قد يبدو الأمر وكأنه مزحة أو مادة لفيلم كوميدي، لكن القصة حقيقية: محامٍ أميركي من ولاية إنديانا يحمل اسم مارك إس. زوكربيرغ قرر مقاضاة شركة ميتا بعد أن تحول اسمه إلى مصدر متاعب لا تنتهي.
الاسم الذي صار مشكلة
مارك إس. زوكربيرغ وُلد قبل سنوات طويلة من ظهور مؤسس فيسبوك مارك إي. زوكربيرغ، إلا أن تشابه الأسماء جعل حياته مليئة بالعقبات. فمنذ أكثر من عشر سنوات وهو يواجه مشاكل في عمله وحياته الشخصية: حساباته على فيسبوك تُغلق باستمرار بتهمة انتحال شخصية مشهورة، إعلاناته تُزال رغم دفعه أكثر من 11 ألف دولار للترويج لمكتبه القانوني، وحتى بعض الجهات الرسمية تعاملت معه على أنه الملياردير الشهير.
قائمة معاناة لا تنتهي
في ملف الدعوى، أرفق المحامي قائمة بعنوان “أشياء حدثت لي لأن اسمي مارك إس. زوكربيرغ”. من بين أبرزها:
- رفع دعوى قضائية ضده بالخطأ من ولاية واشنطن.
- رفض الشركات قبول حجوزاته لاعتقادهم أن الأمر مجرد مزحة.
- تلقّي مئات الرسائل من غرباء يدّعون أنهم أقارب يطلبون المال.
- مواقف محرجة، مثل فوضى في مؤتمر بلاس فيغاس حين كان سائق ليموزين يحمل لافتة باسمه أمام الجمهور.
موقف ميتا
شركة ميتا أوضحت لاحقًا أن حسابه أُغلق “عن طريق الخطأ”، وأعادت تفعيله، لكنها لم تعوضه عن الخسائر المادية التي تكبدها، ما دفعه للجوء إلى القضاء. وهو يطالب الآن بتعويضات عن الضرر المالي والمعنوي الذي لحق به، معتبرًا أن الشركة حرمته من “التمتع باسمه القانوني” الذي حمله قبل أن يولد مؤسس فيسبوك نفسه.
تحليل: خوارزميات بلا قلب
القضية تكشف عن جانب مهم في إدارة الهويات الرقمية: كيف يمكن أن تؤدي خوارزميات التحقق الآلية إلى ظلم أفراد أبرياء، خصوصًا إذا كان اسمهم مطابقًا لشخصية شهيرة. في عصر يعتمد فيه الناس على التكنولوجيا لتحديد الهوية، يصبح السؤال مطروحًا: هل يمكن لخوارزمية أن تفهم الفارق بين “مارك إس.” و”مارك إي.”؟
بين الطرافة والجدية
ورغم الطابع الطريف للقصة، إلا أنها تثير قضايا جادة تتعلق بالهوية والحقوق الرقمية وحرية استخدام الاسم. في النهاية، ما حدث يوضح أن التحكم المطلق لشركات التكنولوجيا قد يتجاوز أحيانًا الحدود المعقولة، ويحوّل تفاصيل بسيطة مثل “الاسم” إلى معاناة يومية.
ردود فعل الناس على مواقع التواصل
القضية لم تمر مرور الكرام على منصات التواصل الاجتماعي. فقد تحولت قصة مارك زوكربيرغ الأصلي إلى مادة للنقاش والسخرية في آن واحد:
- بعض المغردين اعتبروا أن ما حدث يعكس “تعسف الخوارزميات” وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحكم على البشر بلا منطق.
- آخرون كتبوا بسخرية: “تخيّل أن مشكلتك الوحيدة أنك تحمل نفس اسم أغنى رجل في عالم التكنولوجيا!”.
- بينما تعاطف عدد كبير من المستخدمين معه، معتبرين أن من حق أي شخص أن يستخدم اسمه الحقيقي دون أن يُتهم بالانتحال.
- هناك من ذهب أبعد من ذلك، فطرحوا أسئلة حول الحقوق الرقمية قائلين: “هل للشركات الكبرى الحق في تقييد هوية أشخاص لمجرد تشابه أسمائهم؟”
وفي مقاطع فيديو على “تيك توك” و”يوتيوب”، بدأ البعض يطلق تحديات ساخرة تحت عنوان “ماذا ستفعل لو كان اسمك مارك زوكربيرغ؟”، مما أعطى للقصة بعدًا شعبيًا وفتح الباب للنقاش حول مستقبل التحقق الرقمي.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن تثير هذه الدعوى اهتمامًا واسعًا، وربما تضطر ميتا إلى وضع سياسات أكثر مرونة للتعامل مع حالات تشابه الأسماء. أما مارك إس. زوكربيرغ، فقد يصبح اسمه أخيرًا مصدر قوة إعلامية بدلًا من كونه لعنة، خصوصًا إذا نجح في كسب القضية.
المصدر:
- Axios
- Times of India
- New York Post
- The Sun
أسئلة شائعة حول مارك زوكربيرغ الأصلي:
من هو مارك زوكربيرغ “الأصلي”؟
مارك إس. زوكربيرغ هو محامٍ أميركي من ولاية إنديانا، يحمل الاسم منذ ما قبل ولادة مؤسس فيسبوك الشهير، ويعاني من مشاكل بسبب تشابه الأسماء.
لماذا يقاضي مارك زوكربيرغ الأصلي شركة ميتا؟
لأنه دفع آلاف الدولارات للإعلانات القانونية التي حذفتها الشركة مرارًا بتهمة “انتحال شخصية”، كما تعرض حسابه للإغلاق باستمرار وخسر عملاء بسبب ذلك.
كيف كان رد ميتا على القضية؟
اعترفت ميتا بأن حسابه أُغلق بالخطأ، وأعادت تفعيله، لكنها لم تعوضه عن الخسائر المادية والمعنوية، مما دفعه للجوء إلى المحكمة.
ما ردود فعل الناس على القضية؟
تفاوتت بين السخرية والتعاطف، حيث اعتبرها البعض دليلاً على قسوة الخوارزميات، بينما رأى آخرون أنها قضية جدية تمس الحقوق الرقمية وحرية استخدام الاسم.