الدعاء هو الصلة القوية بين العبد وربه، ومظهر من مظاهر التوكل والخضوع. ومن آدابه التي أجمعت عليها القلوب والألسن: رفع اليدين. لكن، هل تساءلت يومًا عن سبب هذا الرفع؟ ولماذا يُفضل بعض الناس مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء؟
رفع اليدين عند الدعاء.. أكثر من مجرد حركة
رفع اليدين أثناء الدعاء ليس فقط تقليدًا، بل هو تعبير عن التذلل الكامل والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، كما يفعل الفقير حين يطلب من كريم. وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال:
“إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردّهما صفرًا خائبتين”
(رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)
بالتالي، رفع اليدين يحمل المعاني التالية:
- الخضوع والتسليم لله.
- طلب الكرم والعطاء.
- اتباع سنة النبي ﷺ.
- الانفتاح على الرحمة الإلهية.
مسح الوجه بعد الدعاء.. هل هو مشروع؟
أما مسح الوجه بعد الدعاء، فقد وردت فيه أحاديث ضعيفة، لكن بعض العلماء قالوا إن مجموعها يُقوّي بعضها البعض، لذلك يُستحب عند بعض المذاهب:
- للتبرك بالدعاء الذي خرج من القلب.
- كإشارة لاختتام الدعاء بنفس روحانية بدأت بها التوسلات.
وفي المقابل، فإن من ترك هذا الفعل، فلا إثم عليه، لأن الأحاديث فيه لم تثبت في الصحاح.
خلاصة المقال
رفع اليدين في الدعاء هو سنة نبوية عظيمة تحمل في داخلها معاني التضرع والانكسار بين يدي الله، أما مسح الوجه بعد الدعاء فهو محلّ اجتهاد، فمن فعله فلا حرج، ومن تركه فلا يُنكر عليه.
فلنحرص على حسن أدبنا مع الله، فإن حسن الأدب باب عظيم من أبواب القرب والمحبة.
