريبة باهظة على أجسادهم.
Hunched and hideous digital model reveals what influencers could look like in 2050: ‘Her lifestyle has left its mark’ https://t.co/RojRJQbYZo pic.twitter.com/LAf29DDFXL
— New York Post (@nypost) September 3, 2025
إعلان
- انحناءة “Tech Neck”: إمالة الرأس المستمرة للأمام للنظر في الهاتف تسبب ضغطًا هائلاً على العمود الفقري العنقي. مع مرور السنين, قد يتحول هذا الأمر إلى انحناء دائم في الظهر والرقبة, مصحوب بآلام مزمنة وصداع مستمر.
- عيون منهكة: التحديق في الشاشات الساطعة لساعات طويلة, خاصة أثناء البث المباشر أو تحرير الفيديوهات ليلاً, يؤدي إلى جفاف العين, احمرارها, وظهور الهالات السوداء العنيدة. علاوة على ذلك, تشير الأبحاث إلى أن التعرض المفرط للضوء الأزرق قد يسرّع من تلف شبكية العين.
- متلازمة النفق الرسغي: الاستخدام المتكرر لأصابع الإبهام والسبابة في التمرير والنقر يمكن أن يسبب التهابًا وألمًا في الأعصاب والأوتار بالمعصم, مما يجعل أبسط المهام اليومية مؤلمة.
الوجه المُصفّى: سباق ضد الزمن والتكنولوجيا
الضغط للحفاظ على مظهر شاب وجذاب هو جزء لا يتجزأ من عالم صناعة المحتوى. ولكن المفارقة هي أن الأدوات التي يستخدمونها لتحقيق ذلك قد تكون هي نفسها سبب تدهور مظهرهم على المدى الطويل.
- الشيخوخة الرقمية: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات لا يؤثر على العيون فحسب, بل يخترق الجلد ويحفز إنتاج الجذور الحرة التي تكسر الكولاجين. نتيجة لذلك, قد يعاني المؤثرون من ظهور التجاعيد المبكرة والبقع الداكنة بشكل أسرع من أقرانهم.
- تشوه الحشوات التجميلية: رغم أن الفيلر والبوتوكس يمنحان مظهرًا ممتلئًا وشابًا, إلا أن الإفراط في استخدامها أو حقنها بشكل غير صحيح يمكن أن يؤدي إلى “هجرة الفيلر” بمرور الوقت. هذا يعني أن المواد المحقونة قد تتحرك من مكانها, مما يسبب تكتلات وتشوهات في ملامح الوجه, ويمنح مظهرًا غير طبيعي ومنتفخًا.
- بشرة متمردة: الاستخدام اليومي للمكياج الثقيل وتجربة عدد لا يحصى من منتجات العناية بالبشرة (لأغراض الدعاية) يرهق حاجز البشرة الطبيعي, مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب, التهاب الجلد التحسسي, والوردية.
وجهة نظر: هل ثمن الشهرة باهظ جدًا؟
من وجهة نظري, ما نشهده ليس مجرد مجموعة من الأعراض الصحية, بل هو إنذار مبكر بأننا نبني اقتصادًا رقميًا على حساب صحة المؤثرين العقلية والجسدية. إن السعي المستمر لإرضاء الخوارزميات التي لا ترحم والهوس بالصورة المثالية يدفع جيلًا كاملاً نحو الإرهاق. ربما حان الوقت لفتح حوار جاد حول “الاستدامة البشرية” في صناعة المحتوى, وتشجيع المؤثرين على وضع حدود صحية بين عملهم وحياتهم الشخصية, قبل أن يصبح الثمن لا رجعة فيه.